نشرت صحيفة The London Post المستقلة مقال مساعدة رئيس المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة السيدة آناستاسيا لافرينا عن الكارثة البيئية في قاراباغ الجبلية وجاء فيه أن "الصراع الأرميني الأذربيجاني في قاراباغ الجبلية يتواصل منذ أكثر من 25 عاما. وأنه معروف في جميع أنحاء العالم كأحد أطول الصراعات وأكثرها دموية. وحلال فترة النزاع ألحقت خسائر فاصحة للموارد البشرية والاقتصادية والصناعية والزراعية في الأراضي المحتلة، وكذلك في مناطق المواجهة في أذربيجان. منذ بداية ممارسة أرمينيا السياسة العدوانية ضد أذربيجان وقع ما يقرب من 20% من أراضي أذربيجان، بما في ذلك أراضي منطقة قاراباغ الجبلية و7 مناطق مجاورة تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمينية، وتدهورت المؤشرات البيئية للأراضي المحتلة من أذربيجان والقرى الواقعة على الخطوط الأمامية إلى حد كبير، يمكن القول إنها تتفاقم. أدت الهجمات المستمرة على القرى والبلدات المجاورة وحرق الحقول الزراعية ومنع وصول الماء من خزان سرسنك، الواقع في الأراضي المحتلة ونهب الثروات الطبيعية إلى تفاقم الكارثة البيئية التي يزداد حجمها يوماً بعد يوم فقط ".
يتناقضان الجانبان بعضهما مع البعض على التسوية السلمية للنزاع. وعلى الرغم من القرارات الأربعة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى الانسحاب الفوري الكامل وغير المشروط للقوات الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، لا تزال أرمينيا تتجاهل جميع مبادئ القانون الدولي المتعلقة بسلامة الأراضي بلا استثناء.
يسبب الصراع المتواصل أكثر من 25 عاما صعوبات في تنمية الموارد الإنسانية والاقتصاد والصناعة والزراعة في الأراضي المحتلة، وكذلك في المناطق الواقعة على خط المواجهة في أذربيجان. بقيت أغنى مكامن الموارد المعدنية لأذربيجان، بما في ذلك 5 رواسب الذهب في الأراضي المحتلة. فعلى سبيل المثال، توجد في منطقة كلباجار المحتلة لأذربيجان رواسب ذهبية مستغلة من قبل الأرمن حالياً كمصدر للربح. وهناك حالات النهب غير الشرعي للمعادن، والرواسب من الأحجار الكريمة التي تستخرج وتنقل بعد ذلك إلى أرمينيا. يجعل غياب السكان المقيمين دائماً في الأراضي المحتلة وعدم معالجة الأراضي الزراعية بيئة جيدة لتدفق القوارض التي تنتقل بعد ذلك إلى القرى الأمامية في أذربيجان وتهدد الزراعة هناك.
وتعرض هذا المقال الحقائق التي تثبت خطورة الكارثة البيئية الناجمة عن صراع قاراباغ الجبلية: "نظراً لعدم وجود المياه، وكذلك بسبب القصف المستمر على مساحة واسعة من الأراضي للقرى الواقعة على الخطوط الأمامية لم ترو الأراضي الزراعية، الأمر الذي يؤدي إلى تصدعات وانهيار الطبقة الخصبة للأرض."
تقول المؤلفة إن أكبر خزانة في قاراباغ الجبلية وهي خزانة سرسنك التي تقع الآن في الأراضي المحتلة من قبل القوات المسلحة الأرمنية. ويؤدي هذا الاحتلال إلى مشاكل في إمدادات المياه في المناطق لأذربيجانية الةاقعة على خط المواجهة. "إن عدم وجود الصيانة الفنية قد يسبب القلق من أن انهيار السد ووقوع الفيضانات في العديد من المناطق."
وجاء في المقال أيضا أنه هناك الحالات العديدة للحرق العمدي في الأراضي المحتلة من أجل تدمير الغابات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهجمات المستمرة على مناطق الواقعة على الجبهة تشكل خطراً على النشاط الزراعي في الساحات المفتوحة.
"على مر السنين، يجري تصريف المياه الملوثة من أرمينيا إلى أنهار المنطقة بصورة منتظمة. تسرب المياه الملوثة من معمل غاجاران للنجاس والموليبدينوم ومحطة قافان لتنقية النحاص الواقعين في أرمينيا إلى نهر أوخجوشاي وبهذا يحول حوضه إلى منطقة ميتة"
تقول الكاتبة أيضاً إنه "لا ينتهك هذا النهج لأرمينيا سيادة القانون الدولي حول حرمة سلامة أراضي أي دولة فقط، ولكن أيضا عدداً من المعاهدات والقرارات الدولية التي تحظر تدمير الممتلكات المنقولة وغير المنقولة المملوكة من قبل الدولة المحتلة. وعلاوة على ذلك، تخالف أرمينيا برنامج الأمم المتحدة وشريك البرنامج في البيئة (UNEP)، وتنتهج الدولة الأرمينية السياسة المخالفة لمعايير الأمم المتحدة فيما يخص لرعاية البيئة من خلال خلق فرص لتحسين نوعية الحياة ".
"من الواجب أن تتم تغطية هذه القضية على النطاق الواسعة على المستوى الدولي وإشراك الخبراء في دراسة الكوارث والوقاية منها وخاصة في الوقت الحاضر. وتعتبرحماية واستعادة النظم الإيكولوجية الأرضية والمساهمة في استخدامها العقلاني والإدارة المستدامة للغابات ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وإنهاء عملية فقدان التنوع البيولوجى من أحد أهم أهداف التنمية المستدامة للامم المتحدة".
أناستازيا لافرينا، الباحثة المستقلة ومساعدة رئيس المؤسسة الأوراسوبة الدولية للصحافة