تم نشر جدول أعمال قمة رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران والتي تعقد اليوم 8 أغسطس قبل نحو شهر علنياً وهذا معروف جيدا للجميع . قد تتركز النقاشات على ثلاث قضايا رئيسية – توفيق الصيغة السياسية لمواصلة المشاورات حول إقرار الوضع القانونى لبحر قزوين، وضبط الخطط لإنشاء ممر "الشمال والجنوب" للنقل والخدمات
اللوجستية والمشاورات لاعتماد الموقف المشترك فيما يخص لإنتاج النفط والغاز. وبالكلمة الأخرى، فإن جدول الأعمال سيحمل طابعاً الماكرواقتصادياً بحتاً دون أي مزيج جيوسياسي. لذلك، لن تجري مناقشة القضايا الجيوسياسية في هذه القمة الثلاثية، وقد إن نوقشت، بل يجري أي نقاش وراء الكواليس، من دون إصدار الوثائق الختامية
للجمهور.
لمسألة الوضع القانوني لبحر قزوين أهمية مبدئية لجميع المشاركين في القمة، كما أن محتوياته تقر بصورة مباشرة نتائج العمل الدؤوب للدول الخمس المطلة على بحر قزوين والمتواصل منذ 20. انه ليس سرا أن حجر العثرة اليوم هو موقف ايران بشأن قضية حصتها من جرف بحر قزوين.
حسب حدودها البرية تستطيع إيران تدعي على 13 ٪ من بحر قزوين فقط ، ولكنها تريد أكثر بكثير وبطلبها هذا تعبث مصالح كل من أذربيجان وتركمانستان. وعلى قمة باكو أن تقرب بين موقفي أذربيجان وإيران في هذه المشكلة بطريقة ما. إذا لم يتم العثور على حل وسط ، وقد يتم
التخلي عن إقرار الوضع القانوني لبحر قزوين على أكثر من عقد من الزمان. لتصحيح خطة إنشاء ممر "الشمال والجنوب" للنقل والخدمات اللوجستية احتمالات النجاح الكبيرة ، لأنه هناك وحدة الإرادة السياسية من المشاركين في هذه القمة في صدد هذه القضيى ، تعود المشكلة في مبلغ التمويل
الذي يتوجب على كل طرف من الأطراف لإنجاز المشروع. لن تأخذ هذه المسألة الكثير من الوقت لتداولها من قبل قادة الدول الثلاث ، على الأرجح، تم الاتفاق عليه منذ فترة طويلة ، ووتحتاج فقط على الإقرار في البروتوكول ، وبعد ذلك سوف تعتمد مواعيد دقيقة وواضحة لنقل البضائع
من الهند عبر إيران وأذربيجان وروسيا إلى أوروبا عن طريق السكك الحديدية.
في رأيي، لن تكون مسألة اتخاذ موقف موحد في مجال إنتاج النفط والغاز، حجر عثرة . كما تعلمون ، في وقت سابق، أيدت منظمة أوبك تخفيض حجم النفط المنتج لزيادة الأسعار العالمية مرة أخرى . وتتفق هذه المبادرة مع مصالح جميع الدول الثلاث التي يجتمع قادتها اليوم 8
أغسطس في باكو. والأكثر من ذلك ، وأنا واثق تقريباً من أن إصدار بيان أوبك قد وقّت اجتماع باكو. وكما يبدو أنه قد أجريت جميع الاستشارات الفنية اللازمة بشأن هذه المسألة بالفعل، وليس من الصعب اتخاذ القرار الجماعي في هذه المسألة في قمة باكو.
لا أشك لحظة في أنه إذا تعقد القمة في باكو فالرئيس الاذربيجاني إلهام علييف سيطرح قضية تسوية نزاع قراباغ الجبلية. وبكونه صاحب مكان عقد القمة، فيحق له القيام بذلك من دون انتهاك الأعراف الدبلوماسية، وأنه يطرح هذه القضية مطلقاً بكونه رئيس الدولة. ومن غير المرجح أن
تطرح المسألة في إطار الاجتماع الثلاثي، لكنه يكفي تماما التحدث وجها لوجه، والذي سيعقد بين إلهام علييف وفلاديمير بوتين في بضع ساعات قبل الاجتماع الثلاثي الرسمي. على الأقل، والجدول الزمني لزيارة الرئيس الروسي يدل على ذلك بالذات. وموضوع النقاش قد يكون تنفيذ الاتفاقات
التي تم التوصل إليها في فيينا وسان بطرسبرج، أو عدم تنفيذها من قبل طرفي النزاع، ولا أشك في هذا أيضاً. ومع ذلك، فإن هذه المناقشة قد تجري وراء الكواليس وتحمل طبيعة استشارية، ولا أظن أن نعرف نتائجها عبر القنوات، إذا لم تحقق بعض الاختراقات نتيجة النقاشات وهذا ما أنا
شخصيا أشك فيه كثيرا. أنا متأكد عموماً أنه طالما تقع السلطة في يريفان في يد الرئيس الأرميني من الأصل القاراباغي، والتسوية السلمية للنزاع في قرا باغ الجبلية أمر مستحيل من حيث المبدأ.
وفيما يتعلق بمناقشة موضوع الأزمة السورية ، فإنه من غير المحتمل أن تتطرح هذه المسألة قيد النقاش، لأن فلاديمير بوتين لا يمتلك الوقت المطلوب لذلك . يجب الا ننسى أنه سيجتمع يوم 9 أغسطس في سانت بطرسبرغ مع رئيس جمهورية تركيا، وهذه المسألة قد تطرح فيه.
وقد لن تطرح مسألة تسوية الأزمة السورية في جدول أعمال هذا الاجتماع، ولكن، مع ذلك يمكن التطرق لها في أي وقت. تكتسب أراء الجانبين الإيران والتركي في المسألة السورية أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، لذلك سيسعى فلاديمير بوتين أن يتعرف عليها في باكو. وأنه لا يحتاج في
هذا الصدد إلى صيغة النقاشات السياسية ويكفى الاستماع إلى كلمة الرئيس الإيراني التي لن تستغرق وقتاً طويلاً. لن أتمكن أن أستنتج من هذا أن الرئيس الروسي أخذ على عاتقه رسالة التوسط في مجال تطبيع العلاقات بين أنقرة وطهران ولكن تتخذ خطوات أولى في هذه المسألة وهذا ما يسرني
شخصياً.
الترجمة من الروسية : ذاكر قاسم