عبدل ناقييف، العالم الروسي في العلوم السياسة ومدير مؤسسة السياسات البناءة. حصرياً ليوميات أوراسيا.
انتقلت رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ 1 يناير 2018 إلى إيطاليا. وكما أعلنت المنظمة، أن النزاع في قاراباغ الجبلية سيعتبر أحد من أهم الأولويات لرئاسة إيطاليا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وصرح الوسطاء مراراً أن المبادئ الرئيسية اتسوية النزاع في قاراباغ الجبلية قد أعدت منذ وقت طويل، والوثائق عن الصراع مطروحة على الطاولة. ولكن العملية تتوقف منذ عدة سنوات، وهناك رأي راسخ بأنه لا توجد صيغة لحل سلمي للنزاع.
ويؤدي "التوازن الدبلوماسي" في يريفان الرسمية في كل مرحلة إلى منع فرص الانتقال إلى المفاوضات الموضوعية.
وللانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أذربيجان وأرمينيا هذا العام بصمة خاصة لعملية التسوية في عام 2018. وفى مارس سيتم انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في أرمينيا التي انتقلت إلى الشكل البرلمانى للنظام الإداري. وفى أكتوبر سيختار شعب اذربيجان رئيساً له.
على الأرجح، فإن السلطة في أرمينيا ستبقى كما هي، وأن سيرج ساركسيان سحتفظ بمواقفه حتى بعد انتقال أرمينيا إلى النظام البرلماني الإداري حيث سيصبح رئيساً للوزراء.
وفي هذه الحالة، من الخطأ أن نتوقع تحركات إيجابية في عملية التسوية السلمية للصراع الأرميني الأذربيجاني، قاراباغ الجبلية. وستظل العملية بطيئة، كما حدث في السنوات الماضية.
مع ذلك لا يمكن استبعاد وقوع المواجهات العسكرية على الخطوط الأمامية مثل ما حدث في أبريل 2016، والتي من غير المرجح أن تتصاعد إلى أعمال عسكرية واسعة النطاق بين البلدان. ولا يمكن أن نستبعد أيضاً "العامل الخارجي المزعزع للاستقرار" الذي ينتقل من الشرق الأوسط نحو جنوب القوقاز، ويمكن للقوى الثالثة أن تستفيد من الحالة على خط المواجهة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية.
إن صراع قاراباغ الجبلية هو أحد المجالات ذات الأولوية في السياسة الخارجية لأذربيجان وهو العنصر الرئيسي للاستراتيجية الأذربيجانية المتمثلة في "الاحتواء المنهجي" لأرمينيا. وأحذاً باعتبار"الأيديولوجية الوطنية" المعلنة في أرمينيا وتاريخ العلاقات المتبادلة بين شعبين متجاورين، اتبعت أذربيجان مسار البرنامج الطويل الأجل "لوقف العدوان الأرمني".
لا تتمثل المسألة الرئيسية في حل مشكلة قاراباغ الجبلبية بأي وسيلة، فإن الأولوية تتمثل في حرمان أرمينيا من فرصة المطالبة بالأراضي الأذربيجانية في المستقبل. وفي هذا الاتجاه، حققت أذربيجان نتائج جادة. واليوم، حرمت أرمينيا من فرصة المشاركة في مشاريع الطاقة والنقل الرئيسية في المنطقة، وأغلقت الحدود مع تركيا وأذربيجان، والوضع الاقتصادي في أرمينيا يتناقض مع مبادئ دولة ذات سيادة، ويواجه مشكلة ديموغرافية كبيرة. إن الوقت الآن يعمل في صالح أذربيجان وحل متسرع لمشكلة قاراباغ الجبلية لا يفي بمصالح الشعب الأذربيجاني ومن غير المرجح أن يكون عام 2018 حاسماً في هذا الكفاح.
وبالنظر إلى شهية القوميين الأرمن، فإن أي تنازلات من جانب أذربيجان في مسألة تسوية النزاع الأرميني الأذربيجاني قد يتحول في المستقبل إلى مشكلة جديدة للجيل المقبل.
ومن الضروري تحقيق مثل هذه "المكافأة" حتى يصبح صراع قاراباغ الجبلية صراعاً أخيراً في المواجهة الأرمنية الأذربيجانية التاريخية.