أعلن رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" في جنوب شرق أوكرانيا، ألكسندر زاخارتشينكو، أنه أعطى أوامر للقوات بوقف إطلاق النار في أراضي الجمهورية اعتبارا من يوم الخميس القادم.
وفي مقابلة مع قناة "روسيا - 24"، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول، قال زاخارتشينكو: يمكننا أن نعلن وقف كل عمليات القصف وكل الأعمال القتالية اعتبارا من منتصف ليلة 14 إلى 15 سبتمبر/أيلول، ونحث الجانب الأوكراني على التعامل مع ذلك بجدية وإظهار أنهم مستعدون لفعل المثل".
إلى ذلك، فقد أعلن رئيس الجمهورية (غير المعترف بها دوليا) أن قواتها تحتفظ بحق الرد المناسب على قصف أوكراني محتمل. وقال زاخارتشينكو: "في حال انتهاك الجانب الأوكراني لنظام وقف إطلاق النار سترد قواتنا بما هو مناسب، فلن نسمح بقصف أراضينا دون عقاب".
من جهته، أعطى إيغور بلوتنيتسكي، رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية (وهي الأخرى غير معترف بها)، أوامر لقوات الدفاع الشعبي المحلية بوقف كل الأعمال القتالية منذ منتصف ليلة 14 إلى 15 سبتمبر/أيلول من جانب واحد، و"عدم الرد على عمليات قصف واستفزازات من قبل العسكريين الأوكرانيين".
وفي بيان نشر على موقف مركز لوغانسك الإعلامي، أعرب بلوتنيتسكي عن أمله في "أن تكون هذه الخطوة أسوة للقيادة الأوكرانية وتحذو كييف حذونا".
كما دعا رئيس "الجمهورية الشعبية" مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى مراقبة تطبيق نظام وقف إطلاق النار بصورة فعالة ونزيهة.
تبادل الاتهامات بخرق الهدنة في شرق أوكرانيا
وفي وقت سابق من الثلاثاء، تبادلت القوات الأوكرانية من جهة وقوات دونيتسك ولوغانسك من جهة أخرى الاتهامات بإطلاق النار في منطقة النزاع، وذلك رغم وجود اتفاق هدنة جديد تم التوصل إليه الشهر الماضي.
وأفادت وكالة دونيتسك للأنباء بأن أكثر من 20 قذيفة أطلقت من مواقع تابعة للقوات الأوكرانية باتجاه مناطق تابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، بينما ذكر مركز لوغانسك الإعلامي أن مواقع قوات "لوغانسك الشعبية" تعرضت خلال الساعات الـ24 الماضية لقصف أوكراني مرتين باستخدام الهاون وراجمة قذائف.
من جهته، أعلن المركز الإعلامي للحملة الأمنية الأوكرانية أن مواقع القوات الأوكرانية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك تعرضت يوم الاثنين لقصف 35 مرة باستخدام مدافع الهاون وراجمات قذائف ورشاشات وأسلحة نارية وكذلك مدرعات.
ولم يذكر أي من الجانبين المتنازعين وقوع إصابات نتيجة القصف.
يأتي ذلك بعد توصل مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية في مينسك في 26 أغسطس/آب الماضي إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار بشكل مفتوح في دونباس ابتداءا من 1 سبتمبر/أيلول الجاري.
وكانت السلطات الأوكرانية بدأت، في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك "الشعبيتين" اللتين أعلنتا استقلالهما بعد انقلاب السلطة في أوكرانيا في فبراير/شباط من العام نفسه. وبحسب الأمم المتحدة، فقد أودى النزاع المسلح في المنطقة بحياة أكثر من 9500 شخص.
ومن الصيغ التي تناقش في إطارها الوضع في دونباس (جنوب شرق أوكرانيا) لقاءات مجموعة مينسك للاتصال التي تبنت، منذ سبتمبر/أيلول 2014، ثلاث وثائق تحدد الخطوات لتسوية النزاع. وعلى الرغم من هدن عدة لا يزال تبادل لإطلاق النار مستمرا بين طرفي النزاع.
تبادل الاتهامات بخرق الهدنة في شرق أوكرانيا