عكست زيارة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى العراق بشأن التنسيق بين البلدين في مجال الطاقة مسعى من المملكة لجس نبض العراق حيال تعاون يُحدث توازنا مع إيران ذات النفوذ المتجذر في البلاد، وفي الوقت نفسه يكون بديلا يساعد الرياض على التحرر من العبء الروسي في أوبك+.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في اجتماع مع وزير الطاقة السعودي أهمية تطابق الرؤى للحفاظ على استقرار سوق النفط.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيان إن السوداني يرحب بدخول الشركات السعودية إلى السوق العراقية، وإنه ناقش مع الأمير عبدالعزيز بن سلمان مسألة توسيع الشراكات الاقتصادية بين البلدين.
ومن مصلحة السعودية التحرك ليكون العراق قوة كبرى في قطاع الطاقة تساعدها على إحداث توازنات تحتاجها الرياض لتعوض الدور الروسي الذي أمامه سنوات طويلة من المقاطعة والعقوبات الغربية. كما أن حاجة موسكو إلى ضخ المزيد من النفط ولو بطرق ملتوية وخارج التوافق ستحبط سعي المملكة لخفض الإنتاج بالطريقة التي تبقي الأسعار في المستوى الذي تحتاجه السعودية لتحصيل العائدات الكافية لتمويل مشاريعها الكبرى.
وستكسب الرياض بأن تسجل حضورا في بغداد تأخر كثيرا ويوازن إلى حد ما الدور الإيراني، خصوصا وأن البقاء الأميركي في العراق صار مشكوكا فيه، ما يحول البلد إلى ملعب مفتوح أمام أجندات إيران سياسيّا واقتصاديا وأمنيا.
وما يفسر هذا الاهتمام أن المملكة بعثت إلى العراق أحد أهم وزرائها وهو ابن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في رسالة متعددة الأوجه، وإن كان البارز منها جانب الطاقة وبحث السعوديين عن توسيع دائرة الحلفاء في أوبك وأوبك+ لتفادي المفاجآت التي قد تأتي من خارج المنظمتين كما من داخلهما، وخاصة في ظل القلق السعودي من روسيا.