هل حمل الرفض الأممي لإدانة "حماس" انتصارا للفلسطينيين ؟

رغم فشل واشنطن في إدانة حماس، بعد فشل مشروع القرار بتخطي عتبة ثلثي الأصوات المطلوبة لاعتماده لكنه حصل على دعم 87 دولة، فيما عارضته 57 غالبيتها دول عربية وإسلامية وهو ما اعتبره مراقبون ناقوس خطر ومؤشر على تغير المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية

تحليلات 12:00 16.12.2018

رغم فشل واشنطن في إدانة حماس، بعد فشل مشروع القرار بتخطي عتبة ثلثي الأصوات المطلوبة لاعتماده لكنه حصل على دعم 87 دولة، فيما عارضته 57 غالبيتها دول عربية وإسلامية وهو ما اعتبره مراقبون ناقوس خطر ومؤشر على تغير المواقف الدولية التقليدية تجاه القضية الفلسطينية

الكاتب طلال عوكل:
نتائج التصويت على القرار الأمريكي تحمل نصرا وهزيمة لكلا الطرفين

الكاتب مصطفى إبراهيم:
نتيجة التصويت على القرار تظهر تحولا بالمواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية

لم يحمل فشل الولايات المتحدة في تمرير قرار يدين حركة "حماس" بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، انتصارا حقيقيا كاملا للفلسطينيين، بحسب مراقبين سياسيين. 

فرغم إحباط القرار، إلا أن عددا كبيرا من دول العالم، أيّده، فاق عدد الرافضين له، وهو الأمر الذي يعكس "تغيرا كبيرا في الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية". 

والخميس الماضي، فشلت مساعي الولايات المتحدة في تمرير قرار يدين حركة "حماس" الفلسطينية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ لم يتمكن مشروع القرار من تخطي عتبة ثلثي الأصوات المطلوبة لاعتماده. 

وحصل مشروع القرار الذي يطالب بإدانة "حماس"، وإطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل، دون أن يتضمن المطالبة بوقف الاعتداءات والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، على دعم 87 دولة، فيما عارضته 57، وامتنعت 33 دولة عن التصويت. 

ورغم انتقاد نتنياهو للدول التي رفضت مشروع القرار، إلا أنه اعتبر النتائج "إنجازا مهما". 

وقال نتنياهو في تصريح نشره على "توتير" الجمعة الماضي:" لم نحقق أغلبية الثلثين، ولكن هذه هي المرة الأولى، التي تصوت فيها أغلبية الدول ضد حماس (..) هذا إنجاز مهم للغاية". 

كما حرصت هايلي على تصوير التصويت على أنه "انتصار وإنجاز كبير"، فقالت:" 87 دولة اعتبرت أن المشكلة في حماس، لقد تغيرت النزعة وهذا يوم جديد في الأمم المتحدة". 

ورغم الخلاف السياسي بين حركة حماس والقيادة الفلسطينية، إلا أن الأخيرة، حرصت على التصدي للقرار، عبر أدواتها الدبلوماسية الدولية. 

وقال صائب عريقات؛ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن "القيادة الفلسطينية" انتصرت للوحدة (الوطنية) بوقوفها ضد المشروع الأمريكي، وقد وضعت المصالح الفلسطينية العليا فوق جميع الاعتبارات الأخرى، عندما تصدت للمحاولات الأمريكية الإسرائيلية الجائرة لاعتبار حركة حماس إرهابية".

وتاريخيا، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ساحة مؤيدة للقضية الفلسطينية، حيث أصدرت ما يزيد عن 40 قرارا مناصرا للفلسطينيين، كان من أهمها القرار الصادر عام 2016 الذي حثّ على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. 
  
كما صوتت الجمعية العامة في نهاية العام الماضي، لصالح قرار يرفض أي إجراءات لتغيير الوضع في مدينة القدس المحتلة، وهو ما شكل رفضا للقرار الأمريكي الذي اعتبر المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل. 

**نصر وهزيمة 

يرى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، نتائج التصويت على المشروع الأمريكي بأنها تحمل "نصرا وهزيمة لكلا الطرفين". 

وقال لوكالة الأناضول:" هو انتصار لإسرائيل لأنه لأول مرة يحدث مثل هذا الاختراق وتحقق تصويتا مرتفعا على قرار لصالحها، وهزيمة لها أيضا لأن المشروع فشل ولم يتم تمريره بالجمعية العامة". 

وأضاف عوكل:" بالنسبة للفلسطينيين، فإن التصويت يمثل انتصار لهم لأنه أفشل القرار الأمريكي، إلا أنه أيضا هزيمة لأن الولايات المتحدة حققت كمّا كبيرا من الأصوات المؤيدة وبالتالي فإن هذا التأييد يعبر عن رأي عام دولي ضد المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي". 

**مبررات التأييد 

وأوضح عوكل أن بعض الدول التي صوّتت مع القرار ارتكزت إلى اعتبار أن "المقاومة" الفلسطينية "إرهابية"، بينما خضعت دول أخرى لابتزاز وضغوط الولايات المتحدة. 

وأشار أيضا إلى أن بعض الدول التي أيدت القرار، لا تعادي القضية الفلسطينية، لكنها ترفض "إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية"، حسبما يركز مشروع "القرار". 

وحذر عوكل من أن الولايات المتحدة ستعاود طرح مشروعها أمام الأمم المتحدة من جديد، وستستخدم كل وسائل الضغط على الدول التي لم تصوّت لصالح القرار لتضمن أصواتها، ومن غير المستبعد أن تنجح في ذلك. 

وقال أيضا:" في حال نجح مثل هذا القرار، فإن إسرائيل ستستهدف المقاومة الفلسطينية عسكريا، بدون أي ذريعة لأنها تكون قد حصلت على تأييد بذلك من المجتمع الدولي". 

ولا يستبعد عوكل أن تتذرع إسرائيل في الوقت الحالي، بتأييد 87 دولة حول العالم لإدانة حركة "حماس" واعتبارها إرهابية، في مهاجمتها، بدون أن تخشى أي انتقادات دولية. 

**المطلوب لتجنب قرار ناجح 

ويرى عوكل أن المطلوب على المستوى الفلسطيني، لمواجهة مثل هذه القرارات فيما لو طرحت بالمستقبل، هو "حماية المقاومة تحت سقف الشرعية الفلسطينية وتبني المقاومة الشعبية السلمية". 

وقال:" في كل مرحلة من مراحل النضال والثورة، تتبدل أشكال المقاومة تبعا للظروف ولحسابات الربح والخسارة، وحاليا اعتقد أنه من المطلوب تعزيز المقاومة الشعبية السلمية حتى لا نجد أنفسنا في مواجهة خطر داهم".

**قاب قوسين من النجاح 

من جانبه، يرى أحمد يوسف، مدير معهد "بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات" بغزة، أن نتائج التصويت يجب أن تُقلق الفلسطينيين، رغم فشل واشنطن في مساعيها. 

وقال يوسف لوكالة الأناضول:" التصويت لم ينجح، ولكنَّ الحقيقة هي أننا كنا قاب قوسين أو أدني من الإدانة، ولكنَّ الله سلَّم". 

وأضاف:" إصرار ترامب على معاداة شعبنا، يبعث على الخوف والقلق، ويستدعي لمّ الصف وإنهاء الانقسام الداخلي". 

وشدد يوسف على أن نتائج التصويت، تبعث برسائل "بالغة الخطورة"، إلى حركة حماس والفصائل الفلسطينية، بضرورة توخي الحيطة والحذر، وعدم تنفيذ أي تصرفات "خارج القانون الدولي تمنح إسرائيل الذرائع في الاستمرار بتضليل المجتمع الدولي ومنظماته الأممية". 

وأضاف:" على فصائل المقاومة الفلسطينية أن تكون واعية بحقوقها التي تسمح بها الأعراف والقوانين الدولية، وفقيهة بكل ما يشكل إدانة لها، أو يتسبب بإشكاليات مع المجتمع الدولي". 

وطالب يوسف حركة حماس، بـ" سدِّ باب الذرائع الذي تلج منه إسرائيل لتبرير اعتداءاتها، وتشويه صورة الفلسطينيين في الساحات الدولية". 

**تحول دولي 

بدوره، يتفق المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، مع سابقيه في أن نتيجة التصويت على القرار تظهر تحولا بالمواقف الدولية خاصة في ظل الضغط الأمريكي على بعض الدول لتغير من مواقفها تجاه القضية الفلسطينية. 

وقال إبراهيم لوكالة الأناضول، إن "الانقسام الفلسطيني، أيضا له دور في تغيير بعض الدول لمواقفها والتوجه نحو تأييد القرار أو على الأقل الوقوف على الحياد دون مساندة الفلسطينيين". 

لكن إبراهيم، يتفق مع عوكل، في أن بعض الدول التي أيّدت القرار، قد لا تكون تعادي القضية الفلسطينية، لكنها ترفض إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. 

وأضاف موضحا:" بعض الدول استجابت للقرار الأمريكي تحت ذريعة رفضها لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق إسرائيلية مدنية مأهولة". 

**التطبيع ذريعة أخرى للتأييد 

ورأى إبراهيم أن "هناك مزاج عام دولي ضد المقاومة، وهذا له علاقة بالدعاية الأمريكية والإسرائيلية، والتوجه العربي الأخير للتطبيع نحو إسرائيل". 

وقال إن "توجّه بعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل أعطى فرصة لبعض الدول للقول إنه طالما أن البلدان العربية اقتربت من تل أبيب فلماذا نحن نبقى ضدها؟". 

وحذّر إبراهيم من أن تجريم حركة "حماس" سيكون بمثابة تجريم لـ"المقاومة الفلسطينية" بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام. 

ودعا إلى بذل جهد دبلوماسي عربي وفلسطيني "شاق" للضغط على المجتمع الدولي للعودة لدعم القضية الفلسطينية. 

 

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار