نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن نهاية مهمة "حزب الله" في سوريا، مشيرة إلى انه من المنتظر أن يسحب الحزب قواته من الأراضي السورية ليلعب دورا استشاريا بالاستناد إلى ما اكتسبه من خبرة حربية.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن "حزب الله" أنهى مهمته في سوريا بنجاح، بعد أن لعب دورا بارزا في حفاظ الرئيس بشار الأسد على منصبه، علما وأنه شارك في الحرب السورية بحوالي 8000 مقاتل.
وبعد تحقيق هدفه بالحفاظ على النظام السوري، من المنتظر أن ينهي حزب الله تدخله العسكري في سوريا. وفي هذا الصدد، أفاد مدير الاتصالات والإعلام في مركز كارينغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، بأن "حزب الله لا يقدر في الوقت الراهن على خوض أي حرب، خاصة وأنه يرغب في تحقيق الاستقرار على مستوى قواعده".
وأشارت معدة التقرير إيفا ماري كوغل، إلى أن قيادة "حزب الله" عملت خلال السنوات الخمس الأخيرة على مساعدة النظام السوري على الصمود في وجه خصومه.
ومنذ بداية الثورة السورية، لعب "حزب الله" دورا استشاريا لفائدة قوات النظام السوري. وأكدت الصحيفة أن الطائفة الشيعية أعربت عن رضاها عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية.
وأوضحت الصحيفة أن قدرات حزب الله المالية ستهتز بسبب مشاركته في الحرب السورية، فضلا عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، التي تعد الممول الرئيس له.
وأوضحت الصحيفة أن قيادات "حزب الله" تتطلع إلى المستقبل. وعلى هذا الأساس، سافر نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم إلى طهران خلال شهر كانون الأول الماضي، حيث ألقى كلمة أمام ثلة من الطلاب الإيرانيين أشاد فيها بأداء مقاتلي حزب الله في الحرب السورية.
وفي هذا السياق، صرح قاسم: "تعلمنا في سوريا كيفية القتال في الصحراء. ومن خلال ذلك، اكتسبنا الخبرة الكافية لتحرير المدن".
وأضافت الصحيفة أن الحرب السورية مكنت حزب الله من اكتساب تجربة كافية للعب دور استشاري لفائدة أصدقائه في كل من العراق وإيران واليمن. في هذا الإطار، قال الحاج علي إن "الحرب السورية مكنت حزب الله من تكوين جيل جديد من المقاتلين الذين يتميزون بخصالهم القتالية النادرة وبقدراتهم التواصلية المميزة".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل تنظر إلى مستقبل عناصر حزب الله في سوريا بشيء من القلق.
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي لدى معهد أبا إيبان للدبلوماسية الدولية، دانييل كوهين أن "إسرائيل منشغلة بمصير حزب الله بعد الانسحاب من الأراضي السورية، خاصة وأنه جند خلال مشاركته في الحرب السورية عددا كبيرا من المقاتلين".
