رغم مرور أربعة أعوام على المذبحة التي ارتكبها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية لا يزال بشار الأسد مفلتاً من المحاكمة والعقاب بفضل حماية روسيا والصين له.
وفي 7 أبريل/ نيسان عام 2018 شنت قوات النظام هجوماً بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما أثناء عمليات الإجلاء من الغوطة الشرقية بعد محاصرتها لخمسة أعوام.
وأدى الهجوم لمقتل 78 مدنيا وتضرر المئات معظمهم من النساء والأطفال واضطروا للنزوح من دوما إلى مناطق أخرى عقب تلقيهم العلاج.
وبعد الهجوم أعلنت روسيا أن قوات النظام سيطرت على كامل الغوطة الشرقية.
ورغم تكرار مثل هذه الهجمات والمجازر التي ارتكبها النظام السوري لا يزال الأسد مفلتاً من العقاب بفضل حماية موسكو وبكين له. وقد استخدمت روسيا والصين حق الفيتو 16 مرة لمنع صدور أي قرارات ضد الأسد منها 6 مرات في اجتماعات لمناقشة الهجمات الكيماوية.
وفي 2019، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في تقرير نهائي، أنه "تم استخدام غاز الكلور في هجوم استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، في أبريل 2018".
وبحسب خبراء عسكريين، فقد استخدم نظام الأسد في الهجوم مزيجاً مطوراً من غاز السارين، من خلال مزجه بمادة كيميائية أخرى، تخفف من حدته، وتصعب عمليات الكشف عنه، وهو غاز مشابه لذلك الذي استُخدِم في الهجوم على الغوطة الشرقية عام 2013.
وفي 21 أغسطس/ آب عام 2013 شنت طائرات النظام هجوماً بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية أدت لمقتل أكثر من 1400 مدني في مذبحة أحدثت ردود فعل غاضبة حول العالم.
وفي 4 أبريل 2017 هاجم النظام السوري بلدة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية وقتل في تلك المذبحة 100 مدني على الأقل وأصيب أكثر من 500 آخرين.
وبلغ عدد الهجمات التي شنها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية على مناطق سيطرة المعارضة منذ بدء الحرب 217 هجوماً بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ولا تزال ذكرى المذبحة عالقة في أذهان ذوي الضحايا وشهود العيان الذين نجوا من الهجوم. وقال شهود عيان ممن أصيبوا في الهجوم واضطروا إلى النزوح إلى مدينة الباب قرب الحدود التركية إن عناصر من قوات النظام هددوهم بشن هجوم بأسلحة كيماوية أشد فتكاً إذا لم يغادروا دوما ولذلك اضطروا لترك المدينة والنزوح لأماكن أخرى.