صرح وزير خارجية أذربيجان إيألمار محمدياروف في مقابلته مع صحيفة The Korea Times أن أذربيجان تأمل في تحقيق تقدم في انسحاب القوات المسلحة الأرمنية من الأراضي المحتلة في البلاد عام 2019.
وقال وزير الخارجية الاذربيجاني أيضاً إنه "لقد تم التعبير مراراً عن موقف بلدي حول تسوية النزاع الأرمني - الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية على أعلى المستويات في جميع المنصات. وهو أنه ينبغي حل النزاع على أساس سيادة أذربيجان وسلامتها اﻹقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا. أما بالنسبة للسند القانوني للتسوية، من الجدير بالذكر أن هذا الإطار يشمل أساساً على أربعة قرارات لمجلس الأمن الدولي، الجهة المسؤولة عن ضمان السلام والأمن العالميين والتي تم تبنيها في عام 1993 إلى جانب العديد من القرارات والبيانات الصادرة عن منظمات دولية أخرى، بما في ذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ، والبرلمان الأوروبي وغيرها، بالإضافة إلى وثائق مشتركة تم اعتمادها في صيغ ثنائية ومتعددة الأطراف..
وأشار الوزير إيلمار محمدياروف إلى أنه للأسف، فإن المفاوضات الجارية منذ سنوات لم تسفر عن أي نتائج.
وأضاف قائلاً إنه "لكن التطورات الأخيرة في أرمينيا والمحادثات بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، فضلاً عن أربعة لقاءات مع نظيري الأرمني تخلق أسساً معينة لدفع عجلة عملية التفاوض." أعرب البيان الصادر عن وسطاء مجموعة منسك عقب الاجتماع الأخير لوزيري خارجية ذربيجان وأرمينيا في باريس في 16 يناير 2019 عن التقدير للجهود المتواصلة التي يبذلها الطرفان للحفاظ على أجواء مواتية لإجراء مفاوضات مكثفة. ركز البيان على أن الجانبين اتفقا على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لإعداد السكان لأفرار السلام ، كما أشار البيان إلى أن الطرفين نظرا في الخطوات التالية نحو عقد قمة محتملة بين زعيمي أذربيجان وأرمينيا لدفع ديناميات المفاوضات".
وأكد الوزير الأذربيجاني أن أذربيجان تؤيد النتائج الملموسة للمفاوضات، وليس المفاوضات من أجل المفاوضات وهذا هو الموقف المبدئي للبلاد. وقال: "وبصورة عامة، أود أن أشير إلى أن القيادة الحالية لأرمينيا يجب أن تظهر الإرادة السياسية لحل النزاع، وبما يتفق مع فلسفة حسن الجوار، تعمل على تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. ونأمل أن يتحقق خلال هذا العام اﻟﺘﻘﺪم في مسألة اﻧﺴﺤﺎب اﻟﻘﻮات المسلحة اﻷرﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ المحتلة لأذربيجان وتطبيع اﻟﻌﻼﻗـﺎت بين البلدين والتقدم في ﺣـﻞ اﻟﺼـﺮاع وتوفير ﻇـﺮوف ﻟﻠﺴـﻼم واﻷﻣـﻦ. إن الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة يفتح الفرص أمام التنمية في أرمينيا نفسها قبل كل شيء".
وأشار الوزير إلى أن أذربيجان، بنفس الطريقة التي تضمن سلامة مواطنيها من مختلف المجموعات العرقية مستعدة للقيام بذلك فيما يتعلق بمواطنيها من أصل أرمني في قارت باغ الجبلية وفقا لالتزاماتها الدولية ومنحهم بحق الحكم الذاتي الرفيع المستوى في إطار الحدود المعترف بها دوليا لجمهورية أذربيجان.
صرح الوزير إيلمار محمدياروف "أن الجالية الأذربيجانية في منطقة قاره باغ الجبلية المقيم حالياً في المناطق الأخرى في أذربيجان مستعدة للعودة إلى أراضيها. وقد تم التأكيد مرة أخرى على هذه القضية في بيان الجالية الذي صدر مؤخراً. كان هناك منذ بعض الوقت اتصالات بين الطائفتين الأذربيجانية والأرمنية في منطقة قاره باغ الجبلية، ولكن للأسف، كما تعلمون، القيادة السابقة لأرمينيا قطعت هذه الاتصالات ومن المستحيل أخذ الأرض والانتقال بها إلى مكان آخر. وبالطبع، بعد تسوية النزاع، يجب أن يعيش هاتان الجاليتان معًا. ولذلك يجب تقوية الاتصالات بين الجاليتين الاأذربيجانية والأرمنية قاره باغ الجبلية ".
وتجدر الإشارة إلى أن الصراع بين دولتي جنوب القوقاز نشأ في عام 1988 بسبب المطالبات الإقليمية لأرمينيا ضد أذربيجان. تقع قاره باغ الجبلية وسبع مناطق متاخمة أي 20 % من أراضي أذربيجان تحت احتلال القوات المسلحة الأرمنية.
وفي مايو 1994 اتفق الطرفان إلى وقف لإطلاق النار. ولا تزال هناك مفاوضات السلام غير الناجحة وحتى الآن بين الطرفين برعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والرئاسة المشتركة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
لم تنفذ أرمينيا حتى الآن القرارات الأربعة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن تحرير إقليم قاره باغ الجبلية والمناطق المجاورة المحتلة.