"نتيجة احتلال20 % من الأراضي الأذربيجانية من قبل أرمينيا تدهور الوسط البيئي في خزان سارسانغ في قره باغ الجبلية بشكل حاد. وتستخدم موارد الخزان الخاضعة لسيطرة أرمينيا كوسيلة للتهديد السياسي. ونتيجة لذلك ، فإن الأذربيجانيين المقيمين في مناطق المواجهة ومعظمهم من اللاجئين والنازحين، يفتقرون إلى المياه ولا يستطيعون الانخراط بشكل كامل في الزراعة ".
وهذا ما جاء في كلمة رئيس المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة(IEPF) السيد أمود ميرزاييف الملقاة في المنتدى العالمي الثامن للمياه في البرازيل والتي تسببت في موجة من التصفيق بين المستمعين. وتفيد يوميات أورأسيا أن المنتدى بدأ بأعماله في 17 مارس وهو أكبر حدث في مجال المياه في العالم يعقده المجلس العالمي للمياه (WWC).
وأشار إلى أنه تم بناء هذا الخزان لتوفير مياه الري لنحو 96 ألف هكتار في المناطق المحيطة.
لذلك، نظراً لهذه المشكلة الإنسانية العاجلة، اعتمدت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا قراراً المؤرخ في 26 يناير 2016، وطالبت فيه "الانسحاب الفوري للقوات المسلحة الأرمينية من الأراضي المحتلة وعدم استخدام موارد المياه كأداة سياسية." لكن لا نتيجة بعد.
ألفت السيد اوميد ميرزاييف أيضا نظر المشاركين إلى أنه في يوليو 2010 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعترف بحق الإنسان في المياه والصرف الصحي. يجب أن يحصل كل شخص على مياه آمنة ويتمكن من الوصول إليها جسديًا للاستخدام الشخصي والمنزلي. "ومع ذلك، يتم اليوم استخدام نقص المياه للمصالح السياسية دون النظر إلى الصكوك والقواعد والمعايير الدولية التي تهدف إلى الحفاظ على السلام والأمن والتنمية المستدامة".
في رايه لا يمكن أن تكون هذه المشكلة أكثر فظاعة مما هي اليوم. وقال إن المجتمع الدولي يجب أن يكون على دراية بهذه المشكلة وأن يضمن لكل شخص في العالم الحق في المياه النظيفة.
ودعا رئيسة المؤسسة الأورأسيوية جميع ممثلي المجتمع المدني واللاجئين والمشردين الداخليين إلى توحيد جهودهم والبدء في التعاون حتى لا تصبح المياه أداة للأزمات بل للسلام.
اختتم السيد أومود ميرزاييف كلمهته بأن "دعونا نعمل معا لتحقيق تحرير المناطق المحتلة من قبل المسلحين، حيث توجد الخزانات والأنهار وغيرها من مصادر المياه الحيوية للإنسان. يجب علينا اقناع القوى العظمى إلى التوقف عن التفكير فقط في المصالح السياسية، ونبدأ في التفكير في حياة الناس وحياة الملايين من اللاجئين والمشردين الداخليين الذين اضطروا على مغادرة منازلهم".
كما تم عرض الفيديو من إنتاج المؤسسة الأورأسيوية للمشاركين حول قضايا المياه في المناطق الأذربيجان المحتلة والتي قد تودي إلى كارثة بيئية في خزان سارسانغ للمياه والواقع تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمنية. أظهر الفيديو اللقطات حول لقاءات السكان المحليين الذين تحدثوا عن نقص المياه وعدم القدرة على الانخراط في الزراعةكما تم عرض أراء الصحفي البريطاني الشهير والكاتب والمؤرخ والمعلق السياسي عادل درويش حول مشاكل المياه في قاره باغ.
من الجدير بالذكر أنه نتيجة للاحتلال قاره باغ الجبلية وسبع مناطق المحيطة لها في أذربيجان تم تدمير أنظمة استصلاح الأراضي وإدارة المياه. كما عقب تعطيل المياه من خزان سارسانغ الذي بني في الحقبة السوفيتية في منطقة قاره باغ الجبلية في أذربيجان والاستخدام غير السليم لمياهه تم حرمان الناس المقيمين في المناطق الحدودية لأذربيجان من إمكانية إرواء أراضيهم. وهذا يعني أيضا أنه ما يقرب من 500000 شخص مضطرون إلى العيش بدون مياه.
هدف المؤسسة الأورأسيوية الدولية للصحافة(IEPF) هي منظمة دولية مع المركز الاستشاري العام لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC) إلى جذب انتباه العالم إلى الصراع الدائر في القوقاز والشرق الأوسط وأفريقيا ونتائجها المدمرة، بما في ذلك ندرة المياه وتدمير النظام البيئي في المنطقة. إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وتدابير فورية ضد المعتدين فإن الكوارث البيئية ستؤدي إلى تفاقم الوضع المأسوي الحالي.
وفي الوقت نفسه، بتأريخ 22 مارس، وهو اليوم الذي يصادف لليوم العالمي للمياه عقدت جلسة خاصة في المنتدى مكرسة للاحتفال لهذه المناسبة.
ناتالي كولييفا
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف