فازت، صورة التقطها محمد سالم من وكالة رويترز للأنباء بجائزة صورة العام 2024 ضمن مسابقة وورلد برس فوتو، وتظهر فيها إيناس أبو معمر وهي تحتضن جثة سالي البالغة خمس سنوات بالكفن الأبيض، والتي قتلت مع والدتها وشقيقتها عندما أصاب صاروخ منزلهن في خان يونس في أكتوبر.
وكان سالم في مستشفى ناصر في خان يونس في 17 أكتوبر عندما رأى إيناس معمر (36 عاما)، تبكي وتمسك بقوة جثة ابنة أخيها الملفوفة بكفن أبيض في مشرحة المستشفى. والتقطت الصورة بعد 10 أيام من انطلاق الصراع إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وكتب سالم على فيسبوك بعد إعلان الجائزة أتمنى من الله أن تصل هذه الصورة لكل العالم وتكون سببا في وقف الحرب والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني. وأضاف أقدم هذا الانجاز لأرواح شهداء الصحافة الذين دفعوا من دمائهم لكي تصل رسالتهم السامية لكل العالم.
ومحمد سالم فلسطيني (39 عاما) ويعمل لدى رويترز منذ عام 2003. وسبق أن فاز بجائزة في مسابقة مؤسسة وورلد برس فوتو لعام 2010. فيما قال ريكي روجرز مدير التحرير العالمي لقسم الصور والفيديو في رويترز في حفل أقيم في أمستردام استقبل محمد نبأ حصوله على جائزة وورلد برس فوتو بأسى وقال إنها ليست صورة تدعوه للاحتفال، ولكنه يقدر التكريم الذي حصلت عليه وفرصة نشرها لجمهور أوسع. وأضاف روجرز وهو يقف أمام الصورة في مبنى نيو كيرك التاريخي بالعاصمة الهولندية إن محمد يأمل بهذه الجائزة أن يصبح العالم أكثر وعيا بالتداعيات الإنسانية للحرب، خاصة على الأطفال.
وقال محمد سالم عن لحظة التقاط الصورة لقد كانت لحظة قوية وحزينة، وشعرت أن الصورة تلخص المعنى الأوسع لما يحدث في قطاع غزة. فيما قالت رئيسة لجنة التحكيم فيونا شيلدز إنها صورة مؤثرة للغاية، وبمجرد أن تراها، ستحفر الصورة في ذهنك نوعا ما، لافتة إلى أنها أشبه برسالة حرفية ومجازية حول رعب الصراع وعدم جدواه. ولفتت إلى أن الصورة الفائزة تشكل حجة قوية للغاية من أجل السلام.
من جهة أخرى فازت الجنوب أفريقية لي آن أولواج، المصورة في مجلة جيو GEO، بجائزة قصة العام عن صورها لعائلة في مدغشقر ترعى قريبا مسنا يعاني من الخرف. وتتناول هذه القصة مشكلة صحية عالمية من خلال عدسة الأسرة والرعاية مثلما قال أعضاء لجنة التحكيم، مضيفين أن اختيار الصور حصل بدفء وحنان لتذكير المتفرجين بالحب والقرب الضروريين في زمن الحرب والعدوان في جميع أنحاء العالم.
كما نال الفنزويلي أليخاندرو سيجارا جائزة المشروع طويل الأمد عن صوره المفعمة بالحياة وذات اللون الواحد لمهاجرين وطالبي لجوء يحاولون عبور الحدود الجنوبية للمكسيك. وقالت اللجنة إن تجربة الفائز المتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز ووكالة بلومبرج، الخاصة كمهاجر وفرت منظورا حساسا يتمحور حول الإنسان ويركز على قدرة المهاجرين ومرونتهم.
أما في فئة النسق المفتوح Open Format، فقد فازت الأوكرانية يوليا كوتشيتوفا بموقعها الإلكتروني الذي يجمع بين التصوير الصحفي والأسلوب الوثائقي الشخصي للمذكرات ليظهر للعالم معنى العيش مع الحرب كواقع يومي. واختيرت الصور الفائزة لعام 2024 من بين 61 ألفا و62 صورة لـ 3851 مصورا من 130 دولة. ويتواصل عرض الصور في نيوي كيرك Nieuwe Kerk في العاصمة الهولندية أمستردام حتى 14 يوليو.
من جانب آخر، قالت مؤسسة وورلد برس فوتو، ومقرها أمستردام، أثناء إعلانها عن جوائزها السنوية إن من المهم إدراك المخاطر التي تواجه الصحافيين الذين يغطون الصراعات. وأضافت أن 99 صحفيا وموظفا في مؤسسات إعلامية قتلوا وهم يغطون الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس منذ هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وما تلا ذلك من حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت جومانا الزين خوري المديرة التنفيذية للمنظمة عمل االمصورين الصحفيين والوثائقيين حول العالم غالبا ما يتم في ظل خطر كبير. وأضافت: في العام الماضي، أدت حصيلة القتلى في غزة إلى زيادة عدد الصحافيين الذين لقوا حتفهم إلى مستوى غير مسبوق تقريبا. وحري بنا أن ندرك هول الصدمات التي تعرضوا لها لكي نبين للعالم الأثر الإنساني للحرب.