أعرب المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع يوهانس هان، عن إحباطه وخيبة أمله من التراجع الذي شهدته تركيا في مجال حرية التعبير وسيادة القانون والحقوق الأساسية، وكذلك في مجال الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المفوض الأوروبي اليوم في بروكسل، لعرض حزمة تقارير تقييمية سنوية لاستعراض مدى تقدم الدول المرشحة للانضمام، ومنها تركيا، على طريق تلبية المعايير الأوروبية.
ووصف هان مضمون التقرير بـ"الاستنتاج الصعب"، مؤكداً أن الأجواء الحالية لا توحي بأن تركيا تسير باتجاه أوروبا، بل بالاتجاه المعاكس.
واستعرض المفوض الأوروبي كل ما تضمنه التقرير من نقاط يأخذها الاتحاد على أنقرة، مثل التضييق على الحريات والتسلط على السلطة القضائية وحملة التطهير الواسعة التي طالت كل قطاعات المجتمع بعد محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو الماضي، وخاصة الحديث عن إعادة العمل بعقوبة الإعدام.
وشدد هان على شعور الاتحاد الأوروبي بالقلق الشديد لما يجري في تركيا حالياً، مركزاً على المضايقات والاعتقالات التي تتعلق بنواب حزب الشعوب الديمقراطية، حيث قال إن "القضية الكردية لا تحل إلا بالطرق السياسية وليس العنف، وما تقوم به أنقرة يعزز الاستقطاب في المجتمع التركي".
لكن النقطة "الإيجابية" الوحيدة، برأي أوروبا، حسب كلام هان، هو ما سماه نجاح تركيا في تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى اليونان عبر بحر إيجه.
وأعطى المفوض الأوروبي مثالاً على انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى أنه "خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت اتفاق آذار/مارس 2016، وصل إلى اليونان 640 ألف مهاجر، أما الأشهر التي أعقبته فقد إنخفض عددهم إلى 18 ألف".
ويحرص الجهاز التنفيذي الأوروبي على التأكيد بأن اتفاق 18 آذار/مارس بشأن المهاجرين، بدأ يعطي ثماره وأن قيد التنفيذ، وأن الطرفين يحترمان تعهداتهما بشأنه.
أما مسألة تحرير تأشيرات دخول المواطنين الأتراك إلى أوروبا، فقد ربطها المفوض مباشرة بمدى استعداد تركيا لتعديل قانون الإرهاب، حتى لا يستخدم ذريعة لحبس وملاحقة الناشطين والمعارضين السلميين لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
ومع كل ذلك، لا تبدو المفوضية الأوروبية لا تبدو جاهزة حالياً لوقف مفاوضات الانضمام كما تطالبها العديد من الأوساط الأوروبية، فبروكسل ترى أن أنقرة لا تزال شريكاً هاماً بالنسبة لها وأن الأفضل في هذه المرحلة إجراء نقاش معمق مع الأتراك لمعرفة ما يريدونه بشأن مستقبل بلدهم.
ولتحقيق هذا الغرض، طالب المفوض هان، الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي بمنحه تفويضاً واضحاً لإجراء حوار معمق مع تركيا، ملمحاً إلى أن أي موقف تجاه أنقرة، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، يحتاج لموافقة الدول الأعضاء بالإجماع، قائلا إن "عليهم تدارس هذا في العواصم الأوروبية".
وأكد المفوض كلامه بالتأكيد على أن الاتحاد لن يتنازل عن معاييره لتركيا، كما أنه لا يمارس أي تمييز بين دولة مرشحة للانضمام وغيرها.
أما بشأن فتح الفصلين 22 و23 من فصول وثيقة الانضمام، والمتعلقين بالحريات والحقوق، فقد أكد أن الأمر لن يحدث قريباً.
ويأتي التقرير ضمن حزمة تقارير تحدثت عن باقي الدول المرشحة للانضمام وهي البوسنة والهرسك و الجبل الأسود، وصربيان وكوسوفو، ومقدونيا وألبانيا، بالإضافة إلى تركيا.
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء