قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة في ختام فعاليات منتدى دافوس، إن "أمريكا أولا ليست أمريكا وحدها" في مسعى لطمأنة قادة العالم وشركاء بلاده التجاريين والدبلوماسيين، بعد انتقادات واسعة وجهت لسياساته خصوصا "الحمائية" من مشاركين في هذا الموعد الاقتصادي العالمي.
وقال ترامب الذي سعى في خطابه بشكل كبير إلى طمأنة الشركاء التجاريين والدبلوماسيين للولايات المتحدة"سأطرح دائما شعار أمريكا أولا، كما يتعين على قادة البلدان الأخرى أن يفعلوا أيضا. لكن أمريكا أولا لا تعني أمريكا وحدها".
وأضاف "أنا هنا لأمثل مصالح الشعب الأمريكي ولأؤكد صداقة الولايات المتحدة وتعاونها لبناء عالم أفضل".وأوضح الرئيس الأمريكي أمام مؤتمرين يؤمنون بمبادئ التبادل الحر والتعددية "نحن نؤيد التبادل الحر، لكن يجب أن يكون عادلا، ويجب أن يكون متبادلا".
مداخلة موفد فرانس24 إلى دافوس
"الصحافة الشريرة"!
ولتحقيق ذلك، دعا إلى التصدي لـ"السلوكيات الشرسة" والتطاول "الكبير"على الملكية الفكرية و"المساعدات الصناعية"و"التخطيط ."وبذل كل ما في وسعه لإقناع أرباب المال ورؤساء الشركات بأن "أمريكا هي المكان الملائمللقيام بالأعمال" مع نموها القوي وبورصاتها المزدهرة.
ورغم أنه التزم خطابا احترافيا طوال خمس عشرة دقيقة وحصد تصفيقا هادئا، وجه ترامب على عادته انتقادا إلى قناة الصحافة، فخلال حديثه مع كلاوس شواب عن مسيرته قال "الصحافة كانت جيدة جدا معي حين كنت رجل أعمال. لكنني لم أدرك إلى أي مدى يمكنها أن تكون شريرة وكاذبة إلا حين أصبحت سياسيا". وسرعان ما قوبل كلامه بصيحات استهجان.
الروس والرئاسيات الأمريكية!
في سياق آخر، نفى الرئيس الأمريكي الأنباء التي نشرتها وسائل إعلام قالت إنه أمر العام الماضي بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق باحتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يتراجع تحت الضغوط.
وقال ترامب أمام الصحافيين لدى وصوله، إنها "أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من نيويورك تايمز".
وكانت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" قد ذكرتا الخميس أن ترامب أصدر في 2017 الأمر بإقالة مولر، لكن تهديد المستشار القانوني للبيت الأبيض دون ماكغان بالاستقالة حمله على التراجع.
ويتولى مولر التحقيق في الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين خلال الاقتراع الرئاسي في 2016 وهو ما نفاه ترامب مرارا واعتبره تعديا على شرعية رئاسته. وصرح محامي البيت الأبيض تاي كوب"نمتنع عن التعليق حاليا احتراما لمكتب المستشار القانوني".
تحية إلى أفريقيا واعتذار للمسلمين!
وطلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاغاميه الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي أن ينقل "تحيات حارة" إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات "المهينة"بحق دولهم والمنسوبة للرئيس الأمريكي. كما هنأ ترامب كاغاميه بتوليه الرئاسة الدورية للكتلة التي تضم55 دولة، والتي قال ترامب إنها "شرف عظيم".
وكان الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة في 28 و29كانون الثاني/يناير في أديس أبابا، قد ندد منتصف كانون الثاني/يناير بتصريحات ترامب عن "الدول الحثالة" في القارة الأفريقية.
من جهة أخرى صرح الرئيس الأمريكي أنه مستعد للاعتذار عن إعادته نشر تغريدات تتضمن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة "بريطانيا أولا"، ما أثار جدلا في المملكة المتحدة.
وقال في مقابلة مع قناة "آي تي فيا "لبريطانية للصحافي بيرس مورغان الذي يحاوره "إذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك".
نهاية تنظيم "الدولة الإسلامية"
في موضوع آخر، قال ترامب إن قوات التحالف بقيادة واشنطن استعادت تقريبا كافة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.وصرح في كلمته في دافوس "التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية استعاد 100 بالمئةت قريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا".
وأضاف "معارك" أخرى ما زال يتعين خوضها "لترسيخ" هذا التقدم. وقال "نحن عاقدو العزم على ألا تعود أفغانستان ملجأ للإرهابيين".