جولة كوشنر.. التدشين لصفقة القرن وفق الرؤية الأمريكية تعتمد في المقام الأول على الشق الاقتصادي

تحليلات 09:00 03.03.2019

كلمات لخّصت رؤية المستشار في البيت الأبيض جاريد كوشنر المكلف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمبادرة السلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن".

ولم يعلن جاريد كوشنر خطته للسلام في المنطقة خلال جولته الأخيرة بها على أمل الإعلان عنها رسميا بعد الانتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان/أبريل القادم.

يعتقد كوشنر أن مبادرة السلام العربية التي أقرها القادة العرب في قمة بيروت عام 2002 لم تنجح في إحلال السلام، بينما لا يزال العرب يتمسكون بها كأساس لأية تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مرتكزات حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة وإزالة المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود الرابع من حزيران 1967.

لم تشمل جولة جاريد كوشنر إسرائيل، كما أنها لم تشمل أيضا السلطة الفلسطينية التي جمّدت اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية بعد إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل أواخر عام 2017، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

جاء توقيت الجولة بعد نحو أسبوعين من عقد مؤتمر حول الشرق الأوسط عقد في وارسو برعاية الولايات المتحدة، وشارك فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي وممثلون عن عدد من الدول العربية لحشد الدعم ضد إيران، والترويج للمبادرة الأمريكية لإحلال السلام والمضي باتجاه التطبيع العربي الإسرائيلي، وهو المؤتمر الذي قاطعته السلطة الفلسطينية.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن مبادرة السلام قد تشمل في جانبها الاقتصادي استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات للفلسطينيين في الضفة والقطاع، ومصر والأردن وربما تشمل لبنان أيضا.

ويحاول جاريد كوشنر البناء على فرضية الفصل بين المسارين الاقتصادي والسياسي الذي يعتمد مبدأ الأرض مقابل السلام، وتغليب المسار الاقتصادي وإعطاءه الأولوية كمدخل للمسار الثاني، وهو ما يرفضه القادة العرب حتى الآن.

تفترض مبادرة السلام إنفاق ما لا يقل عن 65 مليار دولار على الشق الاقتصادي منها، بواقع 25 مليار دولار على الضفة والقطاع، و40 مليار دولار لدول الجوار المعنية بالمبادرة، مصر والأردن ولبنان؛ تساهم الولايات المتحدة بجزء منها ومعظمها ستكون من أموال دول المنطقة والدول الخليجية.

في جولته الشرق أوسطية التي شملت تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء الكويت، أجرى كوشنر محادثات تناولت الشق الاقتصادي من مبادرة السلام.

رافق مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر في جولته الشرق أوسطية، الممثل الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الإيرانية براين هوك.

ووفقا لبيانات البيت الأبيض، فإن جاريد كوشنر أجرى في الرياض محادثات مع العاهل السعودي وولي عهده لحشد التأييد لخطة الولايات المتحدة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الاجتماع الأول له مع القادة السعوديين منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

تناولت المباحثات تعزيز التعاون بين السعودية والولايات المتحدة وجهود الرئيس الأمريكي لإحلال السلام في الوقت الذي يواصل مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الضغط على الإدارة الأمريكية للحد من علاقاتها مع السعودية على خلفية الحرب في اليمن ومقتل جمال خاشقجي الذي تشير دوائر أمريكية إلى مسؤولية مباشرة لولي العهد، الحليف المقرب من جاريد كوشنر، وهو ما تنفيه السعودية رسميا.

وتؤكد السعودية على موقفها تجاه "استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وهو الموقف الذي أعلنه ملك السعودية مؤخرا في القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في شرم الشيخ بمصر.

وفي أنقرة، بحث جاريد كوشنر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهود الولايات المتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقضايا الوضع النهائي في الصراع؛ بالإضافة إلى زيادة التعاون بين بلديهما وبحث "سبل تحسين أوضاع المنطقة بأسرها من خلال الاستثمار الاقتصادي"، وفق بيان للبيت الأبيض.

وكان الوفد الأمريكي قد التقى الاثنين 25 شباط/فبراير بالسلطان قابوس بن سعيد في عاصمة سلطنة عمان لبحث جهود السلام في المنطقة.

وفي الإمارات العربية المتحدة، التقى جاريد كوشنر ومرافقاه، جيسون غرينبلات وبراين هوك، بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الثلاثاء 26 شباط/فبراير لبحث "زيادة التعاون بين الولايات المتحدة والإمارات، وجهود إدارة ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وطرق تحسين المنطقة بأكملها عبر الاستثمار الاقتصادي".

وكشف المستشار في البيت الأبيض جاريد كوشنر في لقاء مع وسائل إعلام عربية عن أبرز مبادئ مبادرة السلام الخاصة بالشرق الأوسط مع تشديده على أهمية الحفاظ على سرية الكثير من التفاصيل التي أثبتت جولات المفاوضات السابقة أن خروجها، أي التفاصيل، قبل نضوجها كانت تدفع السياسيين إلى الهروب من الخطة.

وفي تصريحات لوسائل إعلام عربية، أبلغ جاريد كوشنر رغبته في رؤية الفلسطينيين المنقسمين حاليا بين الضفة الغربية وقطاع غزة دون فصل جغرافي بينهما تحت قيادة واحدة تسمح للشعب الفلسطيني في أن يعيش الحياة التي يصبو إليها.

سبق للرئيس الأمريكي أن امتدح جدار الفصل العنصري الذي شيدته إسرائيل، إلا أن جاريد كوشنر ومساعده يرون أن مبادرة السلام ستزيل في نهاية المطاف خطوط الفصل في منطقة الشرق الأوسط بأكمله عبر إدماج إسرائيل في المنطقة، أي التطبيع العربي الإسرائيلي.

يضع راسمو مبادرة السلام نصب أعينهم بناء منطقة خالية من الإجراءات الحدودية المعرقلة للتدفق الحر للبضائع لخلق المزيد من الفرص الاقتصادية بما يخلق تأثيرا في جميع دول المنطقة.

وتواجه مبادرة السلام معارضة إسرائيلية من الائتلاف المعارض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات في حزبه "الليكود" عبر التحذير المتبادل من القبول بأية خطة سلام تسمح بقيام دولة فلسطينية.

وعلى الجانب الفلسطيني، يرفض الفلسطينيون أية مبادرة للسلام لا تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، تضاءل تأثير الدور الأمريكي في مجمل عملية السلام مع رفض فلسطيني لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بشكل مباشر أو عبر الوسيط الأمريكي.

أرجأ المفاوضون الأمريكيون السابقون مناقشة القضايا الخلافية الأساسية إلى المرحلة النهائية من المفاوضات، مثل قضية القدس وحدود الدولة الفلسطينية ومسألتي المستوطنات واللاجئين.

إلا أن الإدارة الأمريكية ومنذ وصول الرئيس دونالد ترامب اعتمدت جملة قرارات شكلت تحديا جديا للدور الأمريكي وقبول الفلسطينيين به مجددا.

ومن بين تلك القرارات، وقف دعم وتمويل منظمة إغاثة اللاجئين "الأونروا"، واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وإنكار حق العودة للاجئين الفلسطينيين وقرارات أخرى خلقت قناعة لدى السلطة الفلسطينية بالانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل وتحطيم أية طموحات بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

ومن المستبعد أن يقبل القادة العرب بخطة سلام تضعها الولايات المتحدة دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وإزالة المستوطنات.

وعلى مدى أكثر من أربعة عقود احتكرت الولايات المتحدة كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الرغم من وجود هيئة الأمم المتحدة كمنظمة مهمتها حل الصراعات الدولية.

ما لم تعلن الولايات المتحدة عن الجانب السياسي من مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط، فإن حظوظ إحراز تقدم في الجانب الاقتصادي منها لا تبدو واقعية، إذ يجد العرب أنفسهم أمام فهم كامل المبادرة قبل تقديم الدعم الاقتصادي الذي يحاول جاريد كوشنر إعطاءه الأولوية في خطة المبادرة.

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار