- تتطور علاقات المجر مع الدول الناطقة بالتركية في جميع المجالات بشكل متزايد. فقد زار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أوزبكستان منذ فترة وجيزة، ويشارك وزير الخارجية المجري في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية منظمة الدول التركية في اسطنبول، حيث تشارك وزارة الخارجية المجرية في هذا الاجتماع بصفة مراقب. على الرغم من أن المجر عضو في الاتحاد الأوروبي، فما الذي يدفعها إلى الاقتراب من الدول التركية والتعاون معها في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها؟ وفي أي اتجاه ستكون علاقات المجر مع الدول التركية في المستقبل؟  

 

- المجر، دولة تقع في أوروبا الوسطى، وهي عضو في أنظمة التحالف الغربي، تتابع دائماً باهتمام التعاون بين الدول التركية. نحن لا ننسى جذورنا الشرقية، ومع الدول التركية، نتشارك نفس التراث الثقافي والتاريخي والحضاري، الذي يوفر أساساً متيناً لتطوير تعاوننا في جميع المجالات. لهذا السبب، وعلى الرغم من أننا مراقبون "فقط" في منظمة الدول التركية ، فإننا نريد أن نكون مشاركين نشطين في مشاريعها، وأيضاً في جميع أشكال التعاون التركي الأخرى. في الواقع، في عام 2019، افتتحنا مكتب التمثيل الأوروبي لمنظمة الدول التركية OTS في بودابست، والذي يعمل الآن مع مسئولي المشروع من جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك أذربيجان.    

      يجري العمل أيضاً من أجل إنشاء معهد للوقاية من الجفاف في بودابست، تحت رعاية منظمة الدول التركيةOTS ، نود بالتأكيد توسيع وتعميق تعاوننا مع الدول التركية في جميع المجالات التي تغطيها المنظمة، ونشارك بانتظام في فعالياتها على مختلف المستويات. في نوفمبر الجاري 2022 ، سيحضر وفد مجري حيث سيكون على أعلى مستوى في القمة المقبلة للمنظمة في سمرقند- تماماً كما في السنوات السابقة. حقيقة أن شوشا ستكون العاصمة الثقافية للعالم التركي في عام 2023، وأن منطقة فيزبرم- بالاتون ستكون العاصمة الثقافية لأوروبا 2023، وسوف يوفر ذلك مجالات جديدة للتعاون.  

 

- من حين لآخر، تعرب بعض الدول عن قلقها بشأن توحيد الدول التركية. في رأيك، ما هو الشيء الذي يمكن لاتحاد الدول التركية أن يساهم به في العالم؟ لماذا تدلي بعض الدول بمثل هذه التصريحات؟ 

 

- هذا تحالف قائم على الاحترام المتبادل، وهو أمر نادر الحدوث في العالم، لذا يجب تقديره. يبلغ عدد سكان الدول التركية الست حوالي 150 مليون نسمة، وتغطي مساحة تزيد عن 4.5 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي حوالي 1.5 تريليون دولار أمريكي- لذلك من الصعب التغاضي عن الإمكانات الجماعية. بناءً على روابطنا التاريخية والثقافية المشتركة، تفخر المجر بقدرتها على المساهمة في هذه الإمكانات والعمل كجسر بين الشرق والغرب، مما يساعد على التفاهم والتعاون بشكل أفضل.  

- المجر لديها الآن خطط تطوير خاصة مع أذربيجان. حيث توجد علاقات استراتيجية بين الدولتين. ومن المقرر العمل معاً من أجل مزيد من التعاون في مجال الطاقة والاقتصاد. هناك أيضاً تطورات نحو زيادة حجم التجارة. أود التحدث عنها.  

 

- في الواقع، لقد طورنا علاقاتنا الثنائية لدرجة ممتازة في السنوات الثلاثين الماضية. حتي وصلت العلاقات بين المجر وأذربيجان إلي المستوى الاستراتيجي، والأهم من ذلك أنها علاقات وثيقة وودية، وليس لدينا أي مشاكل عالقة لحلها. الاتصالات بين قادتنا السياسيين متكررة والعلاقات السياسية القوية توفر أسساً متينة لتطوير تعاوننا الاقتصادي أيضاً. في الواقع، كما أشرت، يتطور تعاوننا الاقتصادي بشكل سريع، اسمحوا لي أن أقدم لكم بعض الأمثلة عن ذلك. في عام 2020، أكملت المجر أكبر استثمار على الإطلاق في أوروبا الوسطى بحوالي 1.5 مليار دولار في أذربيجان، عندما أصبحت مجموعة MOL ثالث أكبر مساهم في حقل النفط ACG وخط أنابيب باكو- تبيليسي- جيهان. نأمل توسيع هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى. إلى جانب ذلك، كانت العلامات التجارية في مجال الصيدلة المجرية، مثل Richter و EGIS معروفة جيداً في أذربيجان، كما أن مشروبات الطاقة HELL الشهيرة هي أيضاً منتجات مجرية. تعمل الشركات المجرية بالفعل في قطاعي الزراعة وتقنية المعلومات في أذربيجان، وقد قمنا بتنظيم العديد من منتديات الأعمال حيث أتيحت الفرصة للشركات المجرية والأذربيجانية لتحديد المزيد من المشاريع المشتركة. لقد استأنفنا مؤخراً تصدير الماشية إلى أذربيجان أيضاً.  

 

- تعتزم الحكومة المجرية أيضاً المساهمة في أعمال إعادة الإعمار للأراضي المحررة الأذربيجانية. حتى أن المجر خصصت لأذربيجان منحة قدرها 25 ألف يورو لإزالة الألغام. ما هي المشاريع الأخرى المزمع تنفيذها في أعمال إعادة الإعمار في قراباغ؟  

 

- أنا مقتنع بأن إعادة إعمار هذه الأراضي سيخلق فرصاً جديدة لتعميق تعاوننا الاقتصادي. في الواقع، في يناير 2021، كنا من بين الدول الأولى التي أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في هذا المسعى، وكررنا نيتنا في مختلف الاجتماعات رفيعة المستوى منذ ذلك الحين. شاركت شركاتنا في معرضRebuild Karabakh EXPO في أكتوبر 2021، كما شاركنا في المعرض هذا العام خلال الفترة ما بين 19 إلي21 أكتوبر 2022 أيضاً. بشكل عام، تم بالفعل تحديد مجالات التعاون المحتملة، مثل البنية التحتية والتنمية الحضرية والزراعية- ونحن نعمل الآن على تعزيز المشاريع الملموسة. من المهم أن نلاحظ أن بنك EXIM المجري لديه حد ائتمان خاص بقيمة 120 مليون دولار لتمويل المشاريع المشتركة من قبل الشركات المجرية والأذربيجانية المهتمة.  

 

 - وقعت المجر اتفاقية تعاون استراتيجي مع أذربيجان في 11 نوفمبر 2014. وفقًا للاتفاقية، هناك برنامج للمنح الدراسية لـ 200 طالب أذربيجاني. هل يمكن أن يزيد هذا الرقم في المستقبل؟

 

- لدينا سجل حافل من التعاون في مجال التعليم. أنشأت الحكومة المجرية برنامج Stipendium Hungaricum، وهو مشروع رائد أيضاً في العلاقات بين المجر وأذربيجان. من خلال هذا البرنامج، تواصل المجر تقديم 200 منحة دراسية برعاية الدولة للطلاب الأذربيجانيين سنوياً. المنح الدراسية متاحة لجميع مستويات الدراسات، مثل البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه أو دورات 5 سنوات في الجامعات المجرية. بين الطلاب الأذربيجانيين، هناك اهتمام كبير ومتزايد بالدراسة في المجر. حالياً، لدينا حوالي ألف طالب أذربيجاني في المجر وليس فقط في إطار هذا البرنامج. تقدم الجامعات المجرية قيمة كبيرة ومعايير عالية وشهادات معترف بها دولياً والطلاب في بلد ودود من ناحية أخرى، نأمل أن يعمل العديد من هؤلاء الطلاب لصالح علاقاتنا الثنائية في المستقبل. 

  

- كم عدد الطلاب المجريين الذين يدرسون في أذربيجان؟ بشكل عام، ما هو مستوى الاهتمام والطلب بين الشباب المجري للتعليم في أذربيجان؟  

 

- أنشأت أذربيجان برنامج المنح الدراسية برعاية الدولة للمواطنين المجريين قبل عامين فقط. لا يزال الوعي بهذه الفرصة بين الطلاب المجريين منخفضاً، لكن الاهتمام يتزايد باستمرار. بالطبع، إلى جانب هذه الفرصة الجديدة والمثيرة للاهتمام، هناك أيضاً فرص أخرى. يحافظ عدد من الجامعات الأذربيجانية والمجرية على علاقات جيدة وقد طورت تعاوناً وثيقاً أيضاً فيما يتعلق ببرامج التبادل. يشارك الطلاب المجريون بشكل متكرر في مثل هذه البرامج، ويدرسون في أرقى الجامعات الأذربيجانية لفترات دراسية أقصر أو أطول.  

 

- أنتم سفير المجر الجديد في أذربيجان. ما هي المشاريع التي تخطط لتنفيذها؟ هل هناك ابتكارات جديدة؟ 

 

- نعم م، لقد وصلت إلى أذربيجان في بداية شهر سبتمبر، وانطباعاتي الأولى عن البلاد والشعب الأذربيجاني إيجابية للغاية. بمعرفة اللغة التركية يمكنني التواصل بسهولة، لكنني أخطط لتعلم اللغة الأذربيجانية أيضاً. بناءً على الطبيعة الإستراتيجية لعلاقاتنا السياسية، أود تقريب البلدين من بعضهما البعض من خلال التواصل بين الناس في مجال الأعمال والثقافة والتعليم.