الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثل دون كيشوت، أوهم الناس بوجود مشكلة لن يستطيع حلها إلا هو بشن الحرب التجارية التي يخوضها الآن مع الصين وغيرها.
هذا ما كتبه نيل بوش، رجل الأعمال وشقيق الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، بصحيفة واشنطن بوست، قائلا إن حرب ترامب التجارية تدمر الصداقات، والتحالفات، وسلاسل التوريد، وعقود العمل التي أُبرمت قبل سنوات طويلة، والأسواق، والمعاهدات التي تم التوصل إليها بجهود شاقة.
وقال عندما تكون الصين هي المعنية فسيكون أمام أميركا عمالقة حقيقيون يتوجب عليها هزيمتهم، وتنانين عملاقة يتوجب عليها استئناسها.
مبارزة الوحوش المتخيلة
وحماية حقوق الملكية الفكرية وتسوية أرض الملعب للتجارة الدولية هي أمور على قدر عال من الأهمية وتتوجب كفالتها، لكن ذلك يجب أن يتم عبر مفاوضات صريحة وصادقة، ومبارزة الوحوش المتخيلة لن تفعل شيئا غير الإضرار بمصداقية وإعاقة التقدم الحقيقي تجاه الحلول.
وأورد نيل بوش أنه ليس من الصعب وضع مقارنة بين ترامب ودون كيشوت، فكلاهما يرى أخطاء متوهمة، وينطلق لتصحيحها، وبعد ذلك يزعم النصر بعد كل معركة ضد أعداء متوهمين.
وعلى سبيل المثال، يمكن البرهنة على أن ما يزعمه ترامب من أن الصين سرقت ملايين فرص العمل في الصناعة، وأن العجز التجاري معها دليل على خسارة أميركا؛ مجرد أوهام.
الواقع بالأرقام
وأشار بوش إلى أن 88.5% من نفقات المستهلكين الأميركيين تذهب إلى شراء منتجات صُنعت في أميركا، وأن البضائع والخدمات ذات المنشأ الصيني لا تزيد نسبتها على 2.7% من نفقات الاستهلاك الأميركي، ومع ذلك لا تتسلم الصين إلا 1.2%؛ إذ يذهب الباقي إلى رجال أعمال وعاملين أميركيين مقابل النقل والبيع والتسويق للمنتجات الصينية.
وأضاف أنه ورغم الاعتراف الواسع بالعولمة هذه الأيام، فإن الاقتصاد الأميركي يمكن وصفه بكل اطمئنان بأنه اقتصاد مغلق نسبيا، لأن الأغلبية العظمى من البضائع والخدمات التي تُباع بالولايات المتحدة منتجة بأميركا.
وانتقد بوش ترامب قائلا إن عداءه الشعبوي للصين في مجال التجارة يشعل حماسة مؤيديه، لكنه يخفي الحقيقة، مضيفا أن العجز في التبادل التجاري الثنائي ليس شرا. ومن الناحية التاريخية فإن النمو الأفضل في الاقتصاد الأميركي أدى إلى حالات عجز تجاري أكبر.
ومع الأسواق المفتوحة، وكلما صدّرت أميركا المزيد من الغاز الطبيعي والمنتجات الزراعية، وكلما أصبح المستهلكون الصينيون قادرين على شراء المنتجات الأميركية التي يفضلونها؛ فإن العجز التجاري مع الصين سيتقلص.
المصدر : واشنطن بوست