تساؤلات عديدة طرحتها المبادرة التي دعا اليها رئيس أذربيجان إلهام علييف، بشأن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة والتي سيتم عقدها خلال شهر فبراير 2024، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول أسباب تلك الدعوة، وأهمية تلك الانتخابات المبكرة، والتي تأتي تزامنا مع الأحداث التي شهدتها أذربيجان خلال الفترة الماضية.
ولا شك أن الرئيس الهام علييف، والذي يقود جمهورية أذربيجان منذ عام 2003 يسعى لإرساء قواعد جديدة ترتكز على التحول الديمقراطي وتقديم صورة حضارية لأذربيجان من خلال استحقاق رئاسي، حيث يتوجه من لهم حق التصويت من اجمالي عدد السكان والبالغ نحو 10 ملايين نسمة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لأذربيجان.
ويبدو أن الرئيس إلهام علييف يحاول الاستفادة من الاستعادة الناجحة لقراباغ في سبتمبر الماضي من العام 2023، والتي وصفها الرئيس علييف بأنها استعادة للسيادة. وذلك في إطار توجهات السياسة الخارجية لأذربيجان والتي حاولت قدر الامكان الحفاظ على مستوى عالٍ من التعاون مع أكبر جيرانها، والتقليل من التهديدات من حولها، مع بناء شراكات استراتيجية مع الدول المتقدمة. كما كانت قادرة على إثبات نفسها شريكًا مسؤولاً مع نهج غير مندفع ومستقر في علاقاتها الخارجية.
ولا شك أن مستقبل أذربيجان يحمل معه العديد من التوجهات والتي تتوافق مع المصلحة القومية للدولة، كما أنها تميزت بحالة من المرونة مع حالة النظام العالمي وما يشهده من تحولات عدة سواء حينما تغيرت طبيعته من ثنائية إلى أحادية فى تسعينيات القرن المنصرم، وكذلك اليوم وهو فى طريقة نحو تعددية قطبية جديدة مع صعود قوى دولية بعضها يحاول استعادة النفوذ وبعضها الآخر يحاول اثبات هذا النفوذ.
والحقيقة أنه حينما سعت القيادة السياسية ممثلة فى رئيس الجمهورية كونه صالح اليد العليا في صناعة السياسة الخارجية إلى تحسين علاقات أذربيجان بالدول الكبرى، وتزايد دورها وأنشطتها داخل المنظمات الدولية والإقليمية لتلقي الدعم والمساندة، فإنه من المتوقع أن تستمر أذربيجان فى السير على نفس النهج الحيادي في سياساتها الخارجية والتي تعتمد بالأساس على مواردها النفطية والتي تسعي من خلالها لتحقيق التقدم الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة في البلاد.
وفيما يتعلق بتوجهاتها تجاه الدول الكبرى سوف يستمر التعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والغرب، مع اتباع سياسة الباب المفتوح مع روسيا من خلال شراكات اقتصادية وخاصة في مجال الطاقة. علاوة على ذلك فقد قامت قيادة أذربيجان بالتوجه نحو العالم العربي مؤخرًا من خلال تبادل الزيارات الرسمية، وتدعيم الدبلوماسية الشعبية، في محاولة لإعادة صياغة إطار جديد للعلاقات قائم على التقارب الثقافي والتاريخي رغم البعد الجغرافي.
جملة القول، إن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي دعا إليها الرئيس إلهام علييف، تشكل فرصة جيدة لتقديم صورة ديمقراطية لجمهورية أذربيجان بما يكون له مردود سياسي جيد في العالم الغربي، إلى جانب أنه يعد بمثابة استفتاء على انجازات الرئيس إلهام علييف وسياساته والذي يواصل صناعة النهضة لجمهورية أذربيجان الحديثة.
بقلم: أميرة عبد الحكيم