بوليتكو: المفاوضات بين أمريكا وإيران قادمة.. فهل سيحافظ ترامب على خطوطه الحمر؟

تحليلات 22:00 23.06.2019

ما هو السبب الذي يدفع إيران لاستفزاز دونالد ترامب؟ يجيب ري تاكيه، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن إيران تسعى لتحقيق انتصار قبل العودة إلى طاولة المفاوضات. وكتب في مقالته بموقع مجلة “بوليتكو” أن هستيريا الحرب عادت وسيطرت من جديد على واشنطن.
فقد أصدر الرئيس ترامب أمرا بتوجيه ضربة لإيران ليتراجع عنها في اللحظة الأخيرة. وبالتأكيد فقائمة الأفعال الضارة التي قامت بها إيران طويلة، منها قرارها عدم الالتزام ببنود في الاتفاقية بشأن تخصيب اليورانيوم والهجمات على ناقلات النفط في الخليج كما أكدت إدارة ترامب.
ويقول تاكيه: “لأنني درست النظام الإيراني ولعدة عقود، أعتقد أن الهدف من كل هذا ليس بداية حرب مع أمريكا، ولكن الدخول في محادثات، بعد الزعم أنها صمدت أمام العقوبات الأمريكية واستراتيجية أقصى ضغط. وقبل هذا تريد إيران رواية نصر، وقد حصلت إيران، كما تكشف أحداث الأيام الماضية عندما هددت إدارة ترامب بتوجيه ضربة ثم تراجعت، على المبرر بالدخول في مفاوضات مع واشنطن التي لقنت درسا”.

ويمكن ملاحظة هذا في يوم الجمعة وبعد ساعات من إعلان ترامب وقف العملية في منصات النصر في الجمهورية الإسلامية. فقد أعلن خطيب الجمعة بطهران علي أكبري: “يعرف العدو أنه لو بدأ حربا فلن ينهيها” أما الجنرال أمير حاجي زادة من الحرس الثوري فقد قال متفاخرا إن قواته قادرة على إسقاط أي طائرة تجسس أمريكية و”لكننا لم نفعل” وهذا ما احتاجه ترامب عندما قال يوم السبت: “كانت هناك طائرة على متنها 38 شخصا، هل شاهدتم هذا، وكانت في مرمى نظرهم. وأعتقد أنهم كانوا حكماء جدا ونثمن أنهم لم يفعلوا هذا وأعتقد أنه كان قرارا حكيما”.

ويرى الكاتب أن الواقع يشير إلى أن إيران لم تحقق انتصارا، فالولايات المتحدة ألغت الاتفاقية النووية دون أن تتعرض لعزلة دولية. ثم استطاعت الحصول على دعم متعدد لخطة العقوبات المشددة على إيران في وقت التزمت فيه الشركات بالقيود رغم معارضة الدبلوماسيين والساسة في أوروبا لها.

وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي سيتراجع النمو الاقتصادي الإيراني بنسبة 6% فيما ستصل نسبة التضخم إلى حوالي 50%.

ثم قدم مايك بومبيو قائمة من 12 نقطة قال فيها إنه يجب التعامل مع دور إيران بدعم الإرهاب والتدخل في المنطقة وليس فقط الاتفاقية النووية. وحققت الإدارة الأمريكية تقدما في مجال وقف تصدير النفط الإيراني وتخفيضه إلى “صفر”.

وبعبارات أخرى يقول تاكيه، إن إيران ستجني الكثير من مفاوضات مع أمريكا أكثر من المواجهة المستمرة. ويعتقد الدبلوماسيون الإيرانيون أنهم يستطيعون مهاجمة محاوريهم الأمريكيين كما فعلوا أثناء المفاوضات مع إدارة باراك أوباما. وستتعرض إدارة ترامب للضغوط حالة توقفت المفاوضات وسيقول الأوروبيون إن المعايير التي وضعها بومبيو ليست واقعية.

فقد تعرض الإيرانيون لهذه الضغوط من قبل واعتقدوا أن الخوف من حرب جديدة في الشرق الأوسط ستدفع إدارة أوباما وجورج دبليو بوش من قبله إلى طاولة المفاوضات. ويأمل الإيرانيون أن تدفع نفس العوامل إدارة ترامب إلى التفاوض على تعديلات طفيفة حول الاتفاقية النووية وليس إلغاءها بالكامل.
ولكن القيادة الإيرانية التي أكدت لشعبها أنها لن تتحاور مع ترامب العدواني، ولهذا فهي بحاجة لرواية انتصار، فهي لا تستطيع الدخول بمفاوضات من موقف ضعف. ولهذا السبب بدأت إيران في أيار (مايو) استراتيجية محفوفة بالمخاطر زادت فيها وبشكل تدريجي الضغط على أمريكا، وخففت في الوقت نفسه من شروط الدخول في المفاوضات الجديدة. وأعلن حسن روحاني أن بلاده ستعيد النظر تدريجيا بالاتفاقية النووية وواجباتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في داخل إيران بدلا من إرساله إلى الخارج.
ثم اتهمت إدارة ترامب إيران بتفجير الناقلات في الخليج، وهو ما نفته. ولكن الجمهورية طالما ما هددت بضرب الناقلات في الخليج كلما تعرضت لضغوط أمريكية وكدليل على قدرتها لتعطيل حركة التجارة الدولية في واحد من أهم الممرات الدولية. ثم ضربت الطائرة المسيرة، كجزء من الإستراتيجية الخطيرة على أمل أن تقود إلى عملية دبلوماسية، وربما جنت إيران ثمار هذه الاستراتيجية قريبا.
فلو نظرنا للأمور عن قرب للاحظنا أن كلا من روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف لوحا بغصن الزيتون. فقد توقف روحاني عن المطالبة بعودة أمريكا إلى الاتفاقية كشرط للدخول في المفاوضات، بل وركز على الاحترام المتبادل والالتزام بالمعايير الدولية وليس إصدار أوامر للطرف الآخر بالجلوس والتفاوض.
وبنفس السياق حذر ظريف ترامب من الفريق “ب” المولع بالحرب ويحرضه على ضرب إيران. وذكره بوعوده الانتخابية وأنه لن يقود مغامرة عسكرية في الخارجية. ومن هنا فرّق ظريف بين ترامب الذي يمكن أن يلعب دور رجل الدولة، وبين الصقور الذين يرون أن هناك مصلحة في شن حرب جديدة.
وحتى آية الله علي خامنئي الذي يقترح خبراء السياسة الخارجية أنه لن يدعم استئناف المفاوضات قد يغير موقفه. فالمرشد الأعلى للجمهورية عبر في خطبه وتصريحاته عن معارضته للمحادثات مع إدارة أوباما لكنه دعمها في الخفية، لأن محادثات من هذا النوع لم تكن لتجري دون موافقته. وقال خامنئي إنه ليس مع المحادثات وانتقد روحاني وظريف، مضيفا أنهما مسؤولان عن الدبلوماسية التي لا يتدخل فيها إلا إن تعرضت الجمهورية الإسلامية للخطر.
ولهذا فلو قرر روحاني وظريف باعتبارهما ممثلان للفرع التنفيذي في الحكم العودة إلى المحادثات، فسيكون رد خامنئي التشكك لكنه لن يقف في طريقهما. وهذه طريقة مقنعة للمرشد حيث لن يتحمل مسؤولية أي فشل.

ومن الواضح أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران قادمة. والتحدي أمام إدارة ترامب هو الحفاظ على معايير بومبيو. ويعتمد إرث الإدارة في سياستها الإيرانية إن كانت قادرة على مواصلة سياستها المتشددة والتقدم للأمام أو أنها ستنضم للإدارة السابقة التي تخلت عن خطوطها الحمر بحثا عن اتفاقية بأي ثمن”.

 

 

 
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار