الإسلام في النمسا.. من الشراكة إلى العداء

عرفت النمسا طويلا بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين، لكنها اشتهرت خلال السنوات الأخيرة بسمعتها السيئة بسبب الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية.

تحليلات 12:00 01.09.2019

لطالما عُرفت النمسا منذ وقت طويل بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين وممارستهم لشعائرهم الدينية.

وفي ظل "قانون الإسلام" لعام 1912، الذي يعود إلى عائلة هابسبورغ المالكة حينذاك، كانت النمسا واحدة من الدول الغربية المعدودة التي اعترفت قانونا بالإسلام دينا.

بيد أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تحولا كبيرا وباتت النمسا فجأة تشتهر بسمعتها السيئة على خلفية الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية، في ظل الحكومة الائتلافية السابقة.

وكانت الحكومة مؤلفة من حزبي "الحرية" اليميني المتطرف و"الشعب" المحافظ، والتي حجب البرلمان الثقة عنها في مايو / آيار الماضي، وقرر الذهاب لانتخابات مبكرة في سبتمبر / أيلول المقبل.

وكان حزب الشعب، بقيادة زيباستيان كورتس، هو قوة الدفع الرئيسية لاستصدار تشريعات معادية للمسلمين.

ومنذ وصول الحزبين للحكم عبر ائتلاف حكومي تشكل أواخر 2017، اهتز بعمق القبول السابق للإسلام في البلاد، وأطلق العنان لاستهداف المسلمين من خلال قوانين ومبادرات جديدة، مثل حظر الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، ومحاولات لإغلاق مساجد.

غير أن التطور اللافت كان دخول أجهزة الأمن النمساوية، لاسيما جهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية، للمرة الأولى، على خط الخطاب المعادي للمسلمين.

وفي السابق كان يُنظر إلى منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا"، وهي المنظمة الإسلامية الرئيسية في البلاد، كشريك ضد التطرف، إلا أن ذلك بدا أيضا أنه في طريقه للتغيّر بشكل كبير.

وبعد تولي الائتلاف اليميني مقاليد الحكم، أغلق مكتب حماية الدستور (الاسم الرسمي لوكالة الأمن) هذا الفصل من التعاون مع "المجتمع الإسلامي" واعتمد أجندة اليمين لتجريم الأطراف المسلمة الفاعلة.

وفجأة أصبح يتم تصوير منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا" على أنها خطر يهدد المجتمع، ولم تعد تحمل صفة صديق كما كانت من قبل.

بل إن الخدمات التي تقدمها المنظمة، بدعم من الدولة نفسها، مثل التعليم الديني في المدارس العامة، أصبحت الآن ضمن نطاق الأنشطة الإسلامية التي تعتبر "خطرة".

وبالتالي فإن المنظمة الدينية المعترف بها قانونا تحولت في دوائر رسمية نمساوية من صديق إلى عدو بعدما بات ينظر إليها على أنها "تهديد إسلامي".

يأتي ذلك فيما العديد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم الغربي تتحدث عن التنوع والإدماج باعتبارهما من القيم المهمة التي يجب تعزيزها من أجل تقوية التماسك الاجتماعي، بينما تتحدث المؤسسات الأكثر تقدمية عن التمكين بل والتمييز الإيجابي لصالح أقليات معينة.

ولكن هذا ليس هو الحال مع وكالة الأمن النمساوية، التي يبدو أنها تبنت الآن مقاربة سلبية جديدة تمامًا.

وكانت الوكالة قد أصدرت مؤخرا تقريرا قالت فيه إن من أسمتهم "الإسلاميين" يستخدمون التعليم وخدمات الرعاية الاجتماعية وتنظيم الحياة الثقافية من أجل خلق "مجتمع مضاد"، زاعمة أن هدفهم هو منع "الاستيعاب والاندماج" في المجتمع.

ولم يسبق لأي وكالة أمنية حكومية في النمسا أن تطرقت إلى مثل هذه المسألة في وثيقة رسمية.

وبفعلها هذا، باتت وكالة الأمن تتجاوز اختصاصها، حيث لم تعد تناقش فقط التهديدات الأمنية في المجتمع، ولكنها أيضًا تضع أجندة اجتماعية.

وبزعمها أن الإسلاميين لديهم أجندة لإنشاء "مجتمع بديل"، يبدو جليا أن الوكالة الرسمية تتبع الآن خطة لجعل المسلمين كيان غير ملحوظ في المجتمع، أي بدون أي ملامح تميزهم.

** إلى أين سيؤول ذلك في النهاية؟

بعد العرض العام لهذا التقرير الجديد، أعلن حزب "الشعب" على الفور مجموعة من التدابير لمنع ما يسمونه "الإسلام السياسي".

عمليا يعني هذا تبني قانونا جديدا على وجه التحديد لحظر "الإسلام السياسي"، وإنشاء مركز لمراقبة الأنشطة ذات الصلة وتوسيع صلاحيات وزارة الثقافة لتشمل "التعامل" مع منظمة "مجتمع الدين الإسلامي في النمسا".

وكانت الحكومة الائتلافية السابقة بقيادة كورتس قد انهارت في مايو / أيار الماضي على وقع شبهات فساد طالت نائبه هاينز كريستيان شتراخه، من حزب الحرية اليميني المتطرف.

ويستعد كورتس لخوض الانتخابات الجديدة المقررة في 29 سبتمبر / أيلول المقبل، وصرّح في يوليو / تموز الماضي، إنه لا يستبعد تحالفا آخرا مع اليمين المتطرف إذا فاز بولاية ثانية.

وإذا تحقق ذلك، فإن مستقبل المسلمين في البلاد سيظل على المحك.

ويصل عدد المسلمين في البلاد إلى 700 ألف شخص على الأقل من إجمالي عدد السكان البالغ 8.773 ملايين نسمة، حسب إحصاءات رسمية.

* تحليل للدكتور فريد حافظ، عالم سياسي وباحث بجامعة جورج تاون الأمريكية.

* الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الأناضول.

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار