حثّ الاتحاد الأوروبي قادة ليبيا على إنهاء المرحلة الانتقالية، وتجنب العودة إلى الماضي بهدف إنهاء أزمة البلاد. وفي غضون ذلك رفض زعماء قبائل خلال اجتماع عُقد بمدينة مصراتة غرباً، مقترح تشكيل حكومة جديدة، وطالبوا بإجراء الانتخابات النيابية أولاً، ورفضوا ما سموه نهج مجلسي النواب والأعلى للدولة في تغيير الحكومات بهدف استمرارهما في حكم البلاد.
وأكد خوسيه ساباديل، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خلال لقاء قادة ليبيين، قُبيل انتهاء فترة عمله بالبلاد، استراتيجية الاتحاد تجاه حل أزمة ليبيا. وقال ساباديل، الذي استقبله عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إن الوضع الإقليمي الصعب يجعل تعزيز الاستقرار أكثر إلحاحاً عبر تجنب العودة إلى الماضي. كما أكد ساباديل، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي إكس الاستعداد المتواصل للاتحاد الأوروبي لدعم ليبيا. وتحدّث عن ضرورة زيادة التعاون مع ليبيا، خصوصاً في ملف الهجرة غير النظامية.
واستبق ساباديل لقاء الدبيبة بالتباحث مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، وأوضح أن اللجنة المالية العليا التي يترأسها الأخير، تمثل فرصة ممتازة لجعل الاقتصاد محركاً للسلام، مشدداً على ضرورة ضمان الشفافية والتوزيع العادل لإيرادات النفط في ليبيا، كما أثنى على الدور الذي يلعبه المنفي لتحقيق ما سماه السلام المستدام في البلاد.
كما دعا ساباديل خلال لقائه عبد الله اللافي، النائب بالمجلس الرئاسي، إلى تسوية تاريخية بشأن مستقبل ليبيا، بوصفها المسار الوحيد لحل شامل للأزمة الحالية، عادّاً المصالحة الوطنية السبيل الوحيد للمضي قدماً، وتوحيد الجهود بالبلاد.
في غضون ذلك، التقى المنفي، في مكتبه بطرابلس وفداً من أعيان ومشايخ وحكماء منطقة قصر الجدي، مؤكداً حرصه على اللقاء المباشر مع الأعيان والمشايخ والحكماء؛ للاطلاع عن قرب على ما تواجهه مناطقهم من مصاعب، واتخاذ إجراءات سريعة لحلها، وفقاً للأولويات والإمكانات المتاحة. كما التقى المنفي رئيس حزب العدالة والبناء، عماد البناني. وتناول اللقاء، آخر المستجدات السياسية، وأهمية الوصول للتوافق وتوحيد الجهود بين كل أطراف العملية السياسية؛ سعياً نحو تنظيم وتحقيق الاستحقاقات الانتخابية في أقرب الآجال.
في شأن آخر، عقد اللافي، اجتماعاً أمنياً بطرابلس مع قيادات عسكرية بالمنطقة الغربية، من بينهم آمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي صلاح الدين النمروش، وآمر المنطقة العسكرية بطرابلس اللواء عبد القادر منصور، بالإضافة إلى العقيد محمود حمزة آمر اللواء 444 قتال، وآمر اللواء 52 مشاة المقدم محمود بن رجب.
وتناول الاجتماع، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة خلال الأسبوع الماضي، ووضع آلية حلول جذرية لعدم تكرارها، بالإضافة إلى الحفاظ على «المنجزات التي تحققت كلها في فترة تولي المجلس الرئاسي مهامه، على صعيدَي الأمن والاستقرار، وكذلك المصالحة الوطنية.
ورداً على دعوة عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة بالبلاد، طالب مجلس حكماء وأعيان بغرب ليبيا بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً، على أن يختار البرلمان الجديد حكومة كفاءات مصغرة، ويعتمد الدستور الدائم للبلاد، على أن يعقب ذلك الذهاب إلى عقد انتخابات عامة.
وضم الاجتماع، الذي عُقد تحت عنوان نجتمع من أجل السلام حكماء وأعيان مدينة بني وليد، شمال غربي ليبيا، وعدداً من مجالس وحكماء المنطقة الغربية بمدينة مصراتة، معلنين رفضهم تشكيل حكومة جديدة، وتمسكوا بتسريع إجراء الانتخابات البرلمانية؛ لإنهاء الأجسام، التي وصفوها بغير الشرعية.
وانتهى الاجتماع إلى بيان تضمن تأكيد المصالحة الوطنية، المشروطة بجبر الضرر في الأرواح والأموال الخاصة دون تهاون، والمطالبة بتقديم سجناء الرأي للعدالة، وتعجيل الإفراج عنهم، وبحث تأخير تعويض عن المنقولات والبنايات.
وحمّل المجتمعون المجتمع الدولي المسؤولية عن تأخر الانتخابات البرلمانية، وعدم التزامه بوعوده تجاه ما سموه تجاوز مجلسي النواب والأعلى الدولة، مشددين على ضرورة وضع الحلول اللازمة لمعالجة هجرة الشباب الليبيين.
في شأن آخر، بحث رئيس مصلحة المطارات الليبية محمد بيت المال، مع كاثرين وايلد نائبة سفيرة المملكة المتحدة لدى ليبيا، سبل التعاون بين البلدين في مجال الطيران.
وتم خلال اللقاء الذي عُقد مناقشة إمكانية مشاركة الشركات البريطانية في تنفيذ المشروعات، التي يتم طرحها من طرف المصلحة، خصوصاً مشروعات إنشاء وتجهيز المطارات والبنية التحتية.