مصير إدلب.. أردوغان وبوتين والأسد

نحو أربعة ملايين سوري يعيشون في إدلب نصفهم تقريبا من المهجرين من كافة مناطق سوريا

تحليلات 07:00 23.07.2018

محمد النجار-الجزيرة نت

يقرأ محللون سوريون التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية مساء أمس السبت باعتبارها "تحرشات" تسخن ملف محافظة إدلب التي باتت آخر قلاع المعارضة السورية ومنطقة النفوذ التركية التي يقطنها نحو أربعة ملايين سوري.

وزارة الدفاع الروسية أصدرت تصريحا وصفته مصادر في المعارضة بـ"المفاجئ" قالت فيه إن المسلحين في مناطق خفض التصعيد بإدلب يستمرون في نشر الطائرات المسيرة قرب قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

وتابعت الوزارة أن طائرة مسيرة أطلقها مسلحون من مناطق خاضعة لهم في ريف اللاذقية دمرت عن بعد، وادعت أن المسلحين رفضوا دخول المساعدات الإنسانية المقدمة من روسيا وسلطات دمشق.

بدورها، نفت المعارضة السورية علمها بأي طلب روسي لإدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق سيطرتها، واعتبرت أن تصريح وزارة الدفاع الروسية "لا أساس له من الصحة".

لكن مراقبين اعتبروا التصريح بمثابة إنذار روسي يشي بأن أنظار موسكو ونظام بشار الأسد ربما بدأت تتجه نحو إدلب التي تعتبر آخر وربما أهم قلاع المعارضة السورية.
كفريا والفوعة ودرعا

وما عزز هذا الاعتقاد -برأي مراقبين- استعجال موسكو استكمال تنفيذ اتفاق تهجير بلدتي كفريا والفوعة اللتين شكلتا آخر مناطق سيطرة النظام في إدلب وريفها على وقع السيطرة المتسارعة للنظام وحلفائه على محافظتي درعاوالقنيطرة.

غير أن محللين ومراقبين يرون أن مصير إدلب معقد أكثر مما شهدته مناطق حلب والغوطة الشرقية، ومن بعدها الجنوب السوري الذي عاد إلى سيطرة النظام بعد ست سنوات من سيطرة قوات المعارضة.

مصير إدلب

 

وتعقيدات مصير إدلب تكمن في جوانب عدة، أبرزها:

1) العدد الكبير من قاطنيها والمقدر بنحو أربعة ملايين، نصفهم تقريبا ممن هجروا إليها من بقية محافظات سوريا، وهو ما سيجعل تكلفة أي عملية عسكرية على المحافظة باهظا جدا من الناحية الإنسانية.

2) وقوعها ضمن منطقة النفوذ التركية، ولا سيما أن تركيا طرف رئيس في مفاوضات أستانا، وما تتمتع به أنقرةوموسكو من علاقات وتفاهمات بات خبراء يضعونها في الإطار الإستراتيجي بين البلدين.

3) المساحة الشاسعة لإدلب وتعقيدات شن عملية عسكرية واسعة عليها ستكونان مكلفتين للنظام السوري وحلفائه، وتمتع المعارضة هناك بوجود قوات كبيرة وسلاح ثقيل عززه انتقال آلاف المسلحين إليها من مناطق سيطرتها السابقة.

ويبدو أن أنقرة قد استشعرت الخطر الذي يحيق بإدلب مبكرا، فقبل أسبوع اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغانبنظيره الروسي فلاديمير بوتين وركز على وضع إدلب، حيث أكد أردوغان لبوتين أن "تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب بطريقة مماثلة لما جرى في درعا يعني تدمير جوهر اتفاق أستانا".

في الأثناء، تتحدث مصادر سورية عن أن تركيا عقدت ولا تزال محادثات مكثفة مع أطراف المعارضة السورية السياسية والعسكرية لمحاولة التوصل إلى صيغة اتفاق يجنب إدلب أي عملية عسكرية روسية.


المصادر ذاتها قالت إن تركيا تريد أن تضمن حلا سياسيا ودبلوماسيا لا عسكريا لإدلب، وأنها إضافة إلى أهمية المنطقة إستراتيجيا لها فإن مصير أربعة ملايين مهجر فيها يقلق أنقرة التي تستضيف نحو ثلاثة ملايين سوري بين لاجئ ومقيم على أراضيها.

ويبدو أن مصير إدلب سيظل ملفا ساخنا في الاتصالات الروسية التركية، وسيكون ربما ملفا أساسيا في مباحثات أستانا التي ستعقد جولتها الجديدة في سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري.

غير أن هناك من المحللين من يرون أن العلاقات الروسية التركية باتت أمام اختبار حقيقي في ظل احتمالات صدام المصالح بينهما.

موسكو تحدثت ولا تزال عن ضرورة طرد من تصفهم بـ"الإرهابيين" من إدلب، في إشارة إلى مسحلي هيئة تحرير الشام(النصرة سابقا) الذين يتمتعون بنفوذ واسع في معقل المعارضة الأخير، في حين تؤكد أنقرة أنها تعمل على تنظيم القضايا الأمنية والمعيشية وتتعهد بإعادة إعمار المناطق الخاضعة لنفوذها وفق اتفاق أستانا.

 

وما يعزز الاعتقاد بأن موسكو ماضية في تفكيك مناطق خفض التصعيد هو ما فعلته من شن عمليات عسكرية انتهت بسيطرتها على حلب ثم الغوطة الشرقية، وصولا إلى الجنوب السوري بعد أن عقدت تفاهمات مع الولايات المتحدةوالأردن وإسرائيل انتهت بوصول قوات النظام إلى حدودها الجنوبية للمرة الأولى منذ ستة أعوام.

وفي هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الله الأسعد أن ما يجري حاليا هو محاولات تركية روسية للوصول إلى تفاهمات بشأن مصير إدلب دون اللجوء لأي حلول عسكرية. 

الأسعد قال للجزيرة نت عبر الهاتف من تركيا أن إستراتيجية روسيا باتت واضحة، وهي إعادة النظام إلى كل المناطق التي فقدها خلال الثورة السورية، بعد أن غير التدخل الروسي الخريطة من سيطرة المعارضة على معظم مناطق سوريا لتصبح الغلبة لنظام الأسد اليوم.
 

روسيا وليس الأسد
وبرأي الأسعد، فإن مصير إدلب تحدده روسيا فقط وليس النظام السوري "الذي لا يمكن لقواته أن تنفذ عملية واسعة في إدلب نظرا لظروف التعقيدات الجغرافية والعدد الكبير من السكان عوضا عن القوة التي تتمتع بها المعارضة".

ويذهب الأسعد إلى اعتبار أن النظام وروسيا سيسعيان إلى إعلان التوصل لاتفاقات مع فصائل معارضة يقودها من وصفهم بـ"المخترقين لصفوف الثورة"، وأن موسكو وقوات الأسد ستسعيان إلى حشد القوات حول إدلب ومناطق نفوذ المعارضة لممارسة الضغط على تركيا والمعارضة المسلحة لتنفيذ اتفاق يرضي موسكو.

ولا يستبعد الخبير الإستراتيجي والعسكري حدوث تفاهمات دولية تجنب إدلب كارثة إنسانية كبيرة، معتبرا أن هذه الجهود في حال نجحت ستمكن تركيا من إبقاء نفوذها في الشمال السوري.

لكن الأسعد يستبعد أن تؤدي التفاهمات إلى أي علاقات بين أنقرة في ظل حكم أردوغان ونظام الأسد.

وبرأيه، فإن الحل سيظل رهينة التفاهمات الروسية التركية "وبغير ذلك فإن إدلب ستواجه كارثة ربما تكون الأكبر في سوريا منذ عام 2011".

وبعيدا عن محادثات العسكريين والسوريين يبدو مصير أربعة ملايين سوري جمعوا من كافة الجغرافيا السورية معلقا في مصير تفاهمات ليس للسوريين قرار فيها بعد أن باتت بلادهم رهينة لدى وكلاء النظام والمعارضة على حد سواء.

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار