كتب – محمود سعد دياب:
تصر جمهورية أرمينيا على تحدي المجتمع الدولي، ومخالفة اتفاقية جنيف التي أبرمت في عام 1949، وتضمنت حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب سواء كان عسكريًا أو مدنيًا، باحتجازها لأسيرين أذربيجانيين فضلًا عن قتلها لأسير ثالث.
مضى أربع سنوات على واقعة قتل القوات المسلحة الأرمينية المحتلة لإقليم قره باغ، المواطن الأذري حسن حسنوف بطريقة وحشية، واحتجاز مواطنين اثنين آخرين بتهم جنائية ملفقة هما ديلغام أسغاروف الذي يواجه حكمًا بالسجن المؤبد وشهباز غولييف الذي حكم عليه بالسجن لمدة 22 عامًا!
وتبدأ القصة من محاولة المواطنين الآذريين الثلاثة زيارة مقابر آبائهم وأجدادهم بمدينة كلبجار الواقعة بإقليم “قره باغ” المحتل والذي يحكمه نظامًا عميلًا لأرمينيا بزعمه إقامة جمهورية بالإقليم لم تعترف بها أي دولة بالعالم عدا دولة الاحتلال الأرميني، فتم قتل مواطن واحتجاز الإثنين الآخرين.
وقد شُرد ديلغام أسغاروف وشهباز غولييف وحسن حسنوف مع عشرات الآلاف الآخرين من أراضيهم منذ عام 1993 نتيجة للعدوان الأرميني، فأخذهم الشوق إلى الوطن ورؤية منازلهم وقبور آبائهم وأجدادهم فجرى لهم ما جرى.
وكما تحدت أرمينيا قرارات وإدانات سابقة لمجلس الأمن والأمم المتحدة، تتحدى اليوم كل نداءات الإفراج عن الأسيرين الضعيفين اللذين تكشف صورهما من سجنهما عن تعرضهما لمعاملة غير إنسانية؛ لكن الأعجب هو استمرار بقاء المجتمع الدولي مكتوف اليدين أمام هذه الممارسات غير المسؤولة من الجمهورية الأرمينية.
وكما هو معروف فقد قامت أرمينيا عام 1988 بتحريض ودعم مجموعة من الانفصاليين في إقليم “قره باغ” الأذربيجاني بشن حرب تستكمل به مخطط التطهير العرقي العدواني بهدف ضم الإقليم الذي يشكل خمس مساحة أذربيجان إلى أرمينيا، وكانت تلك الحرب بداية لمرحلة أخرى من الأعمال العدائية، حيث تم تدبير العديد من المذابح ضد السكان الأذربيجانيين، كانت أبشعها مذبحة “خوجالي” التي وقعت في 26 فبراير/شباط 1992، حيث تم حرق المدينة بالكامل، ومقتل 613 مواطنًا منهم 18 طفل و106 من النساء.
وتجري مفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا منذ عام 1992 لتسوية النزاع بينهما بوساطة مجموعة “منسك” التي ترأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا؛ لكن بسبب موقف أرمينيا غير البناء لم تتوصل المفاوضات إلى أي نتيجة، وذلك لرفض أرمينيا تنفيذ قرارات مجلس الأمن (822،853،874،884) حتى الآن.