ما نسمعهُ يومياً من حديثٍ لبعض القوى الكردية والشخوص الراديكالية ، عن نيّتها انشاء إقليم أو بالأحرى دوله مستقلة في شمال شرق سورية ، بعد ضمّ مناطق جديدة لمناطق تواجد الاكراد بسورية ، ما هو إلّا حديث يدل على انتهازية بعض الاكراد الراديكاليين ، ومن يقف بصفّهم ، فلقد أثبتت المرحلة الحالية وخصوصاً مع مايجري بالرقة، انتهازية بعض قادة الأكراد السياسيين ، وهذه الانتهازية تجعلهم يتعاملون مع الدولة السورية ، للحصول على مكتسبات قومية من جهة ، فيما يتعاملون مع ما يُسمى القوى الدولية الداعمة لما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة منها والمتطرفة منها .. على أساس أنهم فصيل أساسي من فصائل المعارضة .
وهنا بالتحديد لا يمكن إنكار حقيقة أن طيف ليس بقليل من اكراد سورية ، مازالوا بخندق سورية الدولة ووحدتها ، واليوم بسورية ، تمتد مناطق تواجد الاكراد على مساحاتٍ محدودة إلى حدّ ما بشمال وشمال شرق سورية “عين العرب ، عفرين ، رأس العين ، القامشلي ، جرابلس ، الحسكة “ ، وهم يشكلون ما نسبتهُ 4% تقريباً من عدد سكان سورية ، وهنا يجدرُ بنا التنويه ، إن اكراد سورية بمعظمهم ، كان لهم موقف خاص من مسارات الحرب على سورية ، والتزموا مسار الحياد المرتكز على موقفهم الداعم للدولة السورية.
ولكن بعد بدء التنظيمات المتطرفة لمعارك واسعة ، تستهدف أماكن تواجد الأكراد ، اضطر الاكراد لحمل السلاح ، لحماية أنفسهم وأماكن تواجدهم ، ومن هنا استغل البعض من الاكراد مدعوماً بأجندة دولية ، حمل السلاح للاكراد ، لاستثماره بمواقع أخرى ، سعياً من هؤلاء لحرف مسار بوصلة اكراد سورية لغير موقعها الصحيح .. من خلال الحديث والمطالبة بحكمٍ ذاتي للاكراد ، وفي مناطق واسعة من شمال وشمال شرق سورية.
اليوم لا يمكن إنكار حقيقة إن بعض الاكراد المُسيّسين ، يحاولون منذ عشرات السنين ، البحث عن وطنٍ لهم على حساب العرب ، ولا يهمهم للوصول الى هذا الهدف ، التعامل والتعاون مع اعداء العرب ، ولنا بالتجربة العراقية خير شاهد ودليل ، منذُ أيام الزعيم الكردي – الملا مصطفى البارزاني الذي تعاون أحياناً مع شاه إيران ، وأحيان كثيرة مع العدو الصهيوني ، ليتسبب في الكثير من الحروب في شمال العراق ، منذُ أيام أول رئيس للجمهورية في العراق ـ عبد الكريم قاسم ـ و انتهاءاً بأيام الرئيس السابق صدام حسين ، بحجة البحث عن حكم ذاتي للاكراد.
ختاماً ، اليوم ، يحاول بعض الساسة الاكراد السوريين ، المرتبطين والمدعومين بأجندة خارجية ، تكرار نفس السيناريو العراقي في سورية ، فهؤلاء يريدون استغلال سوء الأوضاع في سورية ، لتحقيق مكاسب قومية ، ووصلت بهم “الوقاحة” ، للاعتراض على وحدة سورية وعروبتها ، وهنا نقول ، إنّ من حقّ الاكراد أن يكون لهم هوية ثقافية قومية داخل أيّة دولة عربية ، ولكن ضمن إطار الهوية السياسية العربية لهذه الدولة ، وليس السعي لانتزاع هذه الحقوق بقوّة السلاح .