الانسحاب الأمريكي من سوريا.. هل بددت زيارة بومبيو قلق العراق؟

قد يؤدي سحب الجنود الأمريكيين من سوريا لزيادة التواجد العسكري الأمريكي في العراق، ما يزيد من مساحة تاثيرها في عمليات المراقبة لنشاطات الحشد الشعبي التي تؤمِّن الربط بين ايران والقوات الحليفة لها في سوريا والعراق عبر الأراضي العراقية

تحليلات 14:00 20.01.2019

يعتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن قوات بلاده التي باتت على وشك الانسحاب من سوريا بإمكانها القيام بالمهام المنوطة بها في محاربة تنظيم داعش بالانطلاق من الأراضي العراقية دون الحاجة إلى البقاء في سوريا بعد إضعاف التنظيم.

كما أن تجميع القوات الأمريكية في العراق يمكن أن يساهم في التصدي لاتساع النفوذ الإيراني في العراق، وفي سوريا أيضا، من وجهة نظر واشنطن.

وتاتي زيارة مايك بومبيو بعد أسبوعين من زيارة مفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار غرب العراق.

أثارت زيارة الرئيس الأمريكي لقاعدة "عين الأسد" غرب العراق في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ومغادرته العراق دون لقاء أي مسؤول غضبا واسعا في الأوساط السياسية العراقية.

وخلال هذه الزيارة التي استغرقت عدة ساعات إلى قاعدة "عين الأسد الجوية" تحدث في أعقابها الرئيس الأمريكي عن أن بلاده يمكن لها أن تستخدم قواعدها في العراق لاستمرار حربها على تنظيم داعش في سوريا.

وحدد دونالد ترامب مهام القوات الأمريكية في العراق بمنع عودة تنظيم داعش وحماية المصالح الأمريكية والمراقبة الدائمة انطلاقا من قاعدة "عين الأسد" لأي احتمالات ممكنة لعودة التنظيم وكذلك استمرار مراقبة النشاطات الإيرانية في العراق.

وتعتقد الإدارة الأمريكة، التي تواجدت قواتها منذ عام 2015 في سوريا، أن الانسحاب لن يؤدي إلى تقليل أو إجهاض الجهود الأمريكية للحد من اتساع النفوذ الإيراني ووقف التهديدات "المفترضة" في المنطقة ضد الدول الحليفة، السعودية والأردن ومصر وإسرائيل.

وجاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في أجواء من القلق تسود الأوساط الأمنية والسياسية من تهديدات تنظيم داعش الذي بات على وشك خسارة ما تبقى من مناطق سيطرته في سوريا بالقرب من الحدود مع العراق، واحتمالات دخول ما تبقى من مقاتليه إلى العراق الذي لا تزال القوات الأمنية تعتمد في جانب كبير على الدعم الأمريكي لتأمين أمن الحدود ومنع انتقال مسلحي التنظيم إلى العراق.

وتسعى الحكومة الاتحادية لانتزاع ضمانات أمريكية باستمرار الدعم الأمريكي المقدم للعراق في مواجهة تهديدات تنظيم داعش في اعقاب قرار سحب القوات من سوريا واحتمالات سحبها من العراق، مع تأكيد الرئيس الأمريكي على ضرورة الحد من الانفاق على الحروب في المنطقة، واعتماد دول المنطقة على نفسها في مواجهة التهديدات.

ويقدم ما يزيد عن 5000 جندي أمريكي في العراق المشورة للقوات الأمنية العراقية والتدريب للجنود العراقيين على ما يلزم من معدات قتالية لتطوير قدراتهم في مواجهة تنظيم داعش الذي تشير التقارير إلى محاولات يبذلها لتجديد نشاطاته في غرب العراق.

تنظر الولايات المتحدة إلى أن العراق أكثر أهمية لمصالحها الاستراتيجية من سوريا، ومن المهم لها أن تعمل ما يكفي لاحلال الأمن والاستقرار لحماية مصالحها في العراق، وفي المنطقة أيضا.

وجاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، إلى العراق وسط جدل واسع حول سياسات الرئيس الأمريكي الخارجية وغياب الرؤية الواضحة بشأن قرار الانسحاب من سوريا وانعكاسات مثل هذا القرار على العراق، الذي يرى القادة العسكريون الامريكيون تداخل ساحته في الحرب على تنظيم داعش مع الساحة السورية حيث لا يزال التنظيم يحتفظ بآخر ما تبقى من مناطق سيطرته في ريف دير الزور الشرقي على الحدود مع العراق مباشرة.

وفي تصريحات أدلى بها مايك بومبيو، من أربيل وليس من بغداد، تحدث فيها عن نقاشات مع الرئاسات العراقية الثلاث، الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب، وحكومة إقليم شمال العراق، بشأن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا الذي لم يأخذ الأولوية الأولى على ما يتعلق بتعزيز الحكومة العراقية ودعمها لمنع عودة نشاطات تنظيم داعش والحد من النفوذ الإيراني في العراق.

ركز قادة عراقيون على إبقاء القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة أصلا في البلاد على خلاف خطاب قادة فصائل الحشد الشعبي، القوة الأكثر نفوذا أمنيا وسياسيا في العراق، الذي شدد على اللجوء إلى مجلس النواب لاستصدار قرار يقضي بمطالبة الحكومة الاتحادية دعوة الأمريكيين للانسحاب من العراق، وهي مطالب التيار الأقل تشددا بين فصائل الحشد الشعبي التي طالب التيار "المتشدد" منها بخروج القوات الأمريكية أو اللجوء لاستخدام القوة ضدها واستهدافها.

ويرى مسؤولون عسكريون عراقيون أن أي تخفيض للقوات الأمريكية أو انسحابها من سوريا سيؤثر على الأمن والاستقرار في العراق الذي بدا واضحا أنه يحقق تحسنا تدريجيا.

وتنظر قوى سياسية عراقية قريبة من ايران أن زيارة مايك بومبيو إلى العراق بشكل مفاجئ على متن طائرة عسكرية أمريكية دون إخطار مسبق للحكومة العراقية بمثابة انتهاك للسيادة العراقية، ورسالة تهديد للحكومة العراقية للاستسلام للضغوط الأمريكية بشأن الالتزام بالعقوبات ضد ايران إلى جانب فرض بقاء القوات الأمريكية واستخدام العراق منطلقا لاستهداف دول الجوار.

ولا تجد قائمة "الفتح" التي يقودها القيادي الأبرز في الحشد الشعبي، هادي العامري، أي مسوّغ قانوني لاي وجود عسكري أمريكي على الأراضي العراقية في هذه المرحلة.

وتهدد حركة عصائب أهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي، الحليف المقرّب من إيران، باستخدام القوة العسكرية ضد القوات الأمريكية إذا لم يعمل مجلس النواب العراقي بسرعة لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق بما تراه الحركة أنه انتهاك لسيادة العراق.

ويشعر المسؤولون الحكوميون العراقيون بالقلق من أن انسحابا أمريكيا متسرعا من سوريا قد يخلق فراغا أمنيا يمكن لتنظيم داعش أن يستغله مع التأكيد على أن مواجهاته للقوات الحليفة للولايات المتحدة ليست ذات جدوى من دون دعم أمريكي مباشر.

في مقابل ذلك، تشهد أروقة مجلس النواب العراقي حراكا واسعا لأعضاء "شيعة" لتقديم مشاريع قرارات تفضي إلى استصدار قرار من المجلس يدعو الحكومة الاتحادية إلى إلغاء اتفاقية عام 2014 ودعوة القوات الأمريكية للانسحاب من العراق طالما أن القوات الأمنية العراقية قد حققت "النصر" على تنظيم داعش في 8 كانون الأول / ديسمبر 2017.

وتفتقر الولايات المتحدة إلى استراتيجية واضحة وبناءة للتعاطي مع العوامل التي تؤدي إلى عدم الاستقرار وتهديد المصالح الأمريكية في العراق سواء التي مصدرها تنظيم داعش أو فصائل الحشد الشعبي المتحالفة مع إيران والمجموعات الشيعية الأخرى العاملة في سوريا، وكذلك ما يتعلق بالنشاطات الإيرانية في العراق والنفوذ الواسع في المؤسسات الأمنية والعسكرية.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إيران تشكل التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتحدة والدول الحليفة، وهي الراعي الأول للنشاطات الإرهابية في المنطقة ومصدر التهديد الأكثر خطرا على الدول الحليفة في مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر وإسرائيل.

ويمكن للعراق ان يلعب أدوارا اكبر في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية التي تركز على ثنائية دحر تنظيم داعش والقضاء عليه بما يضمن عدم عودته مجددا، والحد من الهيمنة الإيرانية في المنطقة بما يكفل التدفق الآمن للنفط عبر مضيقي هرمز وباب المندب وتداعيات أي اختلالات امنية فيهما على حركة التجارة الدولية وسوق النفط العالمي بما يؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي واقتصاد دول العالم.

قد يؤدي سحب الجنود الأمريكيين من سوريا لزيادة التواجد العسكري الأمريكي في العراق ما يزيد من مساحة تاثير الولايات المتحدة في عمليات المراقبة لنشاطات الحشد الشعبي التي تؤمِّن الربط بين إيران والقوات الحليفة لها في سوريا والعراق عبر الأراضي العراقية في غرب وشمال غرب العراق.

 

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
أمير الكويت يبدأ زيارة إلى تركيا
09:45 07.05.2024
الكوريون الشماليون يقسمون على الولاء للزعيم في عيد ميلاده
09:30 07.05.2024
الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية
09:15 07.05.2024
أردوغان: نعمل لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار
09:00 07.05.2024
شاحنة شبيهة لـ «سايبرترك» في الصين
18:00 06.05.2024
هل يمكن أن تؤثر الاحتجاجات الجارية في أرمينيا وجورجيا على أذربيجان؟
17:00 06.05.2024
جميع الأخبار