ألم أقل لكم من قبل , أن صوت التركمان صار عاليا , ومشروعهم الوطني صار أحد أهم سبل كشف الحقائق الموضوعية أمام أبناء الشعب العراقي خاصة الوطنيين منهم وما أكثرهم ؟!
ألم أقل لكم أن المشروع التركماني سيكون هو وسيلة اللحمة بين جميع القوي العراقية الوطنية لأن معادنهم النفيسة كأبناءا للأمة العربية والإسلامية ستغلب في النهاية علي أي صراع سياسي أو عرقي أو مذهبي وسيبين لهم الحق ساطعا من يشاركهم حب هذه الأرض العراقية ومن يحقد عليها ؟!
إن لم أقل ذلك صراحة فقد قلته ضمنا , وها أنا أقوله اليوم صراحة , ما حدث يوم الثاني والعشرين من يوليو تموز هو إحدي أبرز علامات الانتصار الكبري لأبناء العراق المخلصين الوطنيين بعربهم وتركمانهم وآشوريهم , بسنييهم وشيعتهم ومسيحييهم , فالكل في حب العراق سواء .
هذا اليوم الذي كان بمثابة يوم برهان علي أن الحقوق لا تضيع مهما طال العمر طالما استمر أهل الحق علي مبدأهم سائرين , ولحقوقهم مطالبين , تماما كما كان يوم الفضيحة لبعض القوي العراقية التي غلبت القومية والعرقية والمصالح الخاصة والطائفية علي مصلحة العراق , حتي أنك تجد بعض القوي لا تجد منها ردا واحدا مقنعا علي ما اتخذوا من مواقف مخزية يوم التصويت علي قانون الانتخابات بعراقنا الحبيب .
دعونا الآن نتحدث كما عودناكم عما يحدث اليوم , فبينما أكتب سطوري هذه كان ولم يزل أعداء الشعب العراقي الحقيقيين الذين اختفوا طوال عقود خلف ستائر مهلهلة يحيكون المؤمرات وينصبون الأفخاخ بغية الوصول إلي ما يتوهمون في كركوك خاصة وفي شمال العراق عامة , هؤلاء الأعداء هم الذين قتلوا ونهبوا وسلبوا وزوروا ثم راحوا يروجون لثلة من الأكاذيب مستغلين غفلة عربية وتركمانية علي حد سواء للدور الخطير والآثار الرهيبة التي قد تترتب علي ما يقوم به هؤلاء الخونة للعراق وأبنائه إن هم نجحوا في تنفيذه , ولقد ساعدهم في ذلك أحلافهم الصهاينة الذين درَسوا لهم الطريقة الصهيونية الشيطاينة في كيفية تغيير الديموغرافيات واحتلال الأراضي واغتصاب الحقوق , أعتقد أنهم الآن صاروا معروفون لديكم قراؤنا الأماجد , إنهم أكراد الحزبين المنساقين خلف قيادات لا هم لها سوي أن تعزل الشعب الكردي عن إخوانهم العراقيين , عربا وتركمانا وآشوريين وكلدانيين , بحفنة أكاذيب لا يملوا أبدا من تكرارها ليل نهار .
وكما ذكرت لكم سلفا أنهم يستعينون في ذلك بالدروس الصهيونية في تذكير الشعوب بالمجازر والمذابح والإضطهاد وكأنهم وحدهم في العراق هم من وقع عليهم تبعية أخطاء النظام العراقي السابق !!
في هذا اليوم خطط شيطانيو الحزبين الكرديين لكيفية إرهاب أبناء كركوك , فراحوا يجلبون اتباعهم من السليمانية وأربيل ومجرمو البشمركة والأسايش بالتعاون مع حلفائهم في أمن كركوك ليدمروا ويفجروا ويقتلوا كما كانت عادتهم , ثم بعدها يقولون أن العرب والتركمان يقتلون الأكراد لأنهم يتظاهرون ضد القانون الجديد , ومن ثم وكعادتهم ايضا يخرجوا علي العالم بمفتريات حول طبيعة العرب والتركمان الرافضة للحريات والديمقراطية !!
ولكن اليوم ليس كالأمس أيها الخبثاء فلقد أصبح هناك صحوة عربية اسلامية تركمانية أشورية , وجميع هذه القوي لم تعد غائطة في غيابه الماضي , وأصبح لديها إعلام يفضحكم ويفضح مفترياتكم , ولن يتركوا لكم ساحة العالم مفتوحة تروجوا فيها أكاذيبكم دون كشفكها .
واسمحوا لي أن أقف عند ما قام به إرهابيو الحزبين الكرديين هذا اليوم ودلالاته , فبعد أن تظاهروا وأرهبوا و فجروا , ذهبوا ليحاصروا ويحرقوا مقر رئاسة الجبهة التركمانية العراقية في كركوك وكذا مقر سجناء السياسيين وعوائل الشهداء التركمان كما احرقوا وخربوا مقر حزب توركمن ايلي , ولهذا الحدث الجلل دلالاته بالطبع , فإن الذي جري في كركوك يحمل رمزية كبيرة للنصر الكبير الذي حققته القضية التركمانية مؤخرا , والتي استطاعت أن تقنع القوي في الداخل والخارج بحقها الأصيل في العراق , وحرصها علي المصالح الوطنية العراقية , وأنها تقف علي نفس الخط الذي يقف عليه كل الوطنيين العراقيين والمناصرين للوحدة العراقية من البلاد العربية والأوروبية والغربية , علي العكس تماما مما كان يروجه دوما أتباع الحزبين الكرديين والعبارات المحفوظة من الولاء لتركيا وكذلك عبارة الطابور الخامس الشهيرة والتي وضح جليا الآن علي من تنطبق هذه العبارة .
بالإضافة إلي دلالة النصر الكبير الذي بدأت تحصد ثماره القضية التركمانية في العراق , وضح أيضا كم حقد اذناب الحزبين الكرديين علي أصوات كان لها أكبر الفضل في إعلاء شأن القضية التركمانية ورفع صوتها أمام المحافل الدولية وكذلك في البلاد العربية ومن هنا جاء حصار وتخريب وحرق مقر الجبهة التركمانية وحزب توركمن ايلي في كركوك كضرورة لإرهاب أصحاب هذه الأصوات التركمانية الوطنية .
إذا ما يجب أن يعرفه التركمان والعرب علي وجه الخصوص سواء عرب العراق أو أبناء الشعوب العربية بالجملة , أننا أمام حالة كردية استوحشت , وتظهر أنيابها شيئا فشيئا كلما اقترب أي انسان من كشف مخططاتهم , أو ايقاف مسيرتهم نحو مناطق عربية تركمانية آشورية يحاولون تكريدها , وإن تولية ظهورنا لهذه الحالة الكردية التي يقودها حفنة أكراد لا يمثلون بحال الشعب الكردي الصديق هو بمثابة منح فرصة ذهبية لأن تولد لدينا كرداسيل , وهنا يكمن الخطر.
وفي كرداسيل سيكون لدينا شعبا مسكينا منساقا خلف حقد وغل واطماع قواده ولن نأمن العواقب بعد ذلك أبدا , فهؤلاء يعرفون كيف يزرعون الحقد , وإذا ما زرع الحقد في قلب فلا تنتظر منه إلا أن يتحول يوما إلي عدو شرس يكره لك الخير والأمن .
والرد المكافئ لما قام به أذناب الحزبين الكرديين اليوم هو مزيد من الوحدة والتلاحم العربي التركماني الآشوري في كركوك وكل مناطق العراق خاصة في شماله الذي لا بد أن تعود له عراقيته , ويعود علم العراق ليرفرف فوقه مجددا وليذهب من يعترض إلي جبال زاكروس , أظن أن قادة الحزبين يعرفونها جيدا ويتذكرونها أيضا , كما أن علي العالم العربي واجب مقدس اليوم في العراق , فهو بحاجة شديدة إلي دعم الدول العربية مجتمعة وعلي رأسها مصر والسعودية وسوريا .
صحفي وباحث مصري أبوبكر أبوالمجد