فى خطوة تهدف لمعالجة التغيرات المناخية، بدأت دول العالم تتجه إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر، لخلوه من أى انبعاثات ضارة بالبيئة، من خلال استخدامه كوقود مباشر فى وسائل النقل المختلفة، إذ يتم استخلاصه من الماء بفصل الهيدروجين عن الأكسجين بواسطة أجهزة التحليل الكهربائى التى تعمل بالطاقة المتجددة المستمدة من الرياح أو الشمس أو الطاقة الكهرومائية.
وتسعى شركات النقل العالمية إلى التحول إلى الطاقة النظيفة ومنها مجموعة «ميرسك» العالمية للنقل البحرى والتى أعلنت أن استراتيجيتها للوصول لصفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040، تعتمد على استخدام الهيدروجين الأخضر لتسيير سفنها.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط التى تتمتع بإمكانات تؤهلها للإسهام فى دعم التوجه العالمى نحو الهيدروجين الأخضر، فقد أنتجت مصر الهيدروجين الأخضر وقامت بتحويله إلى أمونيا ليتم تصدير أول شحنة منها إلى الهند، كما أنشأت الإمارات العربية المتحدة محطة متكاملة لتموين السيارات بالهيدروجين الأخضر.
محطة أدنوك للهيدروجين الأخضر بمدينة مصدر فى الإمارات العربية المتحدة، وهى محطة متكاملة يتم بداخلها إنتاج الهيدروجين وتموين السيارات به ومساحتها لا تتجاوز 300 متر. وأوضحت الشركة أنه تم الإعلان عن خطط إنشاء أول محطة فائقة السرعة للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر فى يوليو 2023، ومنذ ذلك الوقت تم تطوير البنية التحتية اللازمة للمشروع بالإضافة للعمل على توفير المواد الخام من الموردين، والاتفاق مع مصنّعى السيارات للحصول على المركبات الهيدروجينية اللازمة لتشغيل المشروع.
وأضافت أدنوك للتوزيع، نتطلع إلى نتائج هذا المشروع التجريبى، من خلال دراسة جدوى حول إمكانية نشر تطبيقات تكنولوجيا وقود الهيدروجين للاستخدام على نطاق واسع على مستوى دولة الإمارات، بالإضافة للأسواق العالمية التى نتواجد فيها مثل مصر والسعودية.
وأشارت الشركة إلى أن هذا المشروع التجريبى يعتبر أحدث المبادرات التى نهدف من خلالها لدعم التحول المستدام وتطوير قطاع التنقل، مؤكدة أن المركبات التى تعتمد على طاقة الهيدروجين والكهرباء فى تشغيلها سيكون لها دور محورى فى تسريع جهود التحول فى مجال الطاقة، خاصة فى ظل التزامنا القائم وحرصنا الدائم على توفير الاحتياجات المتغيرة لعملائنا.
وأوضحت أدنوك للتوزيع: تعتبر محطة «H2GO» فائقة السرعة للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر هى الأولى من نوعها فى المنطقة، وسيتم من خلالها اختبار المركبات عديمة الانبعاثات التى تعمل بوقود الهيدروجين، وإجراء دراسة جدوى حول إمكانية تعميم التجربة على مستوى دولة الإمارات.
وتابعت الشركة: سيتم توفير أسطول المركبات التى تعتمد على وقود الهيدروجين فى تشغيلها من قبل شركات «تويوتا» و«الفطيم للسيارات» و«بى إم دبليو»، لخدمة المشروع التجريبى طوال فترة الدراسة. ويهدف مشروع المحطة التجريبية لجمع البيانات، ودراسة الجدوى وإمكانية تعميم تجربة استخدام مركبات الهيدروجين على نطاق واسع فى المستقبل، ومن المتوقّع أن يساهم المشروع فى تطوير تطبيقات عمليّة وحلول مستدامة لاستخدامات الهيدروجين كمصدر للوقود فى المنطقة.
وقالت الشركة: تنص استراتيجيتنا للنمو الذكى، على استكشاف فرص توسع أعمالنا فى الأسواق الجديدة والواعدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، ونقوم حاليا بتشغيل 67 محطة خدمة فى السعودية. بالإضافة لاستحواذنا فى وقت سابق من العام 2023 على حصة 50% فى شركة توتال إينيرجيز للتسويق ــ مصر، ونحن ملتزمون بخفض البصمة الكربونية لعملياتنا بنسبة 25% بحلول 2030، ويشمل ذلك الأسواق الجديدة التى دخلناها مؤخرا والمستهدفة مستقبلا، ونشر حلول تكنولوجيا الهيدروجين للاستفادة منها فى الإمارات والأسواق الأخرى التى نعمل فيها.
وأوضحت الشركة، تخصيص مجموعة أدنوك، والتى تتبعها شركة «أدنوك للتوزيع»، استثمارات بقيمة 15 مليار دولار بصورة مبدئية لتطوير وتسريع الحلول منخفضة الكربون والاستثمار فى الطاقات الجديدة وتقنيات الحدّ من الانبعاثات لخفض كثافة انبعاثات الكربون من عملياتها بنسبة 25% بحلول عام 2030 وتمكين طموحها بتحقيق الحياد المناخى بحلول عام 2045. وأكدت شركة أدنوك للتوزيع، تستطيع المحطة إنتاج 4.5 كيلوجرام من الهيدروجين لكل ساعة، فى حين تبلغ سعة خزان الوقود لكل مركبة 5 كيلوجرامات، ولكن يتم ملء خزان السيارة خلال 3 دقائق تقريبا.
ويشير تقرير مراجعة الهيدروجين عالميا 2023 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية «IEA»، إلى أنه وفقا للانتشار المتصور لأجهزة التحليل الكهربائى فى العقد القادم، يمكن أن تنخفض التكلفة الرأسمالية بفضل الإنتاج الضخم، بحيث تنخفض تكلفة جهاز التحليل الكهربائى بنسبة 50% بحلول عام 2025 مقارنة بالعام الحالى، وبنسبة 60% بحلول عام 2030 لتصل إلى نحو 720 ــ 810 دولارات/ للكيلو وات. وهذا الانخفاض فى التكلفة يمكن أن يؤدى إلى خفض حصة النفقات الرأسمالية فى تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى النصف بافتراض بقاء جميع المقاييس الأخرى ثابتة.