مسقط "المحايدة" بعد قابوس..على خطى سلطانها الراحل

على غرار انتقال سلس وهادئ للسلطة، توقع خبراء سياسيون أن تسير سلطنة عمان بثبات على خطى السلطان الراحل قابوس بن سعيد، في سياستها الخارجية.

تحليلات 22:00 15.01.2020

- فجر السبت، نعى ديوان البلاط السلطاني في عُمان، السلطان قابوس، الذي وافته المنية، مساء الجمعة 10يناير/كانون الثاني 2020، بعد نحو 50 عاما قضاها سلطانا.
- خلال أداء القسم، رسم بن طارق سياسته الخارجية على خطى سلفه، القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها.
- سيظل الدور العماني قائما في تقريب وجهات النظر والتهدئة بين إيران والولايات المتحدة، بعد توترات تصاعدت بشدة في الأشهر الأخيرة
- دور السلطنة أكبر من الوساطة الخليجية حيث تقوم بدور وسيط بين الولايات المتحدة وإيران.
- مجلس التعاون من المتوقع أن يتحول لكيانين كيان تقوده عمان ويضم قطر والكويت، والآخر تقوده السعودية ويضم الإمارات والبحرين، إذا ما استمرت في نفس السياسات.
- سياسة مسقط لم تكن قائمة على المناورة الفردية التي تنتهي بانتهاء الحاكم، بل كانت سياسة مُجمع عليها داخل العائلة الحاكمة.
- العلاقات العمانية مع إسرائيل"متميزة وهناك قناعة إقليمية وعربية على الوضع الذي صنعته مسقط لنفسها، لذلك ممكن القول إنها سويسر على مستوى العالم وسلطنة عمان على مستوى المنطقة، وهي تركيبة صعب جدا أن تصنع وصعب جدا أن تترك".

 

على غرار انتقال سلس وهادئ للسلطة، توقع خبراء سياسيون أن تسير سلطنة عمان بثبات على خطى السلطان الراحل قابوس بن سعيد، في سياستها الخارجية.

وفجر السبت، نعى ديوان البلاط السلطاني في عُمان، السلطان قابوس، الذي وافته المنية، مساء الجمعة 10يناير/كانون الثاني 2020، بعد نحو 50 عاما قضاها سلطانا.

وفي أول خطاب للسلطان الجديد، الذي تم تسميته وفق وصية قابوس، أعلن هيثم بن طارق السير على الثوابت الخارجية لسلفه، لاسيما المساهمة في حل الخلافات ودعم مسيرة التعاون الخليجي.

واتفق ثلاثة خبراء في أحاديث منفصلة مع الأناضول، على اعتبار بن طارق، امتدادا لسلفه الراحل قابوس، الذي صنع دولة "حيادية" كانت بمثابة "صندوق بريد" لفرقاء المنطقة لنحو 5 عقود مضت.

وتوقع أحدهم، أن يتحول مجلس التعاون الخليجي لكيانين، كيان تقوده عمان ويضم قطر والكويت، والآخر تقوده السعودية ويضم الإمارات والبحرين، إذا ما استمرت نفس السياسات الراهنة.

فيما سيظل الدور العماني قائما في تقريب وجهات النظر والتهدئة بين إيران والولايات المتحدة، بعد توترات تصاعدت بشدة في الأشهر الأخيرة، وصلت للتلويح بشن حروب في المنطقة، بحسب ثاني الخبراء.

فيما ذهب ثالثهم، بأن تكون سلطنة عمان أول دولة خليجية تفتتح سفارة إسرائيلية على أرضها، ضمن مسار الهرولة الخليجية نحو التطبيع.

** على خطى قابوس

وفي كلمته التي أدلى بها خلال أداء القسم، رسم بن طارق سياسته الخارجية على خطى سلفه، القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها.

خليجيًا وعربيًا أكد مواصلة بلاده دعم دول المنطقة والتعاون مع قادتها في النأي عن الصراعات والخلافات.

وجدد التزامه باحترام المواثيق الدولية والعمل على تحقيق السلام والأمن الدوليين، وبناء العلاقات مع جميع دول العالم.

** تركيبة صعب أن تُصنع أو تترك

وفق مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي/ مقره القاهرة)، فإن مسقط بعد قابوس "تركيبة صعب أن تُصنع أو أن تترك".

وقال غباشي، إن السلطان هيثم "امتداد جيد للسلطان قابوس، الذي صنع دولة حيادية أقرب لسويسرا منها إلى أية دولة غربية أخرى".

وأكد أنه من "الصعب تغيير سياسة 50 عاما (فترة تولي قابوس)، في ظل اعتبار مسقط صندوق بريد للولايات المتحدة والعالم الغربي وإيران، بجانب ارتباطها بعلاقات حسنة جدا مع طهران، وفي نفس الوقت عضوًا بمجلس التعاون الخليجي وعنصرا مهما من عناصره".

واستبعد غباشي، أن تشهد مسقط "انعطافات دراماتيكية في سياستها مع الحاكم الجديد".

وأضاف أن "التغير الدرامتيكي يعني الخروج من نطاق الحياد الكبير الذي استطاعت مسقط أن تنفرد به في ظل التيه العربي، والابتعاد عن المحاور التي تتشكل أو تشكلت داخل منظومة العالم العربي".

** مستقبل خليجي متأزم

أما عن الأزمة الخليجية ودور السلطان هيثم في المصالحة، أشار غباشي إلى أن "هناك توافق على ترك أمر الوساطة للكويت، رغم أن سلطنة عمان أقرب إلى الموقف الكويتي القطري منه إلى الموقف البحريني السعودي الإماراتي بشكل كبير".

وأشار إلى، أن دور السلطنة أكبر من الوساطة الخليجية حيث تقوم بدور وسيط بين الولايات المتحدة وإيران.

ويشهد مجلس التعاون الخليجي أزمة غير مسبوقة، هي الأسوأ منذ تأسيسه عام 1981، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين بجانب مصر العلاقات مع قطر في يونيو/ حزيران 2017.

ثم فرض الرباعي على الدوحة "إجراءات عقابية"، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الدول الأربع بمحاولة فرض السيطرة على قرارها السيادي.

متفقا قليلا مع الطرح السابق، قال محلل الشؤون الدولية والاستراتيجية أنس القصاص، إن "مجلس التعاون من المتوقع أن يتحول لكيانين، كيان تقوده عمان ويضم قطر والكويت، والآخر تقوده السعودية ويضم الإمارات والبحرين، إذا ما استمرت في نفس السياسات".

وعن السياسة العمانية في تسوية الأزمة والمصالحة، أشار إلى أن "دور السلطنة كما هو.. جاء سلطان ذهب آخر، لن يختلف الدور المرسوم لها".

وفي هذا الصدد، قال محمد حامد، الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية إن "المصالحة الخليجية لا تزال معطلة وقد يكون للسلطان الجديد دور في إعادة الزخم للملف"، مؤكدا أن "كل الأمور واردة في هذا الأمر".

** لا مغامرات

ويرى محلل الشؤون الدولية والاستراتيجية أنس القصاص، أنه لن تكون هناك مغامرات بتغير السياسة الخارجية لسلطنة عمان، التي ستبقى على ما هي عليه، وفق الدور المرسوم لها منذ سنوات".

وأوضح القصاص أن سياسة مسقط لم تكن قائمة على المناورة الفردية التي تنتهي بانتهاء الحاكم، بل كانت سياسة مُجمع عليها داخل العائلة الحاكمة.

ودلل أن قابوس لم يكن يتحرك بصورة فردية خلال مرضه في السنوات الأخيرة، ولم يحدث أي تغيير وقتها في سياسة السلطنة.

** خلاف مع السعودية

والدور العماني، وفق القصاص لا تقوم به مسقط على اعتبار أنه من "باب مصالحة المتخاصمين، بل يرتبط بتنشيط اقتصادها أو ممارسات ضغوطات على دولة لحساب أخرى".

وأشار في هذا الصدد أن عمان لديها مشكلات اقتصادية مع تهاوي أسعار النفط وإغلاق حقول نفط لها، لافتا أنها تحاول تمويل عجز الموازنة من باب الوساطة في المنطقة وفتح ملفات تنعشها اقتصاديًا.

ولفت إلى "قيام السلطنة بدور المحلل في بيع النفط الإيراني (لتفادي العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران)، بموافقة أمريكية ضمنية".

وأوضح أن مسقط كان "لها دور في الأعوام الماضية في إدخال الأسلحة الإيرانية إلى اليمن بعلم الغرب دون أن يكون ذلك مغامرة خارج السياق، والهدف تحجيم السعودية، أو إجراء صفقات شراء سلاح بشكل مبالغ فيه".

ولم يتسن الحصول على تعقيب من إيران أو مسقط بشأن الحديث عن إدخال الأسلحة إلى اليمن.

وأشار إلى أنه كان واضحًا للعيان أن هناك مشكلة كبيرة تحت الرماد بين البلدين منذ زمن، موضحًا "حين طرحت السعودية فكرة عملة خليجية موحدة (عام 2009) أفشلت مسقط تلك المبادرة".

وأسفرت سياسة عمان، وفق القصاص عن معاقبة وتحجيم السلطان الراحل داخل مجلس التعاون، فيما قبلت بلاده بأن تعمل بشكل أحادي.

**التقارب مع إسرائيل

وذهب الباحث محمد حامد أن "سلطنة عمان قد تكون أول دولة خليجية تفتح سفارة إسرائيلية على أراضيها، مما يؤشر إلى توطيد العلاقات التي كانت أكثر مؤشراتها دلالة زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرسمية لمسقط عام 2018".

فيما قال القصاص، بالنسبة لمسار العلاقات العمانية مع إسرائيل، إن "دولة عمان دولة وساطة وبالتالي لا تقاطع أحدا ويهمها أن تبقى صورتها على أنها منصة.. ولن تكون تكون منصة للعلم الإسرائيلي لكن على الأقل ستكون هناك علاقات مع الجانب الإسرائيلي".

وفيما يخص العلاقات مع إسرائيل أشار غباشي إلى أنها "متميزة وهناك قناعة إقليمية وعربية على الوضع الذي صنعته مسقط لنفسها، لذلك ممكن القول إنها سويسر على مستوى العالم وسلطنة عمان على مستوى المنطقة، وهي تركيبة صعب جدا أن تصنع وصعب جدا أن تترك".

خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار