نهاية توافق النهضة" والسبسي.. تونس نحو مشهد جديد

خبراء قالوا في أحاديث منفصلة للأناضول: - رئيس الحكومة الشاهد أصبح يحتكم على قوة سياسية مهمة - موازين قوى التوافق اختلّت للضعف الذي اعترى "نداء تونس" - السبسي سيجمع مناهضي "النهضة" وسيخوض هو أو ابنه أو"نداء تونس انتخابات 2019 على خلفية إيديولوجية"

تحليلات 10:00 30.09.2018

اعتبر خبراء ومراقبون في تونس، أن إعلان الرئيس الباجي قايد السبسي نهاية التوافق مع حركة "النهضة"، سيفزر مشهدًا سياسيًا جديدًا بتوافقات جديدة بين "النهضة"، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد. 

وفي ذات السياق، اعتبر خبراء، أن حزب "نداء تونس"، فقد الكثير من قوته، إن لم يكن قد انتهى سياسيًا. 

ومساء الإثنين الماضي، أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي نهاية توافق دام 5 سنوات مع حركة "النهضة" (الكتلة الأكبر في البرلمان بـ68 نائبًا من أصل 217)، مؤكدًا أن إنهاء التوافق كان بطلب من "النهضة". 

وفسّر السبسي إنهاء التوافق بأن "النهضة ترى بأن يبقى يوسف الشاهد رئيسًا للحكومة". 

وأعلن السبسي، أن شرعية حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الشاهد قد انتهت، وعلى رئيس الحكومة التوجه إلى البرلمان ليأخذ الشرعية من جديد. 

إلا أن حركة "النهضة"، أكدت في بيان، الثلاثاء الماضي "التزامها بالتوافق مع رئيس البلاد الباجي قايد السبسي"، معتبرةً أن اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا لا يعني التنكر لعلاقتها معه. 

اختلال موازين القوى بين "النداء" و"النهضة" 

الأكاديمي عبد اللطيف الحناشي، قال، إن موازين قوى التوافق اختلّت للضعف الذي اعترى "نداء تونس". 

وأضاف الحناشي في حديث للأناضول، أن "الأمر يختلف الآن عن زمن إنجاز التوافق بين الباجي قايد السبسي، وحركة النهضة في أغسطس/آب 2013". 

وأوضح، أن "الباجي قايد السبسي رغم أنه رئيس دولة، فإنه يرتكز على حزب وهو نداء تونس، وهذا الحزب تشظى الآن ولم يعد قوة كبيرة في البرلمان ولم يعد حتى الحزب الثاني في البرلمان". 

ومنذ نهاية 2015، تعصف بحزب "نداء تونس" أزمات داخلية أدت إلى انسحاب العديد من القيادات وخسارته الأغلبية النيابية في البرلمان، ليصبح 55 نائبًا بعدما فاز بـ86 مقعدًا في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2014. 

وباستقالة 8 نواب مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، ستتقلص كتلة الحزب إلى 47 نائبًا، في حين سترتفع كتلة "الائتلاف الوطني" (تأسست مطلع سبتمبر/أيلول الجاري وقريبة من الشاهد، حسب مراقبين) إلى 43 نائبًا. 

وتعمّق الصراع منذ الربيع الماضي باحتداد الخلاف بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد القيادي في نفس الحزب، وصلت حد اتهام الشاهد لحافظ قايد السبسي بـ"تدمير الحزب". 

وقرّرت حركة "نداء تونس" منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد، في الحزب، مع إحالة ملفه إلى لجنة نظام الحزب (الانضباط)، لتنظر فيه. 

وأشار الحناشي إلى أن القطيعة تكون خطيرة، عندما تحصل بين قوتين لهما نفس القوة، وكان يمكن أن تكون مضرة لو كان حزب "نداء تونس"، مثلما كان في الماضي. 

في ذات السياق، قال المحلل السياسي، هشام الحاجي، إن "نداء تونس" لم يعد ذلك الحزب القوي الذي فاز بانتخابات 2014. 

وأضاف في تصريحات للأناضول، أن "النداء" لم يعد يمثل شيئًا، لأنه فقد الكثير من قدرته على التأثير. 

والباجي قايد السبسي نفسه، أقرّ بتغيّر وضع الحزب، وقال في حواره مع تلفزيون "الحوار" التونسي (خاص)، الإثنين الماضي: "أنا لست راضٍ عن الأداء في نداء تونس". 

وأوضح السبسي، أن "النداء تأسس على ضوابط لم تعد موجودة"، دون تفاصيل إضافية. 

وفي هذا الصدد، أكد الأكاديمي الحناشي، ما ذهب إليه السبسي بشأن تغيّر أوضاع "نداء تونس"، إلا أنه أشار إلى أن "قايد السبسي وجّه رسالة للمستقبل بالعودة الى مقولات الماضي التي تأسس عليها النداء". 

وتوقع الحناشي، أن السبسي سيجمع المناهضين لحركة "النهضة"، وسيخوض هو أو ابنه أو "نداء تونس" بهم الصراع في 2019 (الانتخابات)، ضدها على خلفية إيديولوجية". 

"صعود" الشاهد وبراغماتية "النهضة" 

وفي "تشجيع" للشاهد على التوجّه إلى البرلمان لطرح حكومته للثقة، قال السبسي في حوار مع قناة "الحوار"، أنصحه بالقول: "صحح موقفك اذهب إلى المجلس.. اليوم لديك أغلبية"، في إشارة إلى كتلة "الائتلاف الوطني" (43 نائبًا) القريبة من الشاهد، ومساندة "النهضة" (86 نائبًا) له. 

وأشار الحناشي إلى أن الشاهد سيمثل الأغلبية في البرلمان، معتبرًا أن "النهضة" لن تلعب الورقة الخاسرة، في إشارة إلى "نداء تونس". 

ولفت إلى أن "النهضة"، تمارس السياسة بشكل دقيق وذكي فهي رأت المتغيرات، وأن موازين القوى لم تعد مثلما كانت في الماضي في البرلمان. 

وأوضح الحناشي، أن الشاهد يتمكن الآن من أرضية سانحة للعمل، ومعه كتلة برلمانية (كتلة الائتلاف الوطني). 

وفي ذات السياق، توقع المحلل السياسي هشام الجاحي، أن مشهدًا سياسيًا جديدًا بصدد التشكل في تونس. 

وقال الحاجي في حديث للأناضول: "أعتقد أن النهضة حركة براغماتية ستتجه إلى التوافق مع الائتلاف الجديد". 

ورجح، أن "كلّ التحركات في الكواليس تتجه إلى تغيير توافق النهضة مع نداء تونس بتوافق جديد مع الشاهد وكتله". 

وأوضح الحاجي، أن "نقاش الميزانية (موازنة 2019)، واستكمال بناء المؤسسات الدستورية (المحكمة الدستورية)، مسائل لا تحلّ بالشعارات والطموح، بل تحل على قاعدة الوزن في المجلس، لأن كل صوت له وزنه وأهميته". 

وأشار إلى "ضرورة توفّر عدد معيّن من الأصوات لتمرير الموازنة العامة، والقوانين في مجلسي نواب الشعب". 

النهضة: لم نختر الشاهد لكن.. 

في المقابل، اعتبر رئيس كتلة حركة "النهضة" في مجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، أنه لم يقع التخلي عن التوافق مع "نداء تونس". 

وقال البحيري في حديث للأناضول: "نحن (النهضة) قبل الثورة (ثورة يناير 2011)، وبعدها نؤمن أن البلاد مبنية على التعدد والتنوع، وأن الخلافات الإيديولوجية والسياسية لا تمنع التعاون". 

وأضاف البحيري: "كنا مع قانون انتخابي يضمن مشاركة أوسع قوى سياسية ولا يضع السلطة في يد حزب واحد". 

ولدى سؤاله عن الكتلة التي سيتحالفون معها في الدورة البرلمانية المقبلة (تنطلق في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل)، لتمرير الموازنة العامة، قال البحيري، إن "التوافق خيارنا الاستراتيجي، وسنتعامل مع كل من يرى أن بلادنا تقام بالتشارك والتواصل". 

وقال البحيري، إن النهضة على استعداد "للتعامل مع الكتلة الجديدة (كتلة الائتلاف الوطني)، والقديمة (كتلة نداء تونس)، والكتل الصغرى والنواب الذين لا كتل لهم، والمهم هو التقدم ببلادنا". 

ومضى قائلًا: "اليوم نحن في حاجة لإرساء المحكمة الدستورية، ولاستكمال هيئة الانتخابات (انتخاب رئيس الهيئة)، ومجموعة قوانين إصلاحية، مثل قانون إصلاح الضمان الاجتماعي، وغيرها من القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وفرض الشفافية". 

ونفى البحيري أن تكون "النهضة"، اختارت التحالف مع رئيس الحكومة ضد رئيس الجمهورية. 

وشدد "اخترنا الاستقرار الحكومي، ولم نختر أن نكون ضد الشاهد أو معه أو نكون ضد الرئيس"، لافتا إلى أن هذا الاختلاف لا يفسد للودّ قضية. 

واختتم بالقول: "من جهتنا بلادنا في حاجة داخل البرلمان، وخارج البرلمان إلى توافقات وطنية واسعة وروح تجميعية كبيرة".


 

رئيسة المركز الأمريكي للحرية الدينية ورئيس المجلس الباكستاني يزوران مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة

أحدث الأخبار

ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
أمير الكويت يبدأ زيارة إلى تركيا
09:45 07.05.2024
الكوريون الشماليون يقسمون على الولاء للزعيم في عيد ميلاده
09:30 07.05.2024
الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية
09:15 07.05.2024
أردوغان: نعمل لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار
09:00 07.05.2024
شاحنة شبيهة لـ «سايبرترك» في الصين
18:00 06.05.2024
هل يمكن أن تؤثر الاحتجاجات الجارية في أرمينيا وجورجيا على أذربيجان؟
17:00 06.05.2024
إيرلندا وإسبانيا تستعدان لاعتراف بدولة فلسطينية
16:00 06.05.2024
خبير ساسي مجري : يمكن للغرب أن يساعد أذربيجان لحل مشكلة الألغام في قراباغ
15:27 06.05.2024
ملك الأردن يزور الولايات المتحدة
14:15 06.05.2024
الرئيس الصيني يصل إلى فرنسا في جولته الأوروبية الأولى منذ 2019
14:00 06.05.2024
مسئول إيراني التحضير لإبرام 23 مذكرة تفاهم مع العراق
13:45 06.05.2024
بيراموف يلتقي مع ميرزويان في كازاخستان
13:30 06.05.2024
هزتان أرضيتان تضربان جنوب روسيا
13:15 06.05.2024
مباحثات بين السعودية وبوركينا فاسو لتعزيز التعاون العسكري
13:00 06.05.2024
ملك ماليزيا يزور سنغافورة في أول زيارة دولة خارجية يقوم بها
12:45 06.05.2024
نزع أكثر من 439 ألف مادة متفجرة من مخلفات الحرب باليمن
12:30 06.05.2024
رئيسة المركز الأمريكي للحرية الدينية ورئيس المجلس الباكستاني يزوران مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
12:18 06.05.2024
جميع الأخبار