تفيد يوميات أوراسيا أن رئيس الموسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة (IEPF) السيد أومود ميرزاييف تقدم بنداء إلى رئيس البرلمان الأوروبي السيد أنطونيو تاياني.
رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني
يعبر الخطاب عن الاعتراض الشديد لزيارة غير شرعية لأربعة أعضاء في البرلمان الأوروبي بسوء الاستعمال لصلاحياتهم وإصدارهم البيانات التي تضم محاولات تبرير حادث احتلال الأراضي الأذربيجانية وكذلك تأييدهم لنشاطات اللوبي الأرمني الذي يعيق التسوية السلمية للنزاع.
يدعو الخطاب إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لتقدير علاقات البرلمانيين الأوروبيين لارس آداكتوسون وتشارلز تانوك وايليني تيوهاروس وميشيل ريفاس مع النظام المجرم وفعالياتهم على أساس متطلبات القانون الدولي والمبادئ الأخلاقية.
عضو البرلمان الأوروبي من السويد لارس آداكتوسون
فيما يلي النص الكامل للخطاب:
معالي السيد أنطونيو تاياني،
رئيس البرلمان الأوروبي
ونود مخاطبتكم بطلب النظر في مسألة سوء الاستعمال للصلاحيات من قبل كل من السيد لارس أداكتسون والسيد تشارلز تانوك والسيدة إليني تيوهاروس والسيدة ميشيل ريفاس.
ونناشدكم بالنيابة عن الموسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة (IEPF) المسجلة رسمياً في عام 1992، كمنظمة غير حكومية عاملة على المستوى الدولي في الساحة السوفيتية السابقة وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. وللمنظمة الوضع الاستشارى الرئيسى في المجلس الاقتصادى والاجتماعى للامم المتحدة (ECOSOC). ويتمثل أحد الأنشطة الرئيسية للموسسة في التعامل مع الناس المتضررين من الحرب من اللاجئين والمشردين الداخليين، بما في ذلك النزاع الأرميني الأذربيجاني حول قاراباغ الجبلية.
وبصياغة خطابنا هذا نعرب عن أسفنا البالغ ونلفت نظركم إلى فعاليات بعض البرلمانيين الأوروبيين المضرة لتنمية العلاقات الديناميكية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وبالتالي بين الشعوب ومنظمات المجتمع المدني.
ولا تتعارض الخطوة التي اتخذها بعض أعضاء البرلمان الأوروبي مع المعايير الدبلوماسية والقانون الدولي فحسب، بل تتعارض أيضا مع المبادئ الأخلاقية الأساسية.
أكد عضو البرلمان الأوروبي من حزب الشعب الأوروبي السيد لارس آداكتسون بزيارته للأراضي الأذربيجانية المحتلة التي تمارس أرمينيا فيها سياسة التطهير العرقي بما فيه مأساة خوجالي التي تعتبر أيضاً جريمة ضد الإنسانية وحادث الإبادة الشاملة على أنه يؤيد الاحتلال والعدوانية والتطهير الدموي في حق أكثر من مليون شخص مضطر إلى النزوح من هذه الأراضي.
تعتبر هذه الزيارات غير الشرعية انتهاكاً سافراً لقوانين أذربيجان وأنها توصل جهود مجموعة مينسك لمنظكة الأمن والتعاون في أوروبا الرامية إلى تسوية النزاع في قاراباغ الجبلية من خلال المفاوضات السلمية وتعارض أربعة قرارات لمجلس الامن لمنظمة الأمم المتحدة إلى العدم.
قام عضو مجموعة "المحافظين والاصلاحيين الأوروبيين (ECR)" السيدة ايليني تيوهاروس (قبرص) بزيارة غير شرعية لإقليم قاراباغ الجبلية، وحتى صرحت أنها تدعم الذين يناضلون من أجل حريتهم.
من ناحية أخرى يؤيد بعض البرلمانيين الآخرين القوى المناهضة لأذربيجان بصراحة بعرض الموقف غير البناء والمنحاز وببذل كل جهود ممكنة لنفي كل الأعمل المنجزة بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي. وأنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتأييد جهودهم غير المبررة في دعم العدوانية وسياسة الاحتلال التي تنتهجها أرمينيا.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1994، يواصل الأرمن قتل المدنيين الأذربيجانيين المقيمين بالقرب من خط المواجهة. وفي 4 يوليو/ تموز، نتيجة الهجوم العمدي والمخطط مسبقاً للقوات المسلحة الأرمنية على السكان المسالمين والمؤسسات المدنية في قرية آلخانلي(Alkanly) الأذربيجانية قتلت السيدة غولييفا صاحبه (من مواليد عام 1967) وحفيدتها غوليفا زهراء البالغة عامين من العمر. ومن الجدير بالذكر أن هذا المكان يقع بعيداً بما فيه الكفاية عن المواقع العسكرية. وهذا الحادث يمكن من القول إن القوات الأرمينية كانت تستهدف السكان الأبرياء عمداً.
ومن بداية الصراع، أصبح العديد من الأطفال الأذربيجانيين ضحايا للعدوان الأرميني: قتل 193 طفل أذري وجرح المئات ويعتبر 61 طفلاً من المفقودين، 27 طفلاً لا يزال في الأسر الأرمني. يقتل الأطفال الأذربيجانيون بالأسلحة الأرمينية. ولا يزال االعشرات يموتون لأن المجتمع الدولي لا يشير إلى المعتدي علناً على مدى ثلاثة عقود ويشجع إفلات أرمينيا من العقاب ومواصلة سياستها العدوانية. هذه جريمة الحرب.
جاء في الرسالة المفتوحة للسيد نوريك نيكولايبف، مقرر البرلمان الأوروبي في شئون أذربيجان، والسيد ريزارد تزارنكي، نائب رئيس البرلمان الأوروبي: " يجب التوقف فوراً عن القتل العشوائي للمدنيين من النساء والأطفال. كما تبين أن حادث القتل هذا وقع في قرية آلخانلي في إقليم فضولي في أذربيجان جراء قصف السكان الأبرياء للقرية براجمات القنابل. ثبت أن قتل الزهراء وجدتها كانت نتيجة الهجمات التي شنتها القوات المسلحة الأرمنية على المدنيين الأذربيجانيين العزل ".
اتهم عضو مجموعة "المحافظين والاصلاحيين الأوروبيين (ECR)" السيد تشارلز تانوك (بريطانيا العظمى) بدوره الحكومة الأذربيجانية في استخدام السكان المدنيين كدرع بشري وهذا مخالف لاتفاقية جنيف.
لا يزال أكثر من 20 بالمائة من أراضي أذربيجان، بما في ذلك قراباغ الجبلية و7 مناطق مجاورة تحت الاحتلال الأرمني لأكثر من 25 عاماً. في أذربيجان، كل شخص من 8 أشخاص هو لاجئ أو مشرد. هناك أكثر من 1.2 مليون لاجئ ومشرد داخلي. يعيش الناس في القرى قرب خط المواجهة تحت تهديدات القتل من قبل المسلحين الأرمن ويرفضون الانتقال من منازلهم وأوطانهم التي عاشوا فيها منذ المئات من السنوات. ولذلك لا يمكن إطلاقاً الحديث عن الاستفادة منهم كدرع بشري.
وفي 16 يونيو/حزيران 2015، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكماً في قضية "تشيراغوف وغيره من الأشخاص ضد أرمينيا". وينص القرار على أن قاراباغ الجبلية ومنطقة لاشين والأراضي المجاورة الأخرى تحت الاحتلال. يدل هذه القرار على موقف أرمينيا المخالف للقوانين واللوائح والاتفاقيات القائمة.
نود أيضا أن نحيطكم بعلم أنه في 27 فبراير2018، ينوي عضوا البرلمان الأوروبي السيد لارس أداكتوسون والسيدة ميشيل ريفاس عقد الحفل عن قاراباغ الجبلية في مبنى البرلمان الأوروبي. وستعقد مؤسسة توفنكيان الأرمنية للمركز القانوني وحقوق الإنسان والاتحاد الأرميني الأوروبي "من أجل العدالة والديمقراطية" هذا الحفل بدعم مالي من اللوبي الأرميني. في 28 فبراير 2018، سيعقد مؤتمر "قاراباغ الجبلية والاتحاد الأوروبي سنوات 1988-2018" في مبنى البرلمان الأوروبي (غرفة JAN 6Q2). وسيعقد هذا المؤتمر تحت رعاية الاتحاد الأرميني الخيرية العامة ومجموعات من الجاليات الأرمينية في أوروبا والمجموعة الأوروبية لأصدقاء أرمينيا.
نعلم أن المجتمع المدني في أذربيجان يرحب دائماً بالمعايير والقيم الأوروبية، كما يرحب بالاندماج في الاتحاد الأوروبي. ويقلل هذا السلوك الذي ينتهجه بعض أعضاء البرلمان الأوروبي من ثقة الشعب الأذربيجاني في رغبة الاتحاد الأوروبي في دعم التسوية السلمية للصراع وتعميق إدماج أذربيجان.
كما نعلم أن الاتحاد الأوروبي يؤيد السلامة الإقليمية لبلدان الشراكة الشرقية وسيادتها. إن زيارات بعض النواب للأراضي الأذربيجانية المحتلة واتصالاتهم بالنظام المجرم الذي أنشئ في قاراباغ الجبلية تؤدي إلى تفاقم العلاقات بين شعبي أرمينيا وأذربيجان وتقوض إمكانية التقارب بين الشعبين.
وندعو إلى منع استخدام الاتحاد الأوروبي باعتباره منصة ضد أذربيجان وعقد الاحتماعات المؤيدة للأنظمة غير الشرعية المنشأة في الأراضي الأذربيجانية المحتلة وزيارت أعضاء البرلمان الأوروبي للأراضي الأذربيجانية المحتلة.
مع خالص التقدير والامتنان،
أومود ميرزايف
رئيس المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة