بدأت عملية العبور "مرحبا" التي ينظمها المغرب سنويا خلال العطلة الصيفية، لاستقبال جاليته المقيمة بالخارج، وسط ترقب أن يشهد عدد القادمين من المغاربة نحو بلدهم ارتفاعا كبيرا خلال الشهرين القادمين. وستتميز عملية "مرحبا" لهذه السنة، بمرورها، من جديد، عبر الموانئ الإسبانية وعبر سبتة ومليلية شمال المغرب، بعد توقف دام لمدة سنتين بداية بسبب إغلاق المغرب لحدوده خلال جائحة كوفيد19، ثم في ظل أزمة ديبلوماسية عصفت بالعلاقات بين مدريد والرباط. وقد كلف ذلك الوضع إسبانيا خسائر وصفتها مصادر إسبانية بالهامة.
على مدار أشهر، لم يتمكن مئات الآلاف من المسافرين من العبور نحو المغرب عبر الموانئ الإسبانية وعبر مدينتي سبتة ومليلية شمال البلاد، بسبب إغلاق المغرب حدوده لأشهر خلال الجائحة، ثم اندلاع أزمة ديبلوماسية بين مدريد الرباط، واتخاذ هذه الأخيرة، العام الماضي، قرارا يقضي باستثناء الموانئ الإسبانية من عملية العبور.
وفي مطلع أبريل المنصرم، توصل البلدان إلى الاتفاق على خارطة طريق لتطبيع العلاقات بينهما، بعد تغير موقف إسبانيا من قضية الصحراء، إذ باتت تصف مقترح المغرب بشأن منح حكم ذاتي للصحراء بأنه "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل هذه القضية التي طال أمدها والتي تضر بإمكانيات تحقيق التنمية في المنطقة.
لم تمر أيام على انتهاء الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا حتى اجتمعت لجنة من البلدين بهدف تحديد شروط اتفاق جديد لعملية العبور. وجاء في بيان أصدرته حينها السلطات المغربية، أن الخطوط البحرية مع إسبانيا، التي تمثل 95% من رواج المسافرين خلال عملية مرحبا، ستعرف تسخير 23 سفينة، منها 14 سفينة للركاب على الخط الرئيسي طنجة المتوسط -الجزيرة الخضراء، إضافة إلى سفينتين سيتم تخصيصهما لنقل شاحنات البضائع.
وعملية العبور، هي عملية سنوية ينظمها المغرب من أجل تسهيل عبور المسافرين الذين يُشكل أكثر من 80 بالمائة منهم من المغاربة المقيمين في الخارج، لمضيق جبل طارق، لقضاء العطلة الصيفية. وتشمل العملية تتضمن موانئ جنوب إسبانيا كموتريل ومالقا والجزيرة الخضراء وطريفة وألميريا، إضافة إلى مينائي سبتة ومليلية شمال المغرب، وموانئ طنجة المتوسط وطنجة المدينة وميناء الناظور.
ولتأمين عملية العبور، سيتم تعبئة أكثر من ألف شخص، من أطبّاء ومساعدين اجتماعيّين ومتطوّعين، لمساعدة المغاربة المقيمين بالخارج في الموانئ والمطارات وسواها من مراكز الراحة.