الجنوب السوري.. الكلمة الفصل للميدان!

تحليلات 16:20 17.06.2018

يستمر الحشد العسكري للجيش السوري في درعا ومحيطها، وبدأت تدرك جميع القوى المنخرطة بملف الحرب على سوريا أنّ معركة تحرير درعا بشكلٍ خاص، ستكون لها الكلمة الفصل، وفق نتائجها المنتظرة بأيّ حديث مقبل، يتحدث عن تسويات بالحرب على الدولة السورية، وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة، بين جميع الأطراف.

اليوم ومع قرب انطلاق المعركة التحريرية الكبرى، والمتوقع أن تكون على مراحل، ولن تتوقف عند منطقة درعا البلد بعمق مدينة درعا وستتزامن معها معارك بريف درعا الغربي والشمالي والشرقي وريف السويداء الشمالي، فاليوم بدأت تأثيرات هذه المعركة، تظهر على أرض الواقع قبل بدايتها خارج حدود سوريا، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سوريا، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات «شركاء الحرب على سوريا «، وذلك باهتمامٍ ملحوظ منهم… بمجريات معركة درعا المرتقبة.

وهنا عند الحديث عن بعض تفاصيل معركة التحرير «الكبرى» لعموم مناطق الجنوب السوري، نتحدث عن حشد عسكري للجيش السوري تجاوز تعداده الـ 35 ألف عسكري سوري مجهّزين بأحدث الأسلحة وأضخمها، وبعضها سيُستخدم للمرة الأولى في الميدان السوري، فـ «معركة تحرير الجنوب السوري… معركة سوريا خاصة بامتياز» وتقودها بشكل شبه كامل قوات النخبة في الجيش السوري، بالاضافة إلى وحدات عسكرية من الفرقة الرابعة والخامسة والتاسعة والخامسة عشر «فقط لا غير»، مع معلومات ترجح مشاركة «لواء القدس الفلسطيني» والذي ستترك له مهمة تحرير مخيم اللاجئين الفلسطينيين في مدينة درعا»، وبخصوص «العمليات العسكرية المتوقعة» في الأيام القليلة المقبلة فـ «المتوقع أنها ستكون خاطفة وسريعة، وأنها ستبدأ بفتح جبهة عسكرية واسعة تقودها قوات النخبة في الجيش السوري لتطويق وعزل ومن ثم تحرير منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي… والمناطق الممتدة بين الطريق الواصل بين بلدتي رخم والكرك الشرقي الواقعتين في الريف الشرقي لدرعا، والهدف من ذلك هو تحييد هذه المنطقة بالكامل عن عمليات الجيش بعمق درعا، فالمنطقة المذكورة تعتبر من أكبر المناطق التي تتجمّع فيها المجاميع المسلحة في عموم مناطق الجنوب السوري، وعند تحييدها ستصبح مهمة تحرير درعا المحافظة بمجموعها مسألة وقت فقط، فقوات النخبة ستعتمد استراتيجية العزل والتطويق والتي أثبتت نجاعتها في معارك تحرير دير الزور وغوطة دمشق الشرقية.

وهنا وليس بعيداً عن تفاصيل العمليات الميدانية في الجنوب السوري، يجب التذكير بمسألة هامة جداً، وهي ارتباط معادلة معارك الجنوب السوري بمعادلة شاملة مركبة الأهداف والعناوين تحكمها بالمحصلة مصالح إقليمية – دولية، والسؤال هنا: هل ستعطي الكيانات والدول الراعية للمجاميع المُسلّحة في الجنوب السوري، ورقة درعا للدولة السورية.. هكذا من دون أيّ حراك؟ الجواب لا على أغلب الظنّ، فمحور العدوان على سوريا، يجري اليوم استعدادات في الخفاء وفي العلن، للتدخل بأيّ وقت بمجريات المعركة؟ وعلى الأرجح، سيكون التدخل من خلال تفعيل غرف عمليات جديدة، ودعم المجاميع المُسلّحة بالسلاح النوعي والمقاتلين، ولا يُستبعد هنا أنّ يتدخل الكيان الصهيوني بشكلٍ مباشر في معركة درعا في حال اقتراب الجيش السوري من تحرير تلال استراتيجية كتلال المال والحارة وغيرها، وستكون المشاركة الصهيونية بغطاءٍ أميركي، ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية، والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكرّرت هزائمها في الآونة الأخيرة بسوريا، فسقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سوريا، سقوط كلّ ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى، وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم، ولذلك نرى أن هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى.

وعند الحديث عن معارك الجنوب السوري، لا بدّ من الحديث عن الأردن، فقد بدأت تعود مجدداً دوائر صنع القرار الأردني، للانشغال بالاخبار التي تتحدث عن معارك وشيكة في درعا المدينة وريفها، والواضح أكثر، أنّ دوائر صنع القرار الأردني وتزامناً مع الاحتجاجات الشعبية الأردنية الواسعة والغير مسبوقة على سياسات النظام الداخلية والخارجية، وسط تخلي حلفاء النظام الأردني عن معظم التزاماتهم اتجاه النظام الأردني، بدأ يدرك النظام الأردني أن لا بديل له في هذه المرحلة إلا التواصل مع الروس، والسعي للتواصل مع السوريين، عبر خطوط اتصالات عسكرية – دبلوماسية شعبية – اقتصادية، للعمل على إنجاز تسويةٍ ما بملف الجنوب السوري تجنّب الأردن المضطرب داخلياً تداعيات أيّ أزمات خارجية، ولكن يبدو أنّ هذه التسوية «السلمية»، لم تتمّ حسبما كان يُخططُ لها الأردني مع الروسي والسوري.. فالكيان الصهيوني كما الأميركي والسعودي والتركي ومن خلف الكواليس، يسعون لفرض حلول مصنوعة بدوائر مخابراتهم، وهي لا تناسب بالمطلق مشروع الدولة السورية الساعي لتحرير وفرض السيادة السورية المطلقة على كلّ الأراضي السورية، وهنا بات من الواضح، إنّهُ لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلّا الاستمرار بالحسم العسكري، لتطهير أرض سوريا من بعض المجاميع المُسلّحة التي تنتشرُ اليوم على مساحاتٍ واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة، مع العلم أنّ هناك مساعي جدّية لإنجاز مصالحات وطنية كُبرى، ببعض بلدات محافظة درعا.

ختاماً… يدرك كلّ المتابعين لتعقيدات ملف الجنوب السوري وارتباط هذا الملف بمعادلات إقليمية دولية، انّ الوصول لتسوية دولية إقليمية ما بخصوص هذا الملف، هو أمر صعب جداً بهذه المرحلة، والدولة السورية تدرك ذلك جيداً، وتدرك ايضاً أنّ طول الوقت بين الاخذ والردّ والحديث عن تسويات «صعبة التطبيق» يصبّ بغير صالح وحدة سوريا الجغرافية والديمغرافية، ولهذا ستترك الكلمة للميدان العسكري، مع تأكيدنا أنّ هذا الميدان المفتوح على عدة سيناريوهات، سيكون حسمه بالنهاية لصالح سوريا ووحدتها الجغرافية والديمغرافية.


هشام الهبيشان - البناء

 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

كاف يقرر اعتبار اتحاد الجزائر خاسرا 3-صفر بعد أزمة قميص نهضة بركان
18:00 26.04.2024
محام : أرمينيا تمارس استراتيجية التطهير العرقي
17:23 26.04.2024
أمريكا تستعد لسحب قواتها من تشاد والنيجر
17:00 26.04.2024
محام بمحكمة العدل : أرمينيا شردت ملايين الأذربيجانيين
16:31 26.04.2024
فريق إزالة الألغام يزور اغدام
16:03 26.04.2024
انتهاء الاجتماع الثنائي بين علييف وشولتز
14:52 26.04.2024
ما هي تفاصيل اتفاقية السلام المرتقبة بين أذربيجان وأرمينيا ؟ خبير سياسي يجيب
14:20 26.04.2024
علييف : أجندتنا الخضراء تتطور
13:15 26.04.2024
انطلاق اجتماع علييف مع شولتز
13:00 26.04.2024
علييف : تجهيزات استضافة أذربيجان لقمة المناخ مستمرة
12:32 26.04.2024
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة
12:30 26.04.2024
مجموعة بريكس لن تتخلى عن إنشاء عملة موحدة
12:15 26.04.2024
علييف يلقي خطابًا خلال مشاركته في منتدي بطرسبرغ الخامس عشر للمناخ
12:11 26.04.2024
علييف يشارك في منتدي بطرسبورغ الخامس عشر للمناخ في ألمانيا
12:01 26.04.2024
ليبيا وإثيوبيا تبحثان عودة تعاونهما في مختلف المجالات
12:00 26.04.2024
طلاب في مواجهة حكومات الغرب... عندما تكشف غزة عورة الحرية
11:45 26.04.2024
رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا
11:30 26.04.2024
حماس وفتح ستعقدان لقاء في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي
11:15 26.04.2024
انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
للوصول إلي القمر ... منافسة شديدة بين الولايات المتحدة والصين – تحليلات
10:25 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
جميع الأخبار