"على ما يبدو لم تثبت بعد سيطرة الحكومة العراقية على المدينة. كما يقول الاكراد إن حقول النفط والقاعدة الجوية K-1 لا تزال في أيدي البيشمركة. ويبدو أن هذا صحيح: فمن غير المرجح أن يتخلى الأكراد عن كركوك، المدينة التي توجد حولها أغنى حقول النفط ".
أعلن ذلك ليوميات أوراسيا العالم الروسي في مجال العلوم السياسية والدكتوراه في العلوم السياسية، أستاذ جامعة موسكو الحكومية وعضو المجلس العلمي لدى مجلس الأمن للاتحاد الروسي أندري مانويلو تعليقاً على مواجهات الجيش العراقي في كركوك مع الاكراد.
وفي رأيه، فإن الاشتباكات بين الفيدراليين والبشمركة في كركوك هي نتيجة مباشرة للاستفتاء وإعلان استقلال كردستان العراق. في الحقيقة كردستان مستقلة من الناحية العملية عن بغداد: لديها الجيش والضرائب الخاصة بها وما إلى ذلك. والكثير من الأموال من بيع النفط والأسلحة بكميات كبيرة من الولايات المتحدة. والآن قرروا أن يعلنوا الاستقلال رسمياً ما حدث بالفعل. بغداد، بطبيعة الحال، ترفض هذا ولذلك قررت أن تستولى على كركوك، وهي مدينة يعتبرها الأكراد خاصة بهم، وبغداد لها.
"من الواضح أن الأكراد سيدافعون عن كركوك بقوة السلاح. البشمركة جيش كبير ومزود بالأسلحة الحديثة. من ناحية أخرى، فإن الجيش العراقي ضعيف جدا، حيث فقد أفضل وحداته تقريباً في معركة الموصل. لا تتمكن الآن بغداد من محاربة أحد ولا لديها قوة للحرب.
كما يعتقد الخبير أنه نتيجة لذلك، ستظهر بؤرة جديدة للنزاع المسلح في المنطقة، وهذه المرة بين العراقيين والأكراد. في هذه الظروف، فإن استمرار الحرب ضد داعش يجب أن ينسى، ولدى البشمركة قدرة على إلهاق الهزيمة للجيش العراقي الذي ضعف في معارك الموصل، إلى أنه قد يفنى وينهارالعراق الاتحادي. سيؤدي هذا إلى كارثة جيوسياسية جديدة في المنطقة.
في رأي اندريه مانويلو أن الولايات المتحدة في العراق تدعم الاكراد وستقف الى جانب الاكراد. ويتخذ البرزانيون موقفاً موالياً للولايات المتحدة، وفي بغداد الحكومة الشيعية تتعاطف مع إيران إلى حد ما. وبالإضافة إلى ذلك، قيام دولة كردية مستقلة في العراق هو تحد مباشر لتركيا التي لا تتواءم الولايات المتحدة معها في الآونة الأخيرة لدرجة أن قبل مدة حاولت بتنظيم الانقلاب بواسطة القوى المعينة في الجيش وغولين.