بداية أتوجه لكل المسلمين فى العالم بخالص التهانى بمناسبة عيد الأضحى المبارك - اعاده الله علينا بالخير والبركات.
كنت أحاول أن اطالع من هو الخطيب المتحدث فى يوم وقفة عرفات - لأنى طبعا فى السنوات الماضية لم أجد خطبا تقريبية تجمع المسلمين وتوحدهم - لحل مشاكلهم حتى الإجتماعية والإنسانية، وتحض المسلمين على التوحد بكافة طوائفهم - وحثهم على حب وقبول واحترام الآخر.
وذلك لأن الحج، كما قلنا مرات ومرات، أكبر مؤتمر اسلامى فى العالم، يحضره ما لا يقل عن 3 مليون مسلم، ويضم شخصيات من رؤساء الدول إلى أبسط الخلق فى مشهد مهيب - وليس الغرض من الحج فقط هو الطقوس الدينية - ولكن أيضا بموجب نص الآية 33 من سورة الحج "ولكم فيه منافع".
وهنا نعنى التفكير فى وضع حدا لمشاكل وأزمات المسلمين فى العالم وسط هذا الجمع - استنادا لخطبة الوداع، التى ألقاها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والتى أشار فيها لحرمة دماء وأموال وأعراض المسلمين بعضهم على بعض، ووضع أسسا للسلام الإجتماعى بين المسلمين وأنفسهم. ومع الأسف، وبعد إعفاء المتطرف "الشيخ عبد العزيز ال شيخ - المفتى السعودى السابق"، الذى كثيرا ما آثار النعرات الطائفية الإسلامية، وخصوصا بالدعاء ضد إخواننا من الشيعة، وضد إيران وسوريا واصفا إياهم بالمجوس وأعداء الدين، تلك النعرات التى تكرس لمفهموم الكراهية والخوف من الآخر.
إلا أنه لم يقم بالدعاء، وبأوامر ملكية، مثلا ولو لمرة ضد إسرائيل العدو الحقيقي للبشرية هذا الكيان الصهيونى المحتل لأرضنا العربية والذى يقتل أبنائنا يوميا، بل وجدنا آل سعود يطبعوا معهم.
أو بالدعاء ضد أمريكا، التى خربت الإقتصاد السعودى والخليجي لمصالحها فى المنطقة وتنفيذ أجندتها، بل والتى وصفت السعودية فى إعلامها بالبقرة الحلوب، وأن كلا من ال سعود وال زايد قد دعما الإرهاب من أموالهما بموجب حوارات مع الرئيس الأمريكي ترامب بثت مباشرة على "سي إن بي سي" و "سي إن إن" الأمريكيتين، وانه ما كان ليذهب لهذه الدول، لولا أنهم دفعوا كل الإتاوات التى أمرهم بها. ولكن للاسف، لا زال الفكر الوهابي السعودى الذى يغذى خطاب الكراهية موجودا - فبعد عبد العزيز ال شيخ - وجدناهم يعينوا "بأوامر ملكية" خطيب المسجد النبوي - والذي له صلة قرابة لعبد العزيز ال شيخ - ووفقا لسيرته الذاتية هو حفيد "محمد بن عبد الوهاب" مؤسس المدرسة الوهابية المتطرفة - حسين عبد العزيز آل شيخ ليكون هو خطيب وقفة عرفات غدا.
جدير بالذكر أن الشيخ حسين أعتقل مرة سابقة من السلطات السعودية فى عام ٢٠١٦ وفقا لوسائل إعلام سعودية - لإنتقاداته اللازعة لما يسمى الهيئة السعودية الوطنية للترفيه - والتى كانت أسست مسرحا كوميديا فى مدينة جدة لمحاربة التطرف فى المجتمع - واصفا هيئة الترفيه بالمفسدين فى المجتمع وان هذه المبادرات تقود للفجور - لكى نفهم عقلية خطيب الغد - وما إذا كان يختلف عما سبقوه من الخطباء من عدمه.
نتمنى أن يخيب ظننا، ويقوم الشيخ حسين غدا، بما فشل فيه الأخرون، من توحيد راية المسلمين فى العالم الإسلامى، وكنت أتمنى لو قامت السلطات السعودية طالما لديهم أموال طائلة تمول الاقتصاد الأمريكي الفاشل - أن يهتموا بشأن خطبة عرفات - ويؤسسوا مسابقة ما بين الخطباء المسلمين فى العالم، ومن تحوذ خطبته على رضاء لجنة المسابقة - يعطوه شرف إلقاء خطبة عرفات فى تلك السنة.
بشرط أن تكون خطبة تقريبية، تعلى من شأن الإنسانية والإسلام أمام العالم فى هذا اليوم، الذى يتوجه فيه الإعلام العالمى لمشاهدة هذا المشهد العظيم للمسلمين يوم الحج الأعظم.
أحمد مصطفى رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة عضو كودسريا ومجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى إعلاميون ضد التطرف