عشية الزيارة الرسولية للبابا إلى أذربيجان بتاريخ 2 أكتوبر 2016 أدلى الأورديناري للكنيسة الكاثوليكية في باكو السيد فلاديمير فيكيته بتصريحات حصرية لبوابة Eurasia Diary
وخلال الحديث دارالنقاش ليس عن غرض زيارة البابا فرنسيس فقط، بل تم التطرق للدور العالمي للفاتيكان في العالم المعاصر المزدحم بالصراعات. تم التطرق أيضاً لقضية قاراباغ الجبلية وكذلك تصريحات البابا في السنة الماضية بخصوص ما يسمى بالإبادة الشاملة للأرمن.
E.D: يزور البابا يوم 2 أكتوبر أذربيجان. ما هو الغرض الأساسي من الزيارة؟ ما هي القضايا التي ستطرح قيد النقاش مع الرسميين المحليين؟ وما هو برنامج الزيارة؟
فلاديمير فيكيته: قد أعلن الفاتيكان رسمياً برنامج الزيارة القادمة للبابا فرنسيس إلى بلادكم. كما قال هو نفسه إن الغرض الأساسي من الزيارة هو تعزيز إيمان الكاثوليكيين المقيمين في أذربيجان. والغرض الثاني من الزيارة هو أنه قد زار أرمينيا وسيزور جورجيا. ويريد البابا التأكيد على أنه لا يميز بين البلدان وليس له بلداً محبوباً خاصاً ويحس نفسه أباً لكل الناس ويحترم المواطنين في أذربيجان وأرمينيا وجورجيا ويرى فيهم الإخوان والأصدقاء له.
E.D : قام البابا في بداية يونيو الماضي بزيارة أرمينيا وبتاريخ 2 أكتوبر سيزور أذربيجان وثم تتوقع زيارة جورجيا. إن تحدثنا عن منطقة القوقاز فأنها منطقة النزاعات الناجمة عن التناقضات الطائفية. مثلاً، النزاع في إقليم قاراباغ الجبلية الذي له 20 سنة من العمر. ما رايك، هل زيارة البابا ستؤثر على تسوية هذا النزاع؟
فلاديمير فيكيته: إننا ندعو ونصلي ونؤمن بأنها تؤثر إيجابياً خاصة على تجنب العمليات القتالية التي قد يصفها البعض بميزات دينية. ويقول البابا دائماً إنه على أساس الصراعات العسكرية لم تقع ميزات دينية، بل مصالح اقتصادية وسياسية فقط. وهكذا إني مؤمن بأن الزيارة الشخصية للبلبا ومباحاثاته مع الرسميين الحكوميين يمكن أن تكون دافعة إيجابية لكي تجد هذه القضايا حلها على أساس العدالة والمصالحة.
E.D: هل هذ من الصدفة أن زيارة البابا اتفقت مع إعلان عام تعدد الثقافات في أذربيجان؟ كيف تقدر سياسة تعدد الثقافة في أذربيجان؟
فلاديمير فيكيته: لا مصادفات عند الرب، وإني متأكد في أن الرب تعالى يحكم بالأزمنة والأعمال. وربما كان لاسترضاء الرب أن هذا الوقت أوهذا العام بالذات يكون ملائماً لهذه الزيارة الهامة.
أنا أعيش في أذربيجان منذ 7 سنوات وينمو البلد أمام أنظاري وقد شاهدت العديد من الأحداث الهامة جداً والتي تدل على أنه ليس الزعماء الدينون فقط، بل المواطنون العاديون يفهمون أنه من الأفضل الجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة المستقبل الإيجابي بدلاً من أن تنغلق وتسبب المجادلات الجديدة وغير الواضحة. من هذه الناحية ترى سياسة الفاتيكان في طبيعة الشعب الأذربيجاني أملاً في أن هذه العملية ستتقدم وأن تكون قدوة للدول الأخرى.
E.D: هل أنت على علم بأي رسالة يوجهها البابا إلى الشعب الأذربيجاني وشعوب العالم؟ حيث أنه ليست هنا أي زيارة رسمية للبابا بلا رسالة موجهة خاصة.
فلاديمير فيكيته: للأسف هذا سر. وأنا متأكد في أنه يعد البابا رسالة خاصة. وقد وضع شعار الزيارة التالي: " We are all the brothers " أي "كلنا الإخوان". وهذا مؤشر أول للرسالة ويؤكد للعالم كله أنه يحترم أذربيجان كبلد يسود فيه التسامح حيث يتعامل أبناء الأديان المختلفة وانه يحترم الجميع.
E.D: في العام الماضي تحدث البابا عما يسمى بمجزرة الأرمن. وأثار هذا الحديث ردود الفعل السلبية في تركيا وأذربيجان. ما رأيك في هذا الصدد؟ أليس من المنطقي أن المسائل المماثلة تطرح قيد نقاش المؤرخين ليس للسياسيين أو رجال الدين؟
فلاديمير فيكيتهه: لم أتمكن من محاكمة أقواله. ومن هذا المنطلق، كان من المستحسن أن يدرس المؤرخون هذا الحادث و يقدرونه. ولكن السياسيين دائماً يتمتعون بالأفضلية بمفارنة علماء التاريخ. وهكذا، كرر البابا فرنسيس الفكرة التي قالها البابا يوحنا بولس الثاني فقط، دون إبداء رأيه الخاص وهذه الفكرة أخذت من رسالته التي بعثها في عام 2000 إلى أرمينيا. ولذلك أنه أكد على أن سياسة الفاتيكان لم تتغير وأنها متواصلة وأن البابا فرنسيس يواصل السياسة والعلاقات على نفس الطريقة التي سلكها سلفه يوحنى بولس الثاني.