عنوانها أمن الخليج والتصدي لإيران.. قمم ثلاث في مكة المكرمة

قد تكون القمم الثلاث نجحت في حصد "شبه إجماع" على المواقف من التهديدات الإيرانية، لكنها، أي القمم، لن تنجح في اتخاذ خطوات عملية تجسد تلك المواقف وتحيلها إلى قرارات في ظل انقسامات حادة تشهدها المنطقة

تحليلات 11:00 06.06.2019

قمتان طارئتان، خليجية وعربية، وثالثة إسلامية عادية بدورتها الرابعة عشر، استضافتها مكة المكرمة يومي 30 و31 أيار/مايو الماضي.

ركزت القمتان الخليجية والعربية على مواجهة التهديدات الإيرانية بينما تشعبت القمة الإسلامية إلى مواضيع عدة تهم العالم الإسلامي تحت عنوان "قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل".

بعد ختام القمم الثلاث بدا واضحا أنها أشارت إلى مجمل الأزمات التي تشهدها المنطقة بما فيها قضية فلسطين، بينما ركزت على التصدي للتهديدات الإيرانية وتدخلاتها في المنطقة والتوترات الأمنية في منطقة الخليج بعد الهجمات التي استهدفت أربع سفن وناقلات نفط في ميناء الفجيرة بدولة الإمارات وهجمات أخرى تعرضت لها السعودية من قبل جماعة الحوثي.

سعت السعودية من خلال استضافتها ثلاث قمم في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة التي تشهد تصعيدا أمريكيا إيرانيا هو الأخطر، إلى حشد الدعم "السياسي" الخليجي والعربي والإسلامي في مواجهة التهديدات الإيرانية وتشديد الضغوط على إيران في محاولة لإبعاد الأخطار الإيرانية المحتملة بعد سلسلة هجمات جماعة الحوثي الحليفة لإيران على مصالح سعودية وهجمات أخرى على أربع سفن، منها ناقلتي نفط سعوديتين، في ميناء الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتهم السعودية إيران بإصدار أوامر لجماعة أنصار الله (الحوثي) لتوجيه ضربات بالطائرات المسيرة التي أعلنت الجماعة رسميا المسؤولية عنها في حين اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأنه من دون تقديم أدلة، فإنه من "شبه المؤكد" أن الألغام البحرية التي استخدمت في الهجمات على ميناء الفجيرة هي "من إيران"، التي تنفي أي دور لها في الهجمات.

سبق قمم مكة المكرمة الثلاث، دعوة إيرانية لفتح حوار مع الدول الخليجية وتوقيع "معاهدة عدم اعتداء" مع الدول الخليجية لإزالة "سوء الفهم مع دول" قالت إيران أنها "لم تلب دعوتها لخفض التوتر والعمل على ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة"، فيما أشار مراقبون إلى أن المعني بتلك التصريحات هي السعودية والإمارات.

في القمتين الطارئتين الخليجية والعربية تكررت دعوات المتحدثين إلى وقف "التدخل في الشؤون الداخلية" ووقف تهديدات طهران لحركة مرور التجارة والطاقة عبر الممرات البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر.

وترى إيران أن تلك الاتهامات "مزاعم لا أساس لها" تأتي في سياق ترويج السعودية لأجندات "أمريكية وصهيونية"، في ذات الوقت قال المدير العام لشؤون السلام والأمن الدولي في الخارجية الإيرانية رضا نجفي، الذي يترأس وفد بلاده إلى قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة، إن تصريحات وزير الخارجية السعودي بشأن التدخل الإيراني في شؤون الدول الأخرى هي "مجرد اتهامات واهية ومرفوضة كلياً".

قد تنجح القمم الثلاث في حصد "شبه إجماع" على الموقف من التهديدات الإيرانية، لكنها، أي القمم، سوف لن تنجح في اتخاذ خطوات عملية تجسد تلك المواقف وتحيلها إلى قرارات في ظل انقسامات حادة تشهدها المنطقة حول العديد من الملفات، أبرزها أزمة الخلاف بين دولة قطر ودول المقاطعة العربية التي ستدخل عامها الثالث في 5 يونيو/حزيران.

وشاركت دولة قطر في القمم الثلاث بوفد رفيع برئاسة رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني الذي استثمر فرصة وجوده في مكة المكرمة لعقد لقاءات مع عدد من قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وهي الزيارة الأولى لمسؤول قطري رفيع إلى السعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017 وقطع العلاقات مع دولة قطر.

يعتقد خبراء أن مشاركة قطر دلالة على احتمالات إحداث خرق في جدار الأزمة مع الدول الأربع.

وفي تصريحات للمتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، قالت لولوة الخاطر، إن بلادها "التي لم تغب يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية عربيا وإسلاميا ودوليا، تغلّب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينية، حيث قررت القيادة الرشيدة المشاركة الرفيعة على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني في قمم مكة الثلاث".

وشدد البيان الختامي لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على "قوة ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة التهديدات الإيرانية"، مع الإشارة إلى "المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك بين دول المجلس" التي تنص على أن "أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعا".

ورحبت الولايات المتحدة باستضافة السعودية قمتي مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية لمناقشة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية رسالة أمريكية موجهة عبر القمتين الخليجية والعربية إلى إيران تدعوها لاحترام "سيادة العراق ودول المنطقة الأخرى احتراما كاملا، والكف عن الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والامتناع عن السلوكيات التي تثير التوترات الطائفية، أو تمكن المتطرفين".

شددت القمة العربية الطارئة على اعتبار أمن الخليج ركيزة أساسية لأمن منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أشار إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تحدث عن أن "أمن منطقة الخليج العربي يمثل بالنسبة لمصر أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي"، كما "يرتبط ارتباطا عضويا بالأمن القومي المصري".

ولا يبتعد الموقف الأردني كثيرا عن الموقف المصري تجاه أمن الدول الخليجية الذي يُعتبر وفقا لما قاله العاهل الأردني عبد الله الثاني أنه يمثل "ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة"، مضيفا أن "التحديات تستدعي منا جميعا توحيد الجهود وتنسيق المواقف".

وعلى الرغم من تأكيدات العراق على أن "أمن السعودية هو أمن العراق"، وحاجة المنطقة إلى "احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية" إلا أن العراق سجل اعتراضا على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة في صياغته التي نددت "بتدخل" إيران في شؤون الدول الأخرى.

في مقابل ذلك، فإن مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا يخفي حاجته إلى الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإيرانية بتأكيده أن المجتمعين "اتفقوا على تعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك في إطار الشراكة الإستراتيجية القائمة بين الجانبين، وتأييده "الإستراتيجية الأمريكية تجاه إيران".

لا تبدو قمم مكة المكرمة قد بلغت سقف الدعوة إلى التصدي للتهديدات الإيرانية باستخدام القوة العسكرية، إنما اقتصرت على "ضرورة اتخاذ موقف حازم وحاسم ضد إيران، و"تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه أنشطة إيران التخريبية باستخدام كل الوسائل لمنع إيران من التدخل في شؤون الدول الأخرى"، طالما أن عدم اتخاذ موقف تجاه أنشطة إيران "قادها للتمادي".

وإذا كان حضور القمة الخليجية "يؤكد الحرص على وحدة الصف الخليجي في ظل الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المجلس"، وفقا لتصريحات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، فإن استمرار الأزمة مع قطر وعدم التطرق إليها في القمم الثلاث، وهي الأزمة التي تشكل تهديدا جديا لبقاء منظومة مجلس التعاون، يقود إلى غياب الرؤية الواقعية "المفترضة" للتعاطي مع الأزمة وحلها لضمان وحدة صف خليجي "حقيقية" لمواجهة التهديدات الإيرانية.

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
أمير الكويت يبدأ زيارة إلى تركيا
09:45 07.05.2024
الكوريون الشماليون يقسمون على الولاء للزعيم في عيد ميلاده
09:30 07.05.2024
الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية
09:15 07.05.2024
جميع الأخبار