قُتل سبعة أشخاص يعملون في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي الخيرية خلال غارة جوية إسرائيلية على مناطق في وسط قطاع غزة.
ومن بين القتلى ثلاثة بريطانيين، ودعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إسرائيل إلى تقديم تفسير كامل وشفاف بخصوص ما جرى على وجه السرعة.
تقول المؤسسة الخيرية إن عمال الإغاثة كانوا يستقلون ثلاث مركبات - اثنتان منهم مصفحتان، وتضيف أنها نسقت تحركات القافلة مع الجيش الإسرائيلي. وبحسب المؤسسة الخيرية، قام فريقها بتفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية في مستودع في مدينة دير البلح وسط غزة. ومن خلال تحليل صور نُشرت لثلاث مركبات متضررة بشدة يظهر على سقف إحداها شعار المؤسسة الخيرية. وتبعد المسافة بين المركبات حوالي 2.5 كيلومتر (1.5 ميل)، مما يشير إلى وقوع أكثر من ضربة جوية واحدة.
وفي إحدى الصور التي تُظهر سيارة متضررة بشدة من نوع تويوتا هايلوكس، بالإضافة إلى الأشجار والسياج بجانبها، بقيت شجرة نخيل وحيدة داخل سياج محاط بسور مع نمط مميز من المباني المحيطة. وباستخدام صور الأقمار الاصطناعية، تمت مطابقة هذه المعالم مع جزء من طريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل وسط قطاع غزة. وفي صورة لمركبة ثانية متضررة بشدة، يمكن رؤية ثقب كبير مسنن في سقف مركبة من نوع تويوتا هايلوكس أخرى، يظهر عليها أيضا شعار المؤسسة الخيرية. وفي مكان آخر قريب، يمكن رؤية برج وجزء من غابة حرشية وجدار منخفض في الخلفية.
وتقول مؤسسة المطبخ المركزي العالمي الخيرية إن المركبة الثالثة كانت غير مصفحة، وتبعد حوالي 1.6 كيلومتر جنوب المركبة الثانية و2.5 كيلومتر من المركبة الأولى.
وقال مؤسس المطبخ المركزي العالمي، خوسيه أندريس، إن المؤسسة الخيرية كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي. وأضاف أندريس أن الحادث لم يكن بسبب "سوء الحظ أو أُسقطت القنبلة في المكان الخطأ".
وعلى الرغم من أن الصور لم تُظهر شظايا صواريخ أو قنابل في مكان الحادث، لكن الخبراء درسوا الأضرار التي لحقت بالمركبات. وقال كريس كوب-سميث، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني ومفتش أسلحة سابق في الأمم المتحدة، إن الهجوم ربما كان نتيجة لصواريخ سبايك التي أطلقتها طائرات دون طيار.
ويتفق مع هذا الطرح جاستن كرامب، الضابط السابق في الجيش البريطاني الذي يدير شركة سيبيلين - وهي شركة لاستخبارات المخاطر ويقول إن الهجوم من المحتمل أنه نُفذ بواسطة طائرة دون طيار، وأضاف أن الضربة قد تكون ناجمة على الأرجح عن صاروخ وليس قنبلة أو قذيفة هاون.
نشرت مؤسسة المطبخ المركزي العالمي أسماء عمال الإغاثة السبعة الذين قُتلوا على النحو التالي:
لالزومي فرانكوم الشهيرة بـ"زومي"، 43 عاماً، أسترالية. داميان سوبول، 35 عاماً، بولندي. سيف الدين عصام عياد أبو طه، 25 عاماً، فلسطيني. جاكوب فليكنجر، 33 عاماً، يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية. جون تشابمان، 57 عاماً، بريطاني. جيمس (جيم) هندرسون، 33 عاماً، بريطاني. جيمس كيربي، 47 عاماً، بريطاني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عبر منصة إكس إنه تم انتشال جثتين من دير البلح في وقت لاحق. وظهر شعار المؤسسة الخيرية على السترات الواقية من الرصاص لثلاثة من القتلى على الأقل. كما أظهرت مقاطع الفيديو زملاء من مؤسسة المطبخ المركزي العالمي وهم يتعرفون على الجثث. وقال أحدهم: "هؤلاء هم الأشخاص الذين أحضروا المساعدات من البحر"، قبل أن يصرخ وهو يتعرف على عامل إغاثة فلسطيني قُتل في الغارة. وقالت المؤسسة الخيرية إن المساعدات الغذائية تم جلبها إلى غزة عن طريق البحر. ويتم توصيل المساعدات عن طريق البحر باستخدام رصيف بحري أنشأته مؤخراً مؤسسة المطبخ المركزي العالمي غرب مدينة غزة. وكانت أول عملية تسليم عبر هذا الطريق في 15 مارس. ولدى المؤسسة أيضاً مركز استقبال يقع على طول الطريق الساحلي، ويستقبل النازحين الفارين من الشمال. وليس واضحاً أين يقع مستودع دير البلح بالضبط، لكن مؤسسة المطبخ العالمي افتتحت مؤخراً مطبخاً ميدانياً جديداً إلى الشرق من دير البلح، قبالة طريق صلاح الدين.