خاطبت الوسائل الإعلامية الأذربيجانية ماريا زاخاروفا، مديرة قسم الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية.
جاء ما يلي في خطاب مجلس الصحافة في أذربيجان الذي صدر يوم الثلاثاء.
"السيدة ماريا زاخاروفا المحترمة!
وكما هو معروف، بتاريخ 1 يونيو من هذا العام، أجاب نائب مدير دائرة الإعلام والصحافة لوزارة الخارجية الروسية أرتيوم كوزين فى المؤتمر الصحفى على سؤال مراسل وكالة Trend للانباء أرتيوم سوكولوف حول تصريحات رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان عن "ضرورة" اشراك ممثلي النظام الانفصالي في قاره باغ الجبلية في المفاوضات لتسوية الصراع الأرميني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية وقال إنه "عموماً، البيانات الصاخبة التي لا تنسجم مع الإطار المحدد، لا سيما، من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بخصوص هذه القضية، وأنها، ربما، ليست بناءة".
ولكن أدهشنا ما جاء في مختزل المؤتمر الصحفي المنشور على موقع وزارة الخارجية، حيث قدم نص جواب السيد كوزين على النحو التالي: "تصريحاتكم الصاخبة التي لا تنسجم مع الإطار المنصوص عليه، على وجه الخصوص، من منظمة الأمن والتعاون غير بناءة". ونتيجة لذلك ، تم استبدال كلمة "عموماً" بكلمة " تصريحاتكم" (كم). وبالتالي، من الإجابة يتبين أنها تتعلق بسوال الصحفي، وليس ببيان رئيس وزراء أرمينيا.
إن كلمات السيد كوزين هي رد فعل وزارة الخارجية الروسية على بيان رئيس وزراء أرمينيا باشينيان خلال زيارته إلى قاره باغ الجبلية المحتلة. ويهدف سؤال مراسل Trend إلى توضيح موقف روسيا. ونعتقد بحق أن أهمية النزاع الأرميني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية والموقف الحساس لروسيا في هذه القضية، فضلاً عن احتمال نشوب الفضيحة الدبلوماسية مع أرمينيا، أجبرت وزارة الخارجية الروسية على التزوير. وهكذا، لم تشوه وزارة الخارجية الروسية استجابة لالدبلوماسي الروسي فقط، والتي تتطابق مع جوهر عملية التفاوض، ولكن حاول أيضاً أن تحمل مسؤولية الصحفي الذي طرح سؤالاً وجيهاً جدا وذا صلة.
يثير هذا الحدث حيرة وأنه مثال صارخ على تشويه الموقف الرسمي للبلاد الوسيط في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. في حين أن الحكومة الأرمنية الجديدة تصدر تصريحات غير معقولة وغير مقبولة على الإطلاق، فإنه مثل هذا التشويه يمكن أن يسبب الارتباك والاختلاط في هذه القضية ويزيد من تفاقم وضع معقد للغاية بالفعل في منطقة النزاع.
يخالف بيان الجانب الأرمني حول مشاركة النظام الانفصالي غير المعترف به في المفاوضات جوهر عملية التفاوض طوال عقدين من الصراع، والذي تم إقراره في إطار المنظمات الدولية الرسمية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون. بالمناسبة، في لقاء مع وزير الخارجية الأذربيجاني إيلمار محمدياروف يوم 15 مايو في باريس، وقد أكد الوسيطان الآخران لمجموعة مينسك بنفسيهما أنه لا أساس للمواقف الأرمنية.
تقدر الصحافة الأذربيجانية الصداقة الروسية الأذربيجانية عالياً وبقدر الإمكان تبذل كل جهد ممكن للحفاظ وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ونعتقد ان علاقات حسن الجوار بين شعوب منطقتنا تخدم ازدهار المنطقة كلها وتعزيز الأمن والاستقرار في جنوب القوقاز. بالطبع، كل هذا انجاز كبير للدبلوماسيين الروس والأذربيجانيين.
ولذلك، فإننا نتساءل كيف يمكن لمؤسسة رسمية ذات تقاليد قديمة، وصاحبة كثير من الأمثلة الإيجابية في تاريخ الدبلوماسية، والجهة الحكومية الجادة والمحترمة مثل وزارة الخارجية الروسية التي ينبغي أن تكون مثالاً لغيرها من الجهات السياسية، يمكن أن تسمح بمثل هذا التلاعب، وفتح الطريق لتوجيه الاتهامات والتلميحات المتنوعة على الصحافة. وأن محاولة إنكار الحقيقة الواضحة، تحميل المسئولية على الصحفيين في تزوير الحقائق وتوجيه اللوم عن كل ما يحدث عليها، على الأقل، تدل على عدم الكفاءة وغياب السلوك الدبلوماسي. هذه الخطوة في الممارسة الدبلوماسية أمر غير مقبول تماماً.
نعتقد أن هذا الحادث لا يشرف وزارة الخارجية الروسية. لذلك ، يجب على إدارة السياسة الخارجية لروسيا تصحيح التزوير واستعادة الحقيقة. ونعرب عن قناعتنا بأن يجب على هذا البلد ألا يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه لعلاقات الصداقة طويلة الأمد بين أذربيجان وروسيا انطلاقاً من مختزل المؤتمر الصحفي المذكور ونأمل أن يتم استبعاد سوء التفاهم المماثل في المستقبل في العلاقات بين بلدينا ".
المجلس الصحفي لأذربيجان