توقّفت الحافلات وقطارات المترو والترامواي عن العمل في غالبية المدن الألمانية بسبب إضراب لطواقم المواصلات المحلية يضاف إلى قائمة طويلة من التحرّكات الاجتماعية التي يشهدها أكبر اقتصاد أوروبي.
أما قطارات المسافات الطويلة وتلك التي تتنقل بين المناطق وتشغّلها شركة دويتشي بان، فهي ليست معنية بهذا الإضراب. وتجري نقابة فيردي حاليا مفاوضات للفروع مع ممثلي أصحاب العمل في قطاع النقل العام تتمحور على الرواتب وظروف العمل.
ويطالب ممثلو الموظفين بظروف عمل أكثر جاذبية، في وقت يواجه القطاع نقصا فادحا في اليد العاملة في عدّة شركات، بحسب ما كشفت كريستين بيلي معاونة نائب الرئيس في فيردي. وتطالب النقابة خصوصا بخفض ساعات العمل الأسبوعية مع تعويض كامل على الراتب وأسبوع عمل مدّته 35 ساعة للعاملين في القطاع. وقوبلت هذه المطالب بالرفض من ممثلي أصحاب العمل.
في الأشهر الأخيرة، شهدت ألمانيا المعروفة بنوعية الحوار الاجتماعي فيها نزاعات اجتماعية كثيرة في ظلّ تدهور القدرة الشرائية من جرّاء التضخّم. وشُلّت الحركة في عدّة مطارات ألمانية إثر إضراب للطواقم الأمنية كان الهدف منه إلقاء المزيد من الضغط على المفاوضات الجماعية. والأسبوع الماضي شهد البلد إضرابا امتدّ أياما عدّة لسائقي قطارات المشغّل العام دويتشي بان. وقد يطال الإضراب المقبل شركة الطيران لوفتهانزا.
وقال مارفين ريشينسكي الذي يمثّل الموظفين العاملين في المرافق البرية في فيردي إن المفاوضات مع الإدارة بلغت طريقا مسدودا. وصرّح احتمال الإضراب وارد جدّا. وتقضي المسألة الوحيدة بمعرفة إن كان سيباشر قبل 12 فبراير أو بعده، وهو موعد انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات.
وتساهم هذه التحرّكات الاجتماعية التي تضاف إلى تعبئة حاشدة للمزارعين المعارضين لإصلاح بشأن الضرائب المفروضة على وقود الديزل في زعزعة أركان التحالف الحكومي بقيادة المستشار الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس الذي تتدهور شعبيته إلى أدنى مستوياتها.