أسباب الاحتكار لنظام الحزبين في الولايات المتحدة. أناستاسيا لافرينا - الحصري

تحليلات 09:00 09.11.2016
أهمل الآباء المؤسسون للجمهورية الأمريكية دور الأحزاب السياسية في نظام الدولة حين اعتمادهم لدستور الولايات المتحدة الأمريكية في 17 سبتمبر 1787 في فيلادلفيا  ببنسلفانيا.
 وخلافاً لنوايا مؤسسيها  أصبحت الولايات المتحدة (الولايات المتحدة الأمريكية)  أول بلد   ظهرت فيه الأحزاب السياسية على أساس الأمة الواحدة. اليوم، يشرف الحزبان الكبيران- الجمهوري والديمقراطي، على العملية السياسية الامريكية كاملةً. لا يزال الاحتكار التام لسياسة البلد التي يجري ترويجها على أنها أفضل مثال للديمقراطية، يعتبر قضية رئيسية للنقاش والجدل.
اعتباراً من عام 1860، استبدل الحزبان الديمقراطي والجمهوري بعضمها البعض في جميع الانتخابات الرئاسية الجارية في الولايات المتحدة. للوهلة الأولى قد يبدو أن الأحزاب السياسية لم تؤثر بصورة ملحوظة على صياغة السياسة الأمريكية، حيث تكرس جميع الانجازات السياسية لرئيس البلاد. هذا ولا يمنح دستور الولايات المتحدة دوراً محدداً للأحزاب السياسية. ومع ذلك، يلعب عدد الأحزاب السياسية في البلاد دوراً مهماً لخلق  النهج التنافسي في قضايا متشابهة.
أسباب امتداد العمر لنظام الحزبين في الولايات المتحدة
يعود احتكار الحكم في الولايات المتحدة من قبل الحزبين السياسيين الكبيرين إلى النظام الانتخابي الاكثري، حيث يتم انتخاب المرشح الذي يحصل على أغلبية اصوات الناخبين. بفضل امتلاكهما الموارد والقوى المتوفرة يتمتع الحزبان الديمقراطي والجمهوري بجميع الإمكانيات لتقديم مرشحين لهما. يفضل الناخبون التركيز على انتخاب أحد من مرشحين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وذلك بسبب اعتقادهم أن مرشحي الأحزاب الأخرى ليس لديهم أي أمل للفوز. تعتبر هذه الحجة هامة جدا؛ ومع ذلك، يجب أن تؤخذ الاعتبار أيضا  ثلاثة عوامل إضافية لها دور في نظام احتكار الحزبين. أولا، نهج الأحزاب الصغيرة للولايات المتحدة لا يختلف كثيراً عن نهج الحزبين الرئيسيين. لذلك، في معظم الحالات، تفضل الأحزاب الصغيرة الانضمام إلى أحد من الأحزاب الكبيرة.
ثانيا، يرى المواطنون للولايات المتحدة أنفسهم كشعب واحد ودون الحاجة إلى إنشاء حزب منفرد لتأييد الجماعات العرقية واللغوية لمجموعات مختلفة من الناس، كما هو الحال في المملكة المتحدة. وأخيرا، السبب الهام الآخر هو أن الأحزاب الصغيرة يمكن أن يدخل في الائتلاف مع الأحزاب الكبيرة للوصول إلى موارد ضخمة. تتمتع هذه الأحزاب الصغيرة التي لديها وجهات نظر مماثلة مع الديمقراطيين أو الجمهوريين بفرصة لدفع برنامجها  الخاص للإصلاحات  في الائتلاف أكثر مما بشكل فردي دون دعم خاص.
  
تحليل مقارنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة  
 في غضون عدة سنوات،  يختلف الباحثون المستقلون في تقديراتهم في التشابه أو الاختلاف  بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري للولايات المتحدة. هذه هي واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل، لأن الجانبين يظهران غير متناسقين للغاية، ولا يمكن ملاحظة سوى عدد قليل من التشابهات الطفيفة بينهما. يعود تفضيل أحد الطرفين على عوامل خارجية، مثل الجهات المانحة ونشطاء الحزب والأنصار الاجتماعيين. والأكثر من هذا، ينتهج المرشح المنتخب السياسة المستقلة عن الحزب باعتبار مصالحه الخاصة. وعلى الرغم من هذه التشابهات الطفيفة، لدي  الطرفين أهداف سياسية مختلفة وطرق تحقيق أهدافها المختلفة. اعتباراً من عام 1970، اعتمد الحزب الديمقراطي النهج السياسي الليبيرالي، في حين أيد الجمهوريون نهجاً محافظاً، مع تركيز اهتمامهم على دور الأيديولوجية.
في الطيف الأيديولوجي، كان الحزب الجمهوري دائماً يعرف كحزب محافظ يسعى لخفض مستوى تدخل الحكومة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلد. يضمن الدعم الفعال للأقليات الدينية والاقتصادية والعرقية دعماً قوياً للأقليات الاجتماعية لمرشحي الرئاسة من الحزب الديمقراطي. بالنسبة إليهم، يتمتع مرشحون للحزب الجمهوري بتأييد الأغلبية الاجتماعية، المكونة أساساً من البيض.
وآخذاً بالاعتبار النهج المحافظ للجمهوريين ، فمن الواضح أنه لا يدعم الأقليات الجنسية والعرقية وكذلك فكرة مساواة النساء يعتبر الحزب الديمقراطي أفضل مدافع عن مصالح المرأة وحقوقها. في انتخابات عام 2016، رشح الحزب الديمقراطي السيدة لرئاسة الجمهورية لأول مرة في تاريخه. يمكن اعتبار الاعتماد على حقوق المرأة  أفضل "سلاح" في أيدي الديمقراطيين. أنها توفر لهم دعماً قوياً من النساء الأميركيات اللواتي تؤمنن بفكرة المساواة بين الجنسين في الولايات المتحدة.
وفي معرض الحديث عن الخلافات بين الطرفين، من المهم إلقاء الضوء على النهج المختلف  للإصلاحات الاقتصادية المرتبطة بمستوى البطالة والتضخم في البلاد. وتتغير السياسة الاقتصادية للبلد عادة مع تغير الحزب الفائز في الانتخابات. يدعم الحزب الجمهوري معدلات الضرائب المنخفضة، والحد من عجز ميزانية الدولة والمؤشر المنخفض للتضخم. وبالإضافة إلى ذلك، أنه يعارض محاولات لتعادل الدخل وخفض مستوى التضخم عن طريق  زيادة مستوى البطالة. في المقابل، يدعم الديمقراطيون السياسة الهادفة إلى الحد من البطالة من خلال زيادة العجز في ميزانية الدولة. يؤدي انخفاض معدل البطالة إلى زيادة التضخم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الديمقراطيين يؤيدون زيادة الضرائب لذوي الدخل المرتفع، في حين يفضل الجمهوريون تحديد معدل موحد للضريبة، بغض النظر عن مبلغ الدخل. وأخيراً، على عكس الديمقراطيين، يمارس الجمهوريون سياسة أكثر صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين.
تداعيات نظام الحزبين للديمقراطية في الولايات المتحدة
 يعتبر التعامل المختلف مع نفس القضايا ودور الأحزاب في الحياة السياسية للبلد من أهم العوامل لتطور المجتمع الديمقراطي. من الممكن أن يؤثر عدد الأحزاب في النظام السياسي للبلد إيجابياً وسلبياً على مستوى الديمقراطية.
وقد تعرض نظام الحزبين للانتقادات مرات عديدة، كتهديد حقيقي للديمقراطية في أمريكا. ويقدم نظام تعدد الأحزاب البريطاني كنموذج مثالي، يشجع الأحزاب الكبيرة للتعاون مع الأحزاب الصغيرة والتعامل  متعدد الأطراف للقضايا المتشابهة. يعتبر نظام تعدد  الأحزاب مناسباً  للمجتمع مع العديد من المجموعات العرقية، التي تعتبر  نفسها كأمة مستقلة.
مقارنة مع المملكة المتحدة  يعتبر نظام الحزبين للولايات المتحدة، كالعادة، أكثر استقراراً ويمكن إدارتها بسهولة خلافاً لنظام تعدد الأحزاب. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يضمن للناخبين الأمريكيين الخيارات المستقرة التي يمكن التنبؤ بها. وأخيرا، في حالة نظام الحزبين، من الأسهل للأحزاب التوصل إلى حل وسط، لأن هناك النهجين فقط. 
عموماً، يبدو أن نظام الحزبين الأمريكي  أكثر استقراراً وأقل تطرفاً، وله تأثير إيجابي على الديمقراطية. والواقعة التي يسيطر فيه الحزبان وليس حزب واحد يساهم في تجنب احتكار النظام ويدعم نهجاً مزدوجاً في التعامل مع القضايا. هذا النظام يمكن للمواطنين المشاركة في الحياة السياسية للبلد من خلال الحزب الذي يصوتون له.
ومع ذلك، تضر الأيديولوجية القوية والمعارضة للحركة النسائية  والأقليات العرقية والزواج من جنس واحد داخل الحزب الجمهوري شعبية الحزب. يحتاج الجمهوريون  إلى رفع شعبيتهم في أوساط الأقليات العرقية، والحفاظ على موقف أكثر ليبرالياً للقضايا حول الهجرة والمساواة بين الجنسين. خلافاً لذلك، يتلقى الديمقراطيون دعماً أقوى بين الناخبين بسبب آرائهم أكثر ليبرالية، والتي سوف تسمح لهم احتكار السياسة في البلاد.
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل

أحدث الأخبار

سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
16:00 09.05.2024
روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين
15:00 09.05.2024
حماس ترحب باعتراف جزر البهاما بدولة فلسطين
14:00 09.05.2024
باكستان تعلن حالة الطوارئ لإلحاق 26 مليون طفل بالتعليم الرسمي
13:00 09.05.2024
أمريكا تلغي تراخيص توريد رقائق الجيل الرابع إلى هواوي الصينية
12:00 09.05.2024
الديمقراطيّ الكردستاني زيارة بارزاني لطهران انعطافة مهمّة في العلاقات الثنائية
11:00 09.05.2024
الجزائر تنتقد شروط فرنسا لاستعادة أرشيف الاستعمار
10:00 09.05.2024
الكويت وتركيا تؤكدان حماية المدنيين في غزّة
09:00 09.05.2024
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
الملح المدعّم بحمض الفوليك يحمي من التشوهات الخلقية
18:00 08.05.2024
خبير سياسي: يمكن لأذربيجان أن تلعب دور الوسيط بين تركيا وإسرائيل
17:03 08.05.2024
شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا
16:00 08.05.2024
الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة
15:00 08.05.2024
خبير سياسي: قمة المناخ تحمل أهمية كبيرة للسلام الإقليمي
14:00 08.05.2024
خفايا زيارة باشنيان إلي روسيا
13:00 08.05.2024
مؤتمر صحفي للرئيس الأذربيجاني ونظيره البلغاري
12:30 08.05.2024
بدأ الاجتماع الموسع بين علييف ورئيس بلغاريا
12:15 08.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس بلغاريا
12:00 08.05.2024
ميرزايف عن ذكري احتلال شوشا : لم أكن أتصور أن يتم احتلال شوشا بهذه الطريقة
11:00 08.05.2024
أسعار النفط تتراجع مع زيادة المخزونات الأمريكية
10:30 08.05.2024
السفيرة أذربيجانية في بريطانيا : أذربيجان وأرمينيا تسيران نحو السلام الدائم
10:15 08.05.2024
ما هي تداعيات اجتياح رفح علي المنطقة؟
10:00 08.05.2024
تيك توك ترفع دعوى لوقف بيع التطبيق أو حظره في أمريكا
09:15 08.05.2024
أنباء عن تولي شركة أمريكية إدارة معبر رفح بعد الحرب
09:00 08.05.2024
الشرطة الهولندية تفض احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة أمستردام
17:00 07.05.2024
الرئيس البلغاري يصل اذربيجان في زيارة رسمية
16:30 07.05.2024
تراب رضاييف: دعوة أذربيجان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإحلال السلام في المنطقة
16:00 07.05.2024
علييف يجتمع مع رئيس وزراء سلوفاكيا
13:45 07.05.2024
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
علي أحمدوف : ثلث دول العالم تعاني من مشكلة الالغام
13:30 07.05.2024
الولايات المتحدة ... اعتقال 2500 خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين
13:15 07.05.2024
قطر: حديقة القرآن تحصل على الاعتماد الدولي في صون الموارد النباتية
13:00 07.05.2024
شي يحث ماكرون على مساعدة الصين في تجنب حرب باردة جديدة
12:45 07.05.2024
حماس توافق على مقترح مصري- قطري لوقف النار
12:30 07.05.2024
مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء
12:15 07.05.2024
شولتس يعلن الاتفاق على استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا
12:00 07.05.2024
روسيا: سنتعامل مع مقاتلات إف- 16 في أوكرانيا على أنها تحمل أسلحة نووية
11:45 07.05.2024
حماس تحذر إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات
11:30 07.05.2024
حرب غزة تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا
11:15 07.05.2024
جهود مصرية لاحتواء التصعيد بين حماس وإسرائيل
11:00 07.05.2024
تركيا.. ضبط 3 آلاف و380 قطعة أثرية في إزمير
10:45 07.05.2024
أردوغان يرحب بإعلان حماس قبولها وقف إطلاق النار
10:30 07.05.2024
جميع الأخبار