وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى تونس قادما من المغرب حيث شارك في اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي.
ويعد المنتدى إحدى الأدوات التي تستعملها روسيا لفك عزلتها اقتصاديا وسياسيا من جهة لاعتبارها تعاني من أزمة حقيقية، ومن جهة أخرى فرصة لتوسيع اهتمام بعض الدول العربية على غرار السعودية والإمارات بتحالف بريكس الذي ستترأسه روسيا العام المقبل.
وتعمل روسيا على إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، حيث تسعى من خلال بناء شراكات جديدة إلى استقطاب الدول التي لم تعلن صداقتها أو تفاهمها مع الغرب، بعد ساعدت الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية روسيا وخففت العبء العسكري عليها، فمن ناحية توجّهت أنظار العالم إلى منطقة الشرق الأوسط تزامنا مع حربها ضد أكرانيا، ومن ناحية أخرى فإن هذه الحرب فتحت أمامها طاقة العودة لاستعادة نفوذها التاريخي في منطقة الشرق الأوسط.
وانعقدت آخر دورة للمنتدى الروسي العربي، الذي يضم الوفد الروسي وممثل عن الجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية، سنة 2019 لكن أغلب النقاط الهامة التي جاءت في مخرجاته لم تتحقق وتم إرجاع السبب إلى جائحة كورونا.
ومنذ انطلاق الحرب بين حماس وإسرائيل، سارعت روسيا إلى تجميع الدول التي لم تعارض الولايات المتحدة الأمريكية ولم تؤيدها أيضا في محاولة لإيجاد مدخل ديبلوماسي إلى منطقة الشرق الأوسط وتوسيع شراكاتها الإقليمية، حيث صرّح لافروف في ختام المنتدى الروسي- العربي: بالتنسيق مع شركائنا، وخاصة العرب، نواصل بذل الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل ونقل العمل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المستوى السياسي والدبلوماسي.
وعلى هامش زيارته إلى تونس تطرّق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى التحالفات الإقليمية قائلا روسيا لا تبني صداقتها مع جهة على حساب أخرى، لكن ولسوء الحظ فإن طريقة تكوين الصداقات بين البعض ضد البعض الآخر هي الأكثر شيوعا لدى زملائنا الغربيين.
وتستمر هذه الزيارة الرسمية ليومين في إطار تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتطوير التبادل التجاري الثنائي واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن تونس وجّهت دعوة رسمية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.