كانت كلمة "الشعبوية" على شفاه الجميع في عام 2016. صوتت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي وكان انتخاب دونالد ترامب رئيساً متتالياً للولايات المتحدة حدثاً كبيراً جداً ظلل على جميع الأحداث الأخرى. واستمرت الهجمات الإرهابية الجماعية أبضاً في هذه سنة، ولا سيما في بلجيكا وفرنسا وتركيا وباكستان والعراق وأفغانستان. وأجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الخامسة.
وظل اللاجئون يغرقون في البحر الأبيض المتوسط بأعداد كبيرة، على الرغم من اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا لتقليل تدفق اللاجئين بشكل عام. وفي أوائل نيسان / أبريل، أسفرت الاشتباكات التي وقعت بين الجيشين الأرميني والأذربيجاني في قاراباغ الجبلية عن مقتل ما لا يقل عن 193 شخصاً. وتتواصل المذابح في الحرب الأهلية في جنوب السودان وفي جمهورية أفريقيا الوسطى.
تؤكد النتائج السلبية لعمليات منظمة حلف شمال الأطلسي المتهورة في العراق وأفغانستان وليبيا، ودعم أعضائها للتدخل السعودي في اليمن، على الوحشية وعدم الجدوى للاعتماد على غباوة القوة العسكرية. وفي الوقت نفسه تجاوزت مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية ب400 جزء في المليون (PPM) في الحين كالمعتاد أنها تكون في هذا الوقت من السنة بمستوى الحد الأدنى، ويعتقد أن هذا المعدل أعلى من أي وقت في التاريخ البشري. يعتبر تدهور الطقس السريع وغير المتوقع في جميع القارات تذكيراً صارخاً لأولئك الذين عليهم الاستماع إلى هذا التحذير.
ومع ذلك هناك بعض الأحداث مثيرة السرور ومنها اتفاق السلام فى كولومبيا يعد نهاية للصراع المستمر منذ اكثر من 40 عاماً بين الحكومة والقوات شبه العسكرية لمتمردى فارك. واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ايران قام بتفكيك برنامجه النووي بشكل كاف، مما يسمح للامم
المتحدة برفع العقوبات عنه فوراً. في 27 تشرين الأول / أكتوبر، تبنت الأمم المتحدة قراراً بارزاً لإطلاق المفاوضات بشأن معاهدة حظر الأسلحة النووية في عام 2017. أصدرت محكمة التحكيم الدائمة حكمها بشأن مشروعية مطالبة الصين "خط تسعة منقطات" في بحر الصين الجنوبي
بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
ووافقت 150 بلدا مشاركاً في اجتماع مؤتمر القمة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في رواندا على التخلص المرحلي من مركبات الكربون الهيدروفلورية، كتعديل لبروتوكول مونتريال. وأثبتت المحكمة الجنائية الدولية مسئولية نائب الرئيس الكونغولى السابق جان بيير بيمبا في ارتكاب الجرائم
حرب والجرائم ضد الانسانية، وهى المرة الاولى التى تدين فيها المحكمة الجنائية الدولية شخصاً بتهمة ممارسة العنف الجنسي.
وقد تم اكتشاف اللقاح ضد فيروس إيبولا تتراوح فعاليته بالنسبة بين 70 و100 في المائة، مما يجعله أول لقاح مثبت ضد هذا المرض؛ وفي تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس زيكا لا يعتبر بعد خطراً للغاية في العالم. وعلاوة على ذلك،
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الحق في السلام اتخاذ أول القرار الشامل بشأن السلام منذ أن اعتمد القرار بخصوص ثقافة السلام في عام 1999.
لم تكن هذه الأحداث الإيجابية إلا ثقل موازن جزئي للقلق الناجم عن صعود الشخصيات السياسية (اليمينية إلى حد كبير) في كثير من البلدان. ويعود سبب هذا القلق إلى العجز المأساوي للنظم الاجتماعية الديمقراطية القائمة على تلبية احتياجات السكان، وإزالة الفوارق المتزايدة بين الأغنياء
والفقراء. ومن العوامل المثيرة للجزع حقاً هو ظهور الصفوة المنتخبة التي ترفض السياسة والسياسيين القائمين، نظراً لأنه بين الأولويات لأولئك الذين يبدون عزمهم على "جعل بلادهم أعظم" هو تعزيز القوات المسلحة وتقليل أهمية التسامح الدبلوماسي والأمم المتحدة. ومما يثير المزيد من
القلق هو احتمال حدوث توترات بين القوى النووية الرئيسية المؤدية إلى الأعمال العدائية الفعلية.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه التوترات لم تعد ثنائية كما كانت خلال الحرب الباردة. هناك الآن 4 لاعبين عسكريين رئيسيين (الولايات المتحدة وشركائها وروسيا والصين وعلى المستوى الآخر، هناك الجماعات الجهادية المسلحة المختلفة والدول التي تدعمها مثل المملكة العربية السعودية)،
وشبكة معقدة من الصراعات، وبعض العلاقات التعاونية فيما بينها . إن مثل هذا العالم بحاجة ماسة إلى التغيير: الاستقرار السياسي، والإجراءات الصارمة لنزع السلاح ، وإبعاد الأولويات الاقتصادية عن الحرب، وإصلاح الأمم المتحدة، وكذلك توسيع نطاق برنامج العمل المشترك للتصدي لتغيرات المناخ وحالات الطوارئ الأخرى. وتشير النزعات الحالية إلى أنه من غير المحتمل أن نرى هذه التطورات في مستقبل قريب. ولكن مكتب السلام الدولي وحركة السلام الأوسع لا يمكن أن تفر من مسئوليتنا للعمل عليها.
النسخة الكاملة من التقرير هنا.