عواصم - وكالات -أذعن رئيس كاتالونيا كارليس بوتشمعون امس، إلى دعوات محلية واقليمية، للتراجع عن اعلان انفصال الاقليم، والاستقلال عن اسبانيا، والعودة لطاولة الحوار مع مدريد.
وقال بوتشمعون الذي ارجأ خطابه أمام البرلمان الاقليمي لمدة ساعة لوجود اتصالات ترتبط بوساطة دولية «انه يقبل تفويض الشعب لكي تصبح المنطقة «جمهورية مستقلة» لكنه اقترح تعليق التطبيق الفوري لاعلان الاستقلال لكي يفسح المجال أمام الحوار.
وقال بوتشمعون أمام برلمان كاتالونيا «انا اقبل تفويض الشعب لكي تصبح كاتالونيا جمهورية مستقلة» لكنه طلب من البرلمان «تعليق اعلان الاستقلال من اجل بدء الحوار في الاسابيع المقبلة».
وكانت كل من مدريد والاتحاد الأوروبي حذرتا رئيس كاتالونيا الانفصالي كارليس بوتشمعون من إعلان الاستقلال، وسط مخاوف محلية وأوروبية. وكثفت الشرطة الاجراءات الأمنية في محيط برلمان الإقليم في برشلونة حيث منع الناس من الوصول إلى الحديقة التي تضم المبنى.
وفي مدريد، وجهت الحكومة الاسبانية تحذيرا شديد اللهجة للرئيس الكاتالوني في وقت تحاول التعامل مع أسوأ أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ عقود.
وقال المتحدث باسم الحكومة الاسبانية انييو منديز دي فيغو «اطلب من بوتشمعون الا يقوم باي خطوة لا يمكن الرجوع عنها والا يسلك أي طريق لا يمكن العودة عنه، والا يدلي باي اعلان احادي الجانب للاستقلال».
من جهته، حث رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الرئيس الكاتالوني على تجنب اتخاذ أي قرار قد يجعل «الحوار مستحيلا».
ويعتبر مستقبل الاقليم على المحك خاصة وأن سكانه البالغ تعدادهم 7.5 مليون نسمة منقسمون بشدة على مسألة استقلال كاتالونيا - منبع قوة اسبانيا الاقتصادية والتي أثار سعيها إلى الانفصال القلق بشأن الاستقرار في الاتحاد الأوروبي برمته.
وأما رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي فتعهد باستخدام كل سلطته القانونية لمنع الاستقلال فيما رفض حتى استبعاد وضع الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت سلطة مدريد المباشرة في تحرك غير مسبوق يخشى كثيرون من أنه قد يثير اضطرابات.
وصوت نحو 90 بالمائة ممن شاركوا في الاستفتاء لصالح الاستقلال إلا أن الرقابة على عملية الاقتراع كانت ضعيفة فيما قاطعها الكثير من الكاتالونيين بينما شهدت حملة قمع عنيفة من قبل الشرطة الاسبانية.
ويوم الاثنين، حذرت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولاو، التي تتمتع بشعبية واسعة، من أن إعلان الاستقلال بشكل أحادي قد يشكل خطرا على «التماسك الاجتماعي».
وعلى مدى الأسبوع الماضي، خرج مؤيدو ومعارضو الاستقلال في مسيرات ضخمة في برشلونة، ما سلط الأضواء على الانقسامات التي تعاني منها كاتالونيا. وتراقب دول الاتحاد الأوروبي التطورات عن كثب وسط مخاوف من أن استقلال كاتالونيا قد يفاقم الضغوط على التكتل الذي لا يزال يحاول التعامل مع تداعيات قرار بريطانيا الانسحاب منه.
وأعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن ثقته بأن يتم حل الأزمة في كاتالونيا سلميا قائلا «هناك محاولة للاستيلاء على السلطة من قبل الكاتالونيين. آمل بأن يتم التعامل معها بشكل سلمي وأعتقد أن هذا هو ما سوف يحصل» مشيرا إلى أن الكاتالونيين تدفعهم «أنانية اقتصادية تخيفني».
وصرح رئيس غرفة التجارة الاسبانية خوسيه لويس بونيت لإذاعة «اس أي ار» أن إعلان الاستقلال بشكل أحادي سيشكل «كارثة» بالنسبة لاسبانيا وأوروبا حيث «سيعني ذلك عدم استقرار كبير».
وتعود مطالب كاتالونيا التي تملك لغتها وتقاليدها الخاصة، إلى قرون.