أمرت السلطات التركية باعتقال تسعة من العاملين بصحيفة جمهوريت المعارضة البارزة يوم السبت واحتجزت المزيد من المسؤولين المؤيدين للأكراد في توسيع لتحقيق متعلق بمكافحة الإرهاب أثار حملة انتقادات من الغرب.
ومن المرجح أن تثير الاعتقالات الجديدة -التي جاءت بعد يوم من سجن زعيمي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد انتظارا لمحاكمتهما- المزيد من القلق في أوساط حلفاء تركيا بشأن تشدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد المعارضة.
واعتقلت السلطات أو أوقفت عن العمل أكثر من 110 آلاف مسؤول بينهم قضاة ومعلمون ورجال شرطة وموظفون مدنيون في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تموز. ويقول منتقدو إردوغان إنه يستغل محاولة الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة. وتقول أنقرة إن الحملة ضرورة لاستئصال الإرهاب.
وقالت قناة (إن.تي.في) التركية إن السلطات أمرت يوم السبت بحبس تسعة من المدراء التنفيذيين والصحفيين بصحيفة (جمهوريت) المعارضة رسميا لحين محاكمتهم بعد القبض عليهم يوم الاثنين.
وإضافة إلى ذلك قال مسؤول في حزب الشعوب الديمقراطي إن تسعة من مسؤولي الحزب بينهم رؤساء إقليميون ورؤساء أحياء من أعضاء الحزب اعتقلوا في إقليم أضنة بجنوب شرق تركيا.
ويتهم إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم حزب الشعوب الديمقراطي بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي شن تمردا عنيفا في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية على مدى ثلاثة عقود. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي أي صلات مباشرة بحزب العمال الكردستاني ويقول إنه يسعى لحل سلمي للصراع الكردي.
عضو في حلف شمال الأطلسي
وسجن زعيما حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش وفيجن يوكسيكداج يوم الجمعة في انتظار محاكمتهما بعد اعتقالهما خلال الليل. واعتقل عشرة آخرون من نواب الحزب وأطلق سراح بعضهم فيما بعد.
وزادت الاعتقالات من المخاوف في أوساط حلفاء تركيا في الغرب بشأن الاتجاه السياسي لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تعزل أوروبا عن الصراعات في سوريا والعراق.
وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنها "قلقة للغاية" من الاعتقالات وأثارت تلك المخاوف خلال محادثة هاتفية مع وزيري الخارجية وشؤون الاتحاد الأوروبي التركيين في وقت متأخر من مساء الجمعة. وعبرت الولايات المتحدة عن "القلق العميق".
كما هزت أنباء الاعتقالات الأسواق المالية أيضا يوم الجمعة وسجلت الليرة التركية مستوى منخفضا قياسيا.
وبعد ساعات من اعتقالات الجمعة قتل انفجار سيارة ملغومة عشرة أشخاص وأصاب أكثر من مئة قرب مركز للشرطة في مدينة ديار بكر جنوب شرق البلاد التي اعتقل فيها بعض النواب.
وذكرت وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية أن التنظيم المتشدد أعلن مسؤوليته في وقت لاحق عن الهجوم.
وسائل إعلام معارضة
قال ممثلو الادعاء في اسطنبول إن العاملين بصحيفة جمهوريت المحتجزين يشتبه في ارتكابهم جرائم لحساب المسلحين الأكراد وشبكة رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب. وينفي كولن أي دور له في تلك المحاولة.
وصحيفة جمهوريت من وسائل الإعلام القليلة التي ما زالت تنتقد الرئيس رجب طيب إردوغان. وصدر بحق رئيس تحريرها السابق جان دوندار حكم بالسجن العام الماضي بتهمة نشره أسرار دولة متعلقة بدعم مقاتلي المعارضة في سوريا. وأثارت القضية استهجان جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وحكومات غربية عبرت عن قلقها بشأن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في تركيا تحت حكم إردوغان.
من جانب آخر قالت نقابة الصحفيين التركية في بيان احتجاجا على اعتقالات يوم الاثنين إن السلطات أغلقت 170 صحيفة ومجلة ومحطة تلفزيونية ووكالة أنباء مما تسبب في بطالة 2500 صحفي.