تجاهلت تركيا وأذربيجان تحذير الولايات المتحدة الصارم لإخضاع الدول التي تتواصل في التعاون مع إيران لقيود اقتصادية، فإن أنقرة لا تنوي وقف تجارتها مع طهران. بالمقابل، وعدت السلطات الإيرانية بتلبية احتياجات تركيا بالكامل في موارد الطاقة.
وقال الرئيس اللإيراني حسن روحاني في منتدى الأعمال التركي الإيراني في أنقرة، إن بلاده تتوقع جذب الاستثمار التركي، لا سيما في صناعة البتروكيماويات. ووصف روحاني سياسة العقوبات لواشنطن بأنه "حصار قاس وغير عادل"، معترفاً بأن العقوبات قد تضر بالاقتصاد. ومع ذلك، وكما يعتقد الزعيم الإيراني، فإن طهران ستكون قادرة على "لفها لصالحها". وفي هذا ليس الدور الأخير الذي خصصه لأنقرة. ووفقا له، في هذا الوقت العصيب، يجب على تركيا وإيران تعزيز العلاقات بين البلدين "وتحويل اقتصاداتهما إلى وحدة واحدة، بحيث لا يمكن لأحد أن يضعفها".
في المقابل، وعد الرئيس التركي أردوغان بأن أنقرة لن تترك طهران، في حين تتخذ قرارات غير منصفة ضده، وكما هو محتمل، ستزيد التجارة التركية الإيرانية وصولاً إلى 30 مليار دولار.
في هذه الأثناء، يعتبر العديد من الخبراء والمحللين أن مثل هذه الجرأة في أنقرة لها خطورة للغاية. حتى الدول العظمى مثل روسيا والصين لم تعارض واشنطن. وعلى الرغم من التصريحات الأولية بأن العقوبات ضد إيران والتهديدات بمعاقبة العصاة لا تخيفهم، فإن الشركة الوطنية الصينية للنفط والغاز، وبعدها، شركة "روس نفت" الروسية، أوقفتا أيضا العلاقات التجارية مع طهران ورفضتا تنفيذ المشاريع المخططا معها. كما استسلمت شركة "زاروبيزنفت" الروسية المملوكة للدولة.
صحيح أن المدير السابق للأبحاث والتكنولوجيا في شركة النفط الوطنية الإيرانية، محمد علي عمادي، متفائل ويرى أن كل هذه العقدات أمر مؤقت. ويقول إن شركات النفط والغاز في الصين وروسيا الآن تشعر بالقلق من الضرر الذي يهدد ممتلكاتها في الولايات المتحدة ، ولكن حالما يتغير الوضع السياسي، "سوف يستأنف بعضها التعاون مع إيران".
طبعاً، يرحب محمد علي عمادي قرار تركيا، "وعلى الرغم من خلافات عديدة بين طهران وأنقرة"، فإنه يتوقع تعاوناً مثمراً بين البلدين.
في غضون ذلك ، لن توقف أذربيجان مشاريعها المشتركة مع إيران. كما صرح رئيس مركز أبحاث النفط في بحر قزوين، إلهام شعبان لـ haqqin.az، على الرغم من أن العقوبات ستؤثر بطريقة ما على العلاقات الاقتصادية لأذربيجان مع إيران، إلا أنها ستتطور أكثر.
إلهام شعبان
قال الخبير الأذربيجاني: إنه "بموجب المعلومات الصادرة عن وزارة التنمية الاقتصادية والصناعة في أذربيجان، يقدر إجمالي استثمارات الشركات الإيرانية في اقتصاد أذربيجان اليوم بمبلغ 3.1 مليار دولار. ويجري تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرئيسية المشتركة، ولا سيما بناء السكك الحديدية بين الشمال والجنوب. هناك الكثير من الأمور التي تربط بين بلدينا، لذلك لا أعتقد أنه سيتوقف كل شيء بسبب العقوبات الأمريكية".
وبالتالي، فإن موقف أذربيجان وتركيا، في الواقع، ينقذ اقتصاد البلد المجاور. من المفترض أن إيران ستقدر هذا الموقف وتظهر نفسها كصديق وحليف مخلص.
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف