ألقي رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف، كلمة أمام "قمة الجنوب العالمي" طالب خلالها بضرورة ضمان أمن الطاقة والأمن الغذائي للدول النامية، وإنشاء سلاسل لوجستية وقيمة عالمية، والمساعدة في جذب الاستثمار والتقنيات الحديثة. ودعم تطوير الممر الدولي "شمال- جنوب". لتنشيط حركة التجارة.
وأشار ميرضيائيف إلي تفاقم التناقضات والصراعات المختلفة والعواقب السلبية للأزمة الاقتصادية التي يواجهها المجتمع الدولي. حيث يشهد العالم تراجعاً في الحوار المفتوح والثقة المتبادلة في العلاقات الدولية.
وقال رئيس أوزبكستان، إن وباء فيروس كورونا، وقضايا الأمن الغذائي وأمن الطاقة، والمشاكل البيئية كان لها تأثير سلبي على آفاق التنمية العالمية. وفي مثل هذه البيئة المليئة بالتحديات، تظهر العديد من العقبات الجديدة، لا سيما أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدول النامية. فقد أصبح المبدأ الرئيسي للأمم المتحدة، "لا تترك أحداً خلفك"، أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
وأشار ميرضيائيف إلي الإصلاحات واسعة النطاق التي تشهدها أوزبكستان الجديدة. حيث يتم تعريف كرامة الإنسان ومصالحه على أنه هدف أساسي لسياسة أوزبكستان. وإن جوهر استراتيجيتنا التنموية هو إرساء سيادة القانون وتنمية رأس المال البشري وبناء مجتمع مدني عادل وقوي. فلقد وضعنا خطة كبيرة للمستقبل القريب لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، وخفض نسبة الفقر في البلاد إلى النصف. ولتحقيق هذه الأهداف، تم إعلان عام 2023 في أوزبكستان "عام رعاية الإنسان والتعليم الجيد". حيث يتم تهيئة جميع الظروف في أوزبكستان لتوسيع فرص التعليم والمهن الحديثة. ويتم التركيز بشكل خاص على الحماية الاجتماعية الفعالة للأشخاص المحتاجين، وتزويدهم بخدمات طبية مؤهلة وعالية الجودة.
وقدم الرئيس شوكت ميرضيائيف عدداً من المقترحات لعرضها علي قادة مجموعة العشرين التي من المقرر أن تستضيفها الهند هذا العام:
أولاً: تحسين نظام التجارة الدولية الحالي، حيث لابد أن يؤخذ "صوت الجنوب العالمي" في الحسبان، وذلك بتهيئة الظروف الضرورية لاستغلال إمكانات الدول النامية. فلا تزال الدول النامية تواجه صعوبات وقيوداً مختلفة في دخول الأسواق الرئيسية. فضلاً عن أسواقها المحلية الكبيرة.
ثانياً: تطوير مناهج مشتركة لتهيئة بيئة تنافسية عادلة على المستوى العالمي.
ثالثاً: أن جدول أعمال القمة العالمية يجب أن يتضمن قضايا ضمان الطاقة والأمن الغذائي للبلدان النامية، وإنشاء سلاسل لوجستية وقيمة عالمية، والمساعدة في جذب الاستثمار والتقنيات الحديثة.
رابعاً: دعم عملية تطوير الممر الدولي "شمال - جنوب"، باعتباره أحد ممرات النقل الرئيسية في منطقة أوراسيا. حيث يتم بناء خط سكة حديد يمر عبر أفغانستان إلى المحيط الهندي بهدف تعزيز الربط بين وسط وجنوب آسيا. ندعو شركائنا للمشاركة في تنفيذ هذا المشروع المهم للغاية.
خامساً: تظهر فجوة تقنية هائلة بين الدول المتقدمة والنامية، وتتزايد هذه الفجوة خلال الانتقال إلى "الاقتصاد الأخضر". ولذلك فإننا نري أن الوقت قد حان لإنشاء "قاعدة بيانات للتقنية والابتكارات الخضراء" للجنوب العالمي بدعم من الدول الرائدة في العالم.
سادساً: تطوير رأس المال البشري وتحسين جودة التعليم المهني.
وأكد الرئيس ميرضيائيف علي أن "التنمية التي تتمحور حول الإنسان"، يجب أن يحتل تعليم الشباب فيها المكانة الرئيسية. كما يجب أن مشاركة الشباب الموهوب على نطاق واسع في تطوير البرامج الوطنية والدولية في مجال تغير المناخ، والاستخدام الرشيد لموارد المياه، والطاقة البديلة، والرقمنة وغيرها من المجالات ذات الأولوية. واقترح في هذا الصدد، إنشاء منبر للحوار في أوزبكستان تحت عنوان "صوت الشباب".