إخوان مصر عقب "وفاة الشرعية"..3 محاور للخروج من "النفق"

لا تزال تعيش الجماعة، "نفقا مظلما" وفق حديث محلل معني بالحركات السياسية للأناضول

تحليلات 13:00 01.01.2020

- إخوان مصر أكدت تراجعها عن التمسك بشرعية مرسي عقب وفاته
- طرحت الجماعة تأييد لوثيقة المقاول المعارض محمد علي الداعية لتوحد المعارضة
- كشفت بيان تأييد الوثيقة عن 3 محاور بارزة لعملها الفترة المقبلة بينها عدم تصدر المشهد والإيمان بالتحالفات
- المتحدث باسم الجماعة للأناضول: 
- طرحنا الجديد في ظل مرحلة فارقة من حياة الوطن 
- أعباء الكفاح الوطني أكبر من قدرة أي فصيل أوجماعة أوحزب
- نهيب بكل المصريين الاجتماع على كلمة سواء والالتقاء صفاً واحداً
- خيري عمر المحلل السياسي للأناضول: - الجماعة ستستمر في "نفقها المظلم" لحين تغير الأوضاع بمصر
- عمار فايد الباحث السياسي للأناضول: الجماعة جادة في عدم تصدر المشهد والبحث عن تحالفات للتغيير

بـ 3 محاوررئيسية، حسمت جماعة الإخوان، كبرى الحركات الإسلامية المحظورة في مصر، مستقبل عملها السياسي بالبلاد عقب تأكيدها انتهاء شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي، بوفاته قبل أشهر، في تغيير يبدو وفق مراقبين "جذريا"، يخاصم 6 سنوات من تمسك التنظيم الأبرز بتلك الراية التي قال معارضون إنها كانت سببا رئيسيا في عدم توحيد المعارضة.

ولا تزال تعيش الجماعة، "نفقا مظلما" وفق حديث محلل معني بالحركات السياسية للأناضول، خاصة منذ الإطاحة بمرسي وإلى الآن، دون أن يكون هناك حلا، في ظل رفض متبادل بالاعتراف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع إبان مرسي وصاحب الإعلان عن عزله.

وعادة ما تقول الجماعة أن هناك نحو 60 ألفا من "السجناء السياسيين" منذ عزل مرسي في صيف 2013 وبينهم قيادات بارزة بالجماعة وعلى رأسها محمد بديع المرشد العام للجماعة المعتقل - رغم نفي السلطات - بالتزامن مع مواجهتها انشقاقات وخلافات داخلية "نادرة" السنوات الأخيرة.

ووفق رصد الأناضول، حددت الإخوان، الأحد، في بيان تأييدها لوثيقة المقاول المعارض محمد علي، التي تدعو لتوحد المعارضة للإطاحة بالسيسي، المحاور الثلاثة لتوجهها الجديد.

ويتمثل المحور الأول في البيان في "التعاون مع مخلصين من أبناء الوطن"، والدعوة للتوحد في "صف واحد" وهو ما يعني بوضوح قبول التحالفات، والمحور الثاني بتأكيد الإخوان على عدم تصدر المشهد، بالقول إنها "تعاهد على مواصلة الكفاح مع الشرفاء دون أن تتقدم عليهم أو تتأخر عنهم"، وهو ما يعني عدم الانفراد بالحكم، كما حدث من قبل في أعقاب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وجاء المحور الثالث متماشيا مع ما تسميه "تأسيس مصر الجديدة الحرة الأبية"، التي قالت في البيان إنها "دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تختار مؤسساتها ورئيسها عبر انتخابات حرة ونزيهة، وتحافظ على استقلال القرار الوطني، ومقدرات الوطن"، وهو توجه يعني تقاربا كبيرا مع باقي مكونات المعارضة المصرية.

ولم تتنازل الإخوان برغم تلك المحاور عن ماضي سنوات سبعة منذ وصول محمد مرسي المنتمي لها لرئاسة البلاد، في 2012 مرورا بالإطاحة به من الحكم بعد عام.

وكررت عبارات تقليدية في تأييد الوثيقة لها مثل "الانقلاب"، و"الرئيس الشهيد"، في سياق ذلك الماضي، الذي عادة ما نفت السلطات المصرية صحتهما، وتؤكد أن ما تم ضد مرسي "ثورة شعبية"، وأن وفاته "طبيعة إثر أزمة قلبية وليس "إهمالا طبيا".

والوثيقة صدرت من محمد علي الجمعة، وتتحدث عن تغيير النظام وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية، والتوافق في ظل مشروع وطني جامع يشمل كافة التيارات، وإطلاق سراح كافة السجناء السياسيين.

ويعد بيان الإخوان، أول خطوة إجرائية معلنة من الجماعة، قبل أسابيع قليلة من ذكرى ثورة يناير/ كانون ثان 2011، وذلك بعد تأكيدها في 12 ديسمبر/ كانون أول الجاري، تنازلها عن ما تعتبره "شرعية الرئيس"، عقب وفاة مرسي، قبل أشهر، رغم تمسكها الشديد بها قبل رحليه، وهو ما عده معارضون للنظام "عائقا" للتوحد، ومؤيدون "أمرا غير معقول".

والتنازل عن "الشرعية"، دون رؤية حقيقية يراه محلل معني بالحركات الإسلامية في حديث للأناضول، امتداد لـ"مشكلة سياسية" لا تزال تعانيها الجماعة، في التعامل مع الواقع، مقللا من اندماجها مستقبلا.

في مقابل تأكيد محلل ثانٍ للأناضول، أن "الجماعة جادة في عدم تصدر المشهد والبحث عن تحالفات للتغيير والتمسك بماضيها القريب لأسباب عديدة، خاصة بعد إقرارها بعودة الشرعية للشعب".

وحصد بيان الجماعة بشأن التوجه الجديد عبر صفحة متحدثها، طلعت فهمي، بفيسبوك حتى الساعة 21:00 ت.غ مساء الاثنين، أكثر من 400 تفاعل ونحو مائة تعليق و40 مشاركة بعد نحو 23 ساعة من نشره.

وحملت تعليقات التفاعل والمشاركات تأييدا مثل حساب "أبو معاذ العمده": بالقول: "وفقكم الله وسدد خطاكم" في مقابل انتقادات كحساب "أحمد جمعه"، بالقول : "تنظيم أسقطه الهوى"، وحساب "Ahmed Salah" : "الإعلان المائة بعد الألف".

وعقب حساب "Rabieh Elattar" بالقول :"الناس المعترضة على البيان، لو رفض الإخوان (الوثيقة) سيقولون يشقون الصف الوطني ولو أيدوها يبقى مشوا وراء (..) متى نتعلم شرح وجهة نظرنا ونضع حلولا بدلا من جلد الذات؟".

** مرحلة فارقة تحتاج لتعاون

وعن الموقف الأحدث للجماعة، قال طلعت فهمي المتحدث باسم الإخوان، في تصريحات خاصة للأناضول، إنه يأتي "في ظل هذه المرحلة الفارقة من حياة الوطن التي استبان فيها للكافة خطورة ما آلت إليه كافة الأحوال بمصر".

وأكد على عدم تصدر المشهد مستقبلا قائلا إن الإخوان "جزء من المجتمع المصري بكل أطيافه وفئاته لا يستثنون أحداً ولا يتميزون على أحد ، لهم ما لكل المصريين وعليهم ما عليهم من حقوق وواجبات، وستواصل مسيرة الكفاح الوطني مع كل أبناء الوطن الشرفاء دون أن تتقدم عليهم أو تتأخر عنهم".

ومتمسكا بالتحالفات في المرحلة المقبلة، قال "ترى الجماعة أنها تحتاج إلى تعاون كل المخلصين من أبناء الوطن لإقامة الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة".

وأكد أن الجماعة ترى أن "أعباء الكفاح الوطني أكبر من قدرة أي فصيل أوجماعة أوحزب بل هي واجب على كل أبناء الشعب المصري دون استثناء أو تمييز".

واستدعى المتحدث باسم الإخوان نقاطا بارزة من مشاركة الجماعة التي تأسست عام 1928، في تاريخ مصر للتدليل على عملها مع أطياف المجتمع.

وضرب مثلا بالمشاركة في "الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي (1882: 1956)"، و"بناء الوطن عبر مؤسسات العمل الطلابي والنقابي والبرلماني رغم الاستبداد ودفع ثمن ذلك"، في إشارة إلى عهد الرئيس الأسبق مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير/ كانون ثان 2011.

وأوضح أن "الإخوان كانت في قلب ثورة يناير، وضمت أطياف وأفكار ومواطنين مسيحيين عند إجراء الانتخابات البرلمانية (2011)".

وكشف أنه "عندما فتح الباب لانتخابات الرئاسة (2012)عرض الإخوان الأمر على المخلصين من أبناء الوطن (لم يسمهم) طالبين من عدد منهم الترشح لهذا المنصب".

واستدرك: "لكن عندما أحجم من سعى إليهم الإخوان عن الترشح لم يجد الإخوان بداً من مواجهة الثورة المضادة التي كانت متربصة للعودة لحكم مصر، وقدموا ابن الجماعة البار محمد مرسي فاختاره الشعب في أنزه انتخابات عرفها المصريون عبر تاريخهم، وظل ثابتاً أميناً يؤدي دوره حتى لقي ربه شهيداً ، فعادت الشرعية إلى صاحب الحق الأصيل ..الشعب المصري الكريم".

واختتم تصريحاته قائلا: "اليوم تهيب الإخوان بكل المصريين الاجتماع على كلمة سواء والالتقاء صفاً واحداً ، يداً بيد وكتفاً بكتف من أجل حياة حرة كريمة".

** مشكلة سياسية

منتقدا طرح الإخوان، قال خيري عمر، الأكاديمي المصري المتخصص في الحركات السياسية، للأناضول: "لم يكن للإخوان تعريفا واضحا للشرعية، سواء منذ البداية بالحديث عن عودة كل المؤسسات ثم التحول لعودة رمزية لمرسي ولو ليوم واحد، لأسباب غير متسقة مع النهج الفكري، ولكن يفسر التراجع فشل المعارضة في الخارج".

وأضاف: "على مدى السنوات الماضية لم تحاول الإخوان تأطير مفهوم محدد للشرعية، ولم يكن يعرف على وجه الدقة لماذا تطالب بالشرعية ولماذا لم تقدم مبرارات كافية لحمايتها؟".

وتابع: "هذا التنازل الصريح الأخير عن الشرعية بوفاة مرسي يكشف عدم الارتكاز على موقف معين دستوري أو أخلاقي مما جعل موضوع الشرعية مشروعا زمنيا مرتبط بحياة الرئيس السابق بالمخالفة للأدبيات".

وعن مستقبل الجماعة، قال الأكاديمي المصري، "يمكن النظر إليه من خلال الواقع الحالي الأكثر تشققا داخليا والضآلة السياسية (للوجود) ويمكن القول أن أي مشاركة رمزية و جادة ستكون في الحد الأدني، كون الجماعة لا تزال تمثل مشكلة سياسية".

وتحدث أن المحاور الثلاثة المعلنة في بيان تأييد وثيقة محمد على "حديث جميل، بلا أليات، وستستمر الجماعة في نفقها المظلم لحين تغير الأوضاع بمصر"، مؤكدا أن "قيادة الجماعة في الماضي كانت أكثر مرونة سياسيا من الآن".

** جادة في محاور المستقبل

في المقابل، أوضح عمار فايد، باحث في شؤون حركات الإسلامي السياسي، في حديث للأناضول، أن الإخوان سيظلون يتمسكون بما سبق الدفاع عنه.

وتوقع أن يظل هذا الدفاع مفتوحا لاعتقاد الجماعة أن "هناك تضحيات قدمت وهناك مطاردون وسجناء".

واستدرك: "لكن في الوقت نفسه الجماعة تعلم أنها غير قادرة على مواجهة النظام وحدها أو تقديم تصور بشكل منفرد، لذا تتشكل قناعتها بأهمية العمل الموحد (التحالفات)".

ويرى أن "وثيقة محمد علي تراها الجماعة نقطة بداية مناسبة لها وللجميع، لتضمينها مطلبها الرئيسي برفض الانقلابات، وتتسق مع ظروفها الحالية".

ويؤكد فايد أن "الإخوان جادة في الرغبة في عدم تصدر المشهد، خاصة وأنه خيار معبر عن توجه من داخل الجماعة، يرفض الانخراط في السياسة على نحو ما تم بعد ثورة يناير، خاصة والجماعة غير مؤهلة، وغير مستعدة كأفراد، وتحتاج فترة لبناءها الداخلي والتغلب على الضربات والآلام".

ويرى أن "القيادة الحالية للجماعة لن تستطيع أن تجيب عن تصورها لمستقبلها السياسي، وسيظل سؤالا بلا إجابة خشية اتخاذ قرارات استراتيجية تزيد من الانقسامات الداخلية".

ويرى أن "طموح الجماعة، لن يصل إلى ما قبل 2010"، مشيرا إلى أنه "منحصر حاليا في خروج السجناء السياسيين وعودتها لممارسة نشاطها الاجتماعي".

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على تهديدات غربية
10:15 07.05.2024
إندونيسيا: ثوران بركان جبل سيميرو من جديد
10:00 07.05.2024
أمير الكويت يبدأ زيارة إلى تركيا
09:45 07.05.2024
الكوريون الشماليون يقسمون على الولاء للزعيم في عيد ميلاده
09:30 07.05.2024
الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية
09:15 07.05.2024
أردوغان: نعمل لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار
09:00 07.05.2024
شاحنة شبيهة لـ «سايبرترك» في الصين
18:00 06.05.2024
هل يمكن أن تؤثر الاحتجاجات الجارية في أرمينيا وجورجيا على أذربيجان؟
17:00 06.05.2024
جميع الأخبار