هذا ما أرغم السعودية وإيران على تخفيف التوترات

وسائل إعلام غربية تحدثت نقلا عن مسؤولين عن وجود رسائل متبادلة بين الرياض وطهران 18.12.2019

تحليلات 13:00 18.12.2019

- دول عدة تضطلع بجهود خفض التوترات بين الجانبين من أجل استقرار المنطقة
- صحيفة أمريكية ذكرت أن ممثلين عن السعودية وإيران تبادلوا في الأشهر الأخيرة "رسائل مباشرة" وأجروا اتصالات عبر سلطنة عمان وباكستان والكويت لتخفيف التوترات 
- التطورات الإقليمية والمخاطر الناجمة عن التوترات بالمنطقة شكلت حافزا لكلا البلدين في تخفيف حدتها 

يسود اعتقاد على نطاق واسع بأن هناك تساؤلات عدة بأوساط صنع القرار ورسم السياسات الخارجية للسعودية بعد هجمات سبتمبر الماضي على منشآت النفط في شركة "أرامكو"، والموقف الأمريكي وحجم الدعم السياسي والدفاعي الذي يبدو أنه دون مستوى توقعات المملكة قياسا لعمق علاقات التحالف بين البلدين، والتهديدات التي تواجهها.

وأثارت تلك الهجمات التي يعتقد أنها إيرانية مباشرة أو عن طريق قوات حليفة لها؛ الحشد الشعبي العراقي أو جماعة الحوثي، حالة من القلق تجاه الأخطار المحتملة التي يمكن أن يتعرض لها قطاع الطاقة السعودي من هجمات مماثلة مع ضعف واضح في أداء الدفاعات الجوية.

ويعتمد الاقتصاد السعودي بنسبة تتعدى 85 بالمائة على إيرادات قطاع الطاقة، وفق تقارير دولية.

الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى، اتهمت إيران بالمسؤولية عن الهجمات على منشآت أرامكو وناقلات في الخليج العربي وبحر عمان.

ولم ترد الولايات المتحدة على تلك الهجمات، لكنها أرسلت المزيد من الجنود والمعدات إلى السعودية لتعزيز قدراتها الدفاعية في منع هجمات مماثلة في المستقبل.

كما أن الولايات المتحدة تجاهلت الرد على إسقاط الدفاعات الإيرانية طائرة استطلاع أمريكية قالت طهران إنها أسقطتها داخل الأجواء الإيرانية، بينما أكدت واشنطن أنها أسقطت في المياه الدولية قرب مضيق هرمز.

ومن المؤكد أن الدعم الدولي، الأمريكي خصوصا، للسعودية قد تراجع بشكل واضح نتيجة عوامل عدة تأتي الحرب في اليمن في مقدمتها، والانسحاب الإماراتي من هناك، بالإضافة إلى حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي والأزمة "غير المبررة" دوليا مع قطر.

من جانب آخر، تسعى السعودية لتهدئة جميع الجبهات السياسية والعسكرية لإنفاذ رؤية ولي العهد محمد بن سلمان لتطوير وإعادة تشكيل اقتصاديات المملكة وفق رؤية 2030، وتبديد مخاوف الدول والشركات من الاستثمار بالمملكة بعد الهجمات على منشآت نفط أرامكو المطروحة للاكتتاب على نسبة من أصولها المملوكة للدولة السعودية.

وكشف الهجوم الإيراني "المفترض" على منشآت "أرامكو" مدى ضعف القدرات الدفاعية السعودية في حماية تلك المنشآت، ومدى تراجع قوة التحالف مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وترددها في القيام بأي عمل عسكري يستهدف إيران، مع اهتمام أمريكي واضح لإجراء محادثات مباشرة أو عبر وسطاء مع إيران.

وتتحدث وسائل إعلام غربية، بينها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين وخليجيين، عن رسائل متبادلة بين إيران والسعودية بشكل مباشر أو عبر وسطاء دوليين.

وتضطلع دول عدة مثل العراق وباكستان وسلطنة عمان، بجهود خفض التوترات بين إيران والسعودية، من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

ووف تقرير الصحيفة، فإن ممثلين عن السعودية وإيران تبادلوا في الأشهر الأخيرة "رسائل مباشرة"، وأجروا اتصالات عبر سلطنة عمان وباكستان والكويت لتخفيف التوترات بين البلدين.

وتهدف مثل تلك الرسائل "المفترضة" إلى تخفيف حدة التوترات بين الرياض وطهران.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول سعودي لم تسمّه قوله إن هجمات سبتمبر الماضي قد "غيَّرت قواعد اللعبة في العلاقات بين السعودية وإيران".

وعلى صلة بتخفيف حدة التوترات مع إيران، تحدثت وسائل إعلام عربية وعالمية نقلا عن مسؤولين، إجراء السعوديين مفاوضات مباشرة بوساطة عمانية مع ممثلي جماعة الحوثي الحليفة لإيران.

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت استعدادها لإجراء محادثات مع السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، ووقف إطلاق النار من جانب واحد، ردت عليه السعودية بوقف جزئي فسره خبراء بأنه اتجاه سعودي "جديد" للتخفيف من حدة التوترات مع طهران والحوثيين، وكذلك ما يتعلق بالأزمة مع قطر.

وفي مقابلة مع السفير الإيراني في باريس بهرام قاسمي، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال إن بلاده تسعى للسلام مع السعودية، دون إعطاء تفاصيل عن مباحثات تجريها حكومته مع الرياض.

وتحدث قاسمي عن تقديم إيران مبادرة "سلام متبادل" تتضمن التعاون المشترك في حماية الأمن الإقليمي لتأمين حركة الطاقة والتجارة الدولية في الخليج العربي، بعد سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط سعودية وإماراتية ومن دول أخرى، خلال الفترة التي تلت تشديد العقوبات الأمريكية ضمن خطة "الضغط القصوى" التي رد عليها مسؤولون إيرانيون بأن يكون تصدير النفط مسموحا به للجميع أو لا أحد.

وتتبادل إيران والسعودية رغبتهما المشتركة في حل المشاكل الأمنية والسياسية في المنطقة، اليمن أولا وباقي منطقة الخليج العربي.

وتشكل التطورات الإقليمية والمخاطر الناجمة عن التوترات في المنطقة حافزا لكلا البلدين في تخفيف حدتها لتجنب المخاطر الأكيدة جراء أي مواجهات في المنطقة سواء بين الولايات المتحدة وإيران، أو بين هذه والسعودية أو أي دولة أخرى في المنطقة.

في مقابل ذلك، هناك أسس لعداء طويل يمتد لأربعة عقود من التنافس على النفوذ في المنطقة والدور الريادي الإقليمي.

ومنذ مطلع 2016، توترت العلاقات بين السعودية وإيران بشكل غير مسبوق بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، إثر إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر والاعتداءات التي أعقبتها على المنشآت الدبلوماسية السعودية في إيران، وموقف طهران من تلك الاعتداءات.

وتنظر إيران إلى أن العداء مع الولايات المتحدة نتيجة طبيعية لتحريض أو تشجيع سعودي، إلى جانب القلق في الأوساط الإيرانية من تقارير متعلقة باستهدافها من خلال التنسيق والتعاون الاستخباراتي بين السعودية والإمارات من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

ومن المحتمل أن تتجه العلاقات بين السعودية وإيران في المدى القصير إلى "التهدئة" دون عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل 2016.

لكن على المدى المتوسط والبعيد، فإن احتمالات شن هجمات إيرانية مباشرة أو عبر حلفاء لها ستظل قائمة ما لم يصل البلدان إلى "تفاهمات" من شأنها إزالة مشاعر العداء "المتنامية" بينهما نتيجة تراكمات سنين طويلة من أدوار إيرانية في عدد من الدول العربية، تنظر إليها السعودية على أنها مجال نفوذها "التقليدي".

ومع استمرار وصول التعزيزات الأمريكية إلى السعودية والمنطقة، فإن إيران ستنظر إليها على أنها تهديد يستهدفها بشكل مباشر "قد" يتطور إلى هجوم عسكري أمريكي سعودي مشترك.
وتتنافس إيران والسعودية من خلال حلفاء لهما في بلدان عدة يصل الصراع بينهما إلى ما يشبه حروب الوكالة "الخفية" في اليمن وسوريا والعراق التي حققت فيها طهران مكاسب مهمة على حساب السعودية والدول الحليفة لها.

ومنذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015، استثمرت إيران تخفيف توتراتها مع الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها في دول المنطقة، سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وهناك مخاوف سعودية من احتمالات عودة العلاقات الإيرانية الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وتقليص وجود قواتها بالمنطقة إلى حدوده الدنيا.

ويؤكد الرئيس الأمريكي أن بلاده لا تحتاج إلى نفط الدول الخليجية، وأن على دول المنطقة والدول المستفيدة من النفط حماية الممرات البحرية دون الاعتماد الكامل عليها.

وليس من السهولة بمكان إعادة بناء الثقة بين السعودية وإيران، لكن الرياض تسعى على الأقل في المرحلة الراهنة إلى التوصل إلى اتفاق يضمن وقف الهجمات الإيرانية المباشرة أو عبر قوات حليفة لها على قطاع الطاقة، سواء البنية التحتية أو ناقلات النفط.

المتغيرات الإقليمية والتطورات الداخلية في السعودية وعوامل أخرى، ستدفع باتجاه إمكانية فتح حوار "جاد" مع إيران لتفادي أي مواجهات مفتوحة بالمنطقة، وهو ليس بالأمر السهل على السعودية التي تبنت سياسة اتسمت بالتنافس مع إيران والعداء لها في بعض الأحيان.

لكن السعودية تجد نفسها أمام خيارات "محدودة" لمواجهة النفوذ والتهديدات الإيرانية للبنية التحتية لمصادر الطاقة التي تقع ضمن مدى الصواريخ الباليستية والطائرات الإيرانية دون طيار.

ويمثل النفوذ الإيراني في دول المنطقة تحديا خطيرا للمصالح السعودية وطرق التجارة الدولية والأمن الإقليمي بشكل عام. 

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
جميع الأخبار