شهد مطار المزة العسكري الذي يبعد عن العاصمة دمشق كليومترات قليلة اليوم الأحد تفجيرات ضخمة، وقد نفى الجيش السوري حدوث غارات على المطار عازيا تلك التفجيرات إلى ماس كهربائي، فيما أكدت مصادر أخرى حدوث تلك الغارات.
وقد تعرّض هذا المطار لعدة غارات وقصف في السنوات الأخيرة، نسبت في معظمها إلى إسرائيل التي دأبت على مهاجمة "أهداف إيرانية" في مواقع عسكرية عدة لاسيما في ريف دمشق.
ويستمد المطار العسكري أهميته من وجوده في منطقة المزة التي تضم عددا من السفارات والمقار الأمنية، ويسكنها عناصر مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت مصادر عدة أن هذا المطار كان أحد معاقل حزب الله وخبراء إيراينين خلال الحرب في سوريا، ولعب دورا كبيرا في استعادة مدينة داريا، أهم معاقل المعارضة السورية المسلحة في ريف دمشق الغربي، حيث احتاج النظام السوري نحو 4 سنوات للسيطرة عليها بشكل كامل.
ويحتوي مطار المزة على مدرج واحد فقط بطول 8258 قدما، وتعتمد عليه القوات الحكومية في إيصال الإمدادات العسكرية لمواقعها، خاصة منذ بدء الأزمة عام 2011.
وذكرت بعض وكالات الاستخبارات الغربية أن مطار المزة يستخدم كمطار خاص لعائلة الأسد، وكانت تستخدمه نخبة القوات السورية من الحرس الجمهوريوالفرقة الرابعة في استهداف مواقع للمعارضة في دمشق وريفها.
قاعدة للنازية
وبالعودة إلى التاريخ، وتحديدا خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كان مطار المزة قاعدة عسكرية لسلاح الجو التابعة لحكومة باريس الفيشية (التي كانت مؤيدة للاحتلال النازي لفرنسا)، التي سمحت لألمانيا النازية باستخدام قواعدها.
في 19 أيار 1941، هاجمت الطائرات البريطانية المطار، ودمرت بعض الطائرات التي كانت تعتبر متطورة وقتها، من طراز (Potez 63) وكذلك بعض من الطائرات القاذفة الأقدم من طراز (Potez 25).
وبعد استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي عام 1946، أصبح مطار المزة قاعدة للقوات الجوية السورية.
وفي أواخر عام 1957، كانت القوات الجوية السورية تشغل من المطار اثنين من أسراب مقاتلات "ميغ 17" للدفاع عن العاصمة دمشق.
وفي 13 كانون الثاني عام 2017، تعرض المطار لهجوم صاروخي يبدو أنه ارتكب من قبل إسرائيل.