قال الباحث التركي في قسم السياسات الخارجية بمركز سيتا للدراسات، جان أجون، أن نجاح عملية تحرير عفرين سيكون له تأثير أحجار "الدومينو" على باقي مناطق منظمة "بي كا كا/ ب ي د" الإرهابية.
جاء ذلك في حديث أدلى به للأناضول، حيث أكد بداية على أهمية تحرير الجيشين التركي والسوري الحر لمنطقة عفرين من التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن القوات المسلحة التركية كانت قد استعدت للعملية بشكل جيد، مضيفا أنها أوقعت خسائر جسيمة في صفوف التنظيم الإرهابي، لدرجة جعلته عاجزا عن المواجهة، ما أجبره على الفرار من مدينة عفرين دون مقاومة تُذكر.
وشدد من جهة أخرى على تعامل القوات المسلحة التركية بحساسية كبيرة خلال تحرير المنطقة تجاه عدم سقوط ضحايا بين المدنيين، وعدم تدمير القرى والمدن.
وأفاد في هذا الصدد "هناك أمثلة عن عمليات كل من الولايات المتحدة وروسيا في الموصل والرقة ودير الزور والغوطة الشرقية، والتي أسفرت عن الكثير من الخسائر البشرية فضلا عن نسب دمار كبيرة".
وأضاف" "على العكس تماما لم تستخدم تركيا قوة مدمرة إنما قوة رادعة لدى تطهير عفرين، حيث أتمت العملية بنجاح بعد قضائها على التنظيم الإرهابي فقط، وحفاظها على المدن وأرواح المدنيين".
وفي سياق آخر، أكد أجون على أن الجيش التركي قضى على آمال منظمة "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابية في إقامة دولة تمتد حتى البحر الأبيض شمالي سوريا.
ولفت إلى أن إرهابيي التنظيم فروا من منطقة عفرين دون إظهار مقاومة تُذكر بعد أقل من شهرين من إطلاق الجيش التركي وقوات المعارضة السورية لعملية غصن الزيتون.
وقال في هذا الإطار "أثبتت تركيا للعالم أجمع زوال أسطورة قوات ي ب ك، حيث كانت الدول الغربية تسعى من خلال وسائل إعلامها لتشكيل صورة مفادها أن ي ب ك تعتبر من أكثر القوات البرية فعالية في شمال سوريا".
وتابع قائلا: "لكن تركيا كشفت من خلال العملية أن التنظيم الإرهابي ليس سوى نمر من ورق، ولا يمتلك أي ثقل دون تلقي دعم من الولايات المتحدة".
وأشار أجون إلى أن تركيا ستحل الأمن والاستقرار في عفرين، وستؤمن عودة اللاجئين السوريين إليها بعد إتمام مشاريع البنى التحتية فيها.
وشدد الباحث على أن تركيا ستواصل مكافحة التنظيم الإرهابي، وأنها تجري الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن منبج، لافتا إلى أنها ستنفذ عملية عسكرية في منبج أيضا في حال رفضت واشنطن مطالب أنقرة.
كما أوضح أن تركيا تخطط بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية لإطلاق عملية عسكرية في شمال العراق ضد منظمة بي كا كا الإرهابية.
وأضاف في هذا السياق "إن تركيا تخطط لعملية عسكرية واسعة ضد معسكرات بي كا كا في جبال قنديل ومنطقة سنجار، حيث تريد تطهير هذه المناطق أيضا من المنظمة الإرهابية".
وأردف أن "نجاح عملية عفرين سيكون له تأثيرا شبيهًا بتأثير أحجار الدومينو إذ يبدو من الواضح أن تركيا تتأهب لضرب باقي مناطق التمركز لــ بي كا كا".
واستطرد "قبل كل شيء ستتعزز فكرة أن منظمة بي كا كا ليست قوة عسكرية جادة وأنها لن تواصل الصمود دون تلقي الدعم من أمريكا، كما أن العشائر العربية في منبج وشرقي الفرات وصلت الى حد التمرد ضد المنظمة".
وشدد أجون في ختام المقابلة على أن "نجاح عملية غصن الزيتون سيؤثر على المناطق الأخرى كافة، إذ ستواصل تركيا حملاتها السياسية والعسكرية لتطهير المنطقة كافة من منظمة بي كا كا الإرهابية، بدءا من منبج وشمال العراق، وحتى المناطق السورية شرقي الفرات لاحقا كالحسكة وتل أبيض ودير الزور".