"الصعوبات التعلّمية... خلّينا نحكي"
10 في المئة من التلامذة في العالم يعانون من صعوبات تعلّمية محدّدة كعسر الإملاء، عسر الكلام واللغة الشفهية، عسر الذاكرة، عسر الحساب، عسر القراءة، عسر تنسيق الحركات، والفرط الحركي والنقص في التركيز. فكيف يمكن تعزيز القدرات المعرفية؟ وما هو الاكتشاف الجديد لعمل الدماغ اثناء التعلّم؟
"الصعوبات التعلّمية... خلّينا نحكي" شعار اعمتده المركز اللبناني للتعليم المختص "كليس" في مؤتمره السنوي الرابع حول "الدماغ والتعلّم في صلب الصعوبات التعلّمية عند الأطفال" الذي منح جرعة أمل كبيرة للذين يعانون من الصعوبات التعلمية المحددة وأهاليهم، لا سيما انّه تخلل محاضرة قيّمة حول موضوع الساعة وهو "الدماغ والتعلم في صلب الصعوبات التعلمية عند الأطفال"، الذي قام بها البروفيسور أوليفييه هوديه الأستاذ في علم النفس في جامعة باريس- ديكارت، وفي جامعة السوربون باريس سيتي، والمتخصص في التطوّر الإدراكي والتعلم لدى الاولاد استناداً الى دراسته التجريبية لوظائف الدماغ والتكنولوجيا المرتبطة بها.
رصد عمل الدماغ
هوديه الذي له أكثر من 500 مؤلف وبحث علمي بما في ذلك 24 كتاباً، شارك مئات الحاضرين من متخصصين في التربية وعلم النفس والعلاج اللغوي والعلاج النفسي الحركي وعاملين في الحقل التعليمي، نظريته حول تعزيز القدرات المعرفية، مسلطاً الضوء على اكتشاف جديد لعمل الدماغ أثناء التعلّم، وذلك عبر صورة «MRI» مع تقنيات تربوية ونفسية معيّنة وفريق عمل تربوي –نفسي.
وفي حديث خاص، قال البروفيسور هوديه "إنّ المعلّم العظيم هو الأستاذ السويسري في علم النفس جان بياجيه الذي قال إنّ ذكاء الطفل هو الشكل الأمثل للتكيّف النفسي. إلّا أنّنا لم نكن نملك التقنيات اللازمة لمراقبة ما يحصل داخل الدماغ. فأتت تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتسمح بدراسة أدمغة الأطفال، فقمتُ أنا باستخدام هذه التكنولوجيا لاستكشاف كيف يعمل دماغهم أثناء عملية التعلم وبالتالي فهم الصعوبات التي يواجهونها والمنطق وراء الأخطاء الذين يرتكبونها وسلوكهم بشكل أفضل. وتسمح هذه التقنيات بالحصول على صورة عن دماغ الأطفال في مرحلة مبكرة جدّاً. بالإضافة إلى ذلك، يُمكّننا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من فهم أيّ جزء من الدماغ يُشغَّل أثناء عملية التعلّم وكيفية تفاعل هذه الأجزاء مع بعضها".